عدم وضع برنامج للسقي يهدد إنتاج الطماطم بقالمة قال مدير فرع الديوان الوطني للسقي و صرف المياه (أونيد) بقالمة سماعلي لحسن بأن الديوان المشرف على محيط السقي الكبير قالمة-بوشقوف لم يتلق أي برنامج للسقي حتى الآن، واصفا الوضع الذي يمر به أحد أشهر المحيطات الزراعية المسقية بشرق البلاد بالصعب بعد موجة قحط طويلة وضعت سد بوحمدان على مشارف الجفاف. و أوضح مدير الديوان المعروف اختصارا بتسمية «أونيد» متحدثا للنصر بمقر الديوان بمدينة بومهرة أحمد أول أمس الاثنين، بأنه جرت العادة أن يوضع برنامج السقي حيز التنفيذ قبل نهاية النصف الأول من شهر مارس من كل سنة، حيث تحدد كمية المياه التي تمنح للمزارعين انطلاقا من سد بوحمدان قبل انطلاق موسم زرع الطماطم الصناعية في بداية مارس من كل سنة، لكن ذلك لم يحدث هذه السنة مما ينذر منتجي الطماطم الصناعية بموسم أبيض. و حسب المتحدث فإن الوضع في غاية الصعوبة و التعقيد بعد الانخفاض غير المسبوق لمنسوب المياه في السد المغذي لمحيط السقي، و أن المزارعين يمرون بمرحلة حرجة قد تنجر عنها خسائر فادحة إذا غامروا بغرس مساحات واسعة من الطماطم الصناعية و غيرها من الخضر و الفواكه الموسمية الأخرى. و تقدر حاجيات محيط السقي بقالمة بنحو 40 مليون متر مكعب من المياه في الموسم الواحد و هذه الكمية غير متوفرة حاليا بسد بوحمدان الذي انخفض من 200 مليون متر مكعب إلى نحو 30 مليون متر مكعب من المياه تقريبا، و هي كمية قد لا تكفي حتى لسد احتياجات السكان من مياه الشرب المقدرة بحوالي 20 مليون متر مكعب إلى غاية الشتاء القادم إذا استمرت موجة الجفاف لأشهر أخرى. و قد هيأ منتجو الطماطم الصناعية بقالمة ما يقارب 3 آلاف هكتار من الحقول و الملايين من شتلات الطماطم و نثروا كميات هائلة من الأسمدة العضوية لكنهم لم يتمكنوا من القيام بعمليات الغرس حتى الآن و لم يلتقوا ردودا مقنعة من الديوان و مديرية الري بخصوص موسم السقي الجديد. و قال منتج للطماطم من بلدية الفجوج أين يوجد أحد أهم المحيطات المسقية بقالمة للنصر أن كل شيء متوقف الآن و لا أحد بإمكانه المغامرة و التعرض لمزيد من الخسائر بعد ما أصبح الموسم الأبيض على الأبواب. و قد شهد سد بوحمدان آخر حالة امتلاء كلي في شهر فيفري 2015 و منذ ذالك الحين لم يتعاف السد الكبير و استمر مسوب المياه به في الانخفاض على مدى سنتين كاملتين لم تسقط فيهما الأمطار و الثلوج بشكل كاف على امتداد حوض المصب من عين عبيد بقسنطينة إلى غاية بلدية بوحمدان، كما لم تعرف المجاري الطبيعية المغذية للسد أي نشاط فعال منذ شتاء 2015 في واحدة من أسوأ موجات الجفاف الطويلة التي تعرفها الولاية حتى الآن.