وزارة الصحة تقرر استئناف المرحلة الثانية من التلقيح ضد الحصبة بعد عطلة التلاميذ كشف مدير الوقاية بوزارة الصحة، البروفيسور إسماعيل مصباح، أمس الثلاثاء، أن حملة تلقيح الأطفال المتمدرسين ستستمر مباشرة بعد عطلة الربيع، وستتخللها عملية تحسيسية واسعة لفائدة الأولياء، نظرا للطابع الإلزامي للحملة التي تهدف لحماية الصحة العمومية، نافيا إمكانية عدول الوزارة عن البرنامج الذي سطرته. وأفاد البروفيسور مصباح في تصريح للنصر، بأن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات مصرة على مواصلة حملة تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أعوام و14 سنة، بالنظر إلى التداعيات الصحية الخطيرة التي قد يتعرض لها من يعزفون عن إجراء التلقيح بعد بلوغهم سن الرشد، موضحا أن مجموعة من الخبراء والأطباء المختصين يقومون هذه الأيام على مستوى الوزارة بتقييم الحملة الأولى من التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، تحضيرا لإطلاق المرحلة الثانية من التلقيح، التي سيتم تنفيذها بعد العطلة الربيعية، عن طريق وضع خطة عمل محكمة بالتنسيق مع ممثلي منظمات أولياء التلاميذ، إلى جانب القيام بحملة توعوية بخصوص أهمية اللقاح في ضمان سلامة التلاميذ ووقايتهم من الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مستقبلا، والاستعانة بمختلف وسائل الإعلام. وأوضح المصدر، أن الأمر يتعلق بالصحة العمومية، وأن اللقاح هو قرار إلزامي وليس اختياريا، مقللا في ذات الوقت من شأن حالة القلق التي اعترت التلاميذ وكذا عديد الأولياء عند الشروع في التلقيح، وإصرارهم على مقاطعة الحملة، بحجة أنهم كانوا ضحايا إشاعات مغرضة زرعت لديهم حالة من الشك والخوف، منتقدا في ذات السياق، توزيع استمارات من قبل بعض مسيري المؤسسات التربوية على الأولياء لأخذ رأيهم بخصوص التلقيح، ومنحهم حرية الاختيار بين الاستجابة للعملية أو رفضها. وأضاف مدير الوقاية بوزارة الصحة أن عمل الخبراء سيتوج بوضع جدول زمني جديد للمرحلة الثانية من حملة التلقيح، التي ستتسم هذه المرة بالإلزامية، بعد حالة التردد التي طبعت المرحلة الأولى، نافيا إمكانية التخلص من الجرعات المتبقية أو إتلافها، لأن الرزنامة ستنفذ وستتواصل بشكل عادي، على غرار حملة التلقيح الخاصة بالأطفال الرضع. وتعول وزارة الصحة على التنسيق مع ممثلي أولياء التلاميذ، لتنفيذ الرزنامة الجديدة للتلقيح، إذ تستعد الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ التي يرأسها خالد أحمد، للقيام بحملة تحسيسية خلال العطلة الربيعية لفائدة وزارة الصحة، عن طريق تنظيم ندوات إعلامية والمشاركة في بلاتوهات عبر القنوات التلفزيونية لطرح الموضوع، وكذا إصدار بيانات، فضلا عن العمل الجواري، لإقناع الآباء بمساعدة وزارة الصحة على إتمام عملية التلقيح، التي اقتصرت لحد الآن على حوالي نصف مليون تلميذ، في حين أنها تعني حوالي 7 ملايين تلميذ ممن تتراوح أعمارهم ما بين 6 و14 عاما، أي الذين يدرسون في الطورين الابتدائي والمتوسط.وتستدل الجمعية بالبيان الأخير الصادر عن نقابة الأطباء، الذي طمأن الأولياء بسلامة اللقاحات وعدم تأثيرها سلبا على صحة الطفل عكس ما أشيع، فضلا عن الطابع الإجباري للعملية، التي تهدف لحماية صحة الأفراد ووقايتهم من الأمراض المعدية والخطيرة، وأبدى في هذا السياق خالد أحمد، قلقه من اقتصار التلقيح لحد الآن على عدد محدود من المتمدرسين، بحجة أن الأولياء الذين لم ينساقوا وراء الإشاعات، قد يخشون على أبنائهم الذين استجابوا لحملة وزارة الصحة من وضعهم في أقسام واحدة مع أطفال لم يستفيدوا من التلقيح، مقترحا الإسراع في إتمام الحملة، نظرا لضيق الوقت، وانشغال الأولياء والتلاميذ خلال الفصل الثالث الذي ستقتصر مدته على بضعة أسابيع، بالتحضير للامتحانات الرسمية، متوقعا أن تهدأ الأمور وتتغير الذهنيات بفضل التطمينات التي قدمها مختصون في الصحة. لطيفة/ب