نشرت : المصدر جريدة الشروق الجزائرية الثلاثاء 07 مارس 2017 10:50 الوصاية: اللقاحات آمنة ومطابقة لتوصيات المنظمة العالمية للصحة الأولياء: أبناؤنا ليسوا فئران تجارب واللقاح مجرّد صفقة تجارية خياطي: التلاميذ ليسوا قطيع غنم ويجب توقيف حملة التطعيم أجهض الأولياء حملة التلقيحات الجديدة الخاصة بالحصبة والحصبة الألمانية في يومها الأول، حيث سادت المؤسسات التربوية، الإثنين، حالة من الهلع والفوضى والمقاطعة، بالرغم من تحرك وزارة الصحة في الوقت بدل الضائع لطمأنة الأولياء، الذين قاموا بدورهم بحملة مضادة للتوعية من خطورة اللقاح، بسبب غياب تام للتواصل والتحسيس، ما أجبر وزارة التربية على إصدار تعليمة شفهية لتجميد الحملة، لاستحالة مواصلتها في الوقت الراهن، نظرا إلى الحالة السيكولوجية للأولياء والتلاميذ.
أولياء التلاميذ يقاطعون اللقاح الجديد ويردون على الوزارة: أبناؤنا ليسوا فئران تجارب واللقاح صفقة تجارية غياب العمليات التحسيسية يجهض الحملة قبل بدايتها قاطع أولياء تلاميذ مختلف مدارس الوطن الإثنين، حملة التلقيح الجديدة التي باشرتها وزارة التربية بالتنسيق مع وزارة الصحة بعد ما عبروا عن رفضهم القاطع للطريقة التي انتهجتها الوزارة في التعامل مع صحة أبنائهم بعد ما وجهوا رسائل مكتوبة لمديري المؤسسات التربوية يعبرون فيها عن رفضهم القاطع لهذه اللقاحات، التي لم يعرف حتى الآن سبب استحداثها، وما الذي تحمله خاصة، وان قضية اللقاحات أخذت أبعادا تحمل في طياتها الكثير من الغموض لاسيما وان الحملة لم تسبقها أي إعلانات اشهارية أو عمليات تحسيسية. وتشير شهادات ممثلي أولياء التلاميذ بالعديد من ولايات الوطن، أن اللقاح أعلن بطريقة فجائية ولم يتم إشعارهم بمضمونه أو تركيبته لاسيما وان العملية لم يكن معمولا بها في السابق، ولم يتم بشأنها حتى التحضير البسيكولوجي للأولياء الذين لايزالون تحت الصدمة من اللقاحات الماضية التي أربكت العائلات بعد تسجيل حالات وفيات بين الرضع، وكان وزير الصحة قد فند الخبر على أن تكون سبب الوفاة، وعاب هؤلاء على الجهات المعنية التي لم تسبق العملية بأي حملات تحسيسية اشهارية رغم كثرة القنوات التلفزيونية والإذاعية، قائلين: "هل يُعقل أن يكون التواصل في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بقناة واحدة ويتيمة أحسن من زمننا هذا الذي تتعدى فيه مختلف أشكال التواصل؟" في إشارة منهم إلى إشهار اللقاح القديم الذي اشتهر في تلك الفترة للتعريف بمختلف اللقاحات عن طريق أفلام كرتونية تلازمها أغنية لايزال العديد يحفظها عن ظهر قلب، وعبر هؤلاء عن رفضهم القاطع بجعل أبنائهم فئران تجارب، يتم عرضهم على كل لقاح جديد تطرحه المنظمة العالمية للصحة.
مؤسسات تجبر التلاميذ على التلقيح وعن اللغط الذي أحدثه هذا اللقاح، فقد اتهم رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة في حديث له مع "الشروق، جهات تريد المتاجرة بأولادنا، معتبرا ذلك صفقة تجارية مائة بالمائة، مؤكدا أن اللقاح نفسه تم توقيفه ومنعه باليابان في 1993 بعد ما اكتشف انه يسبب أعراضا صحية خطيرة منها التشوهات الجسدية وحتى ظهور حالات التوحد، داعيا الجهات المعنية لعقد نقاش مع مختصين ودكاترة في علم الأوبئة لوضع تفسيرات علمية عن اللقاح وبالتالي بعث الاطمئنان في نفوس الأولياء الذين كانت قد حذرتهم المنظمة للانصياع وراء حملة التلقيح هذه بعد ما وجدت مقاطعة بالعديد من الولايات وعلى رأسها تبسة، سطيف، بسكرة، العاصمة، هذه الأخيرة التي أحصت أمس، 4 حالات لمضاعفات فور تلقيحهم بمتوسطة مصطفى فروخي بباب الزوار، كما اندهش المتحدث للطريقة المتبعة بمنطقة بوينان في البليدة بعد ما ضغط على التلاميذ بالتلقيح تعسفيا، واصفا ذلك ب"العنف"، متسائلا في الأخير: "لماذا لم تحارب الوزارة القمل والجرب في المدارس وتلجأ إلى استقدام ما يزيد المرض؟".
اللقاح الجديد أحدث هلعا وفتنة في ولايات الشرق الجزائري مدارس أجبرت التلاميذ على التلقيح وأولياء منعوا أطفالهم من الدراسة اضطر العشرات من أولياء التلاميذ بولاية قالمة، صبيحة الإثنين، إلى منع أطفالهم المتمدرسين في مختلف الابتدائيات، من الالتحاق بمقاعد الدراسة، خوفا من إخضاعهم للتلقيح الإجباري، ضد بوحمرون وبوشوكة. وبحسب الأولياء الرافضين لفكرة تلقيح أطفالهم من جديد، فإنهم يتخوفون من إخضاع أطفالهم لهذا التلقيح المجهول بالنسبة إليهم، خاصة أن وزارة الصحة- حسبهم- أحاطته بالسرية التامة، كما أن بعض الأطباء من معارفهم، أخبروهم بأنهم يجهلون هذا التلقيح وتداعياته باعتباره جديدا في قطاع الصحة، ومجال الوقاية، بل أكثر من ذلك ففي بلدية مجاز عمار رفض كل الأولياء تلقي أطفالهم هذا اللقاح، وترك الأولياء مناصب عملهم ووقفوا برفقة أطفالهم المتمدرسين في مؤسساتهم حتى يمنعوا المشرفين على العملية من تلقيحهم. وقد اضطرت المدارس إلى وضع قائمة بأسماء الأولياء الرافضين لعملية تلقيح أطفالهم، وأخذ تعهدات وتصريحات منهم للإقرار برفضهم، حتى يتحملوا بحسب مصادر "الشروق" لوحدهم مسؤولية حرمان أبنائهم من أخذ اللقاح اللازم خلال مرحلة الحملة الوطنية للتلقيح المعلن عنها مؤخرا، دون أي معلومات إضافية بشأنها. وفي قسنطينة بلغ هلع الأولياء الذي كان متبوعا بتبادل التلاميذ في الابتدائي والإكمالي لمراسلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من التحذير من التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية والزعم بأن الجزائر بصدد تجريب لقاحات ينتظر نتائجها الآخرون، درجة إعلان دخول أبنائهم في عطلة قبل موعدها، وعلمنا من مديرية التربية بقسنطينة، بأن مصالحها راسلت الابتدائيات والمتوسطات، وأكدت لهم أن العملية التي تخص التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والرابعة عشرة إجبارية، ولا خيار فيها، لأنها تتعلق بصحة المواطن، ورفضت حكاية التعهد الأبوي والتصاريح الشرفية، التي لجأت إليها بعض المؤسسات. وفي عنابة، لاقت الإثنين حملة تلقيح التلاميذ بولاية عنابة عزوفا كبيرا من طرف الأولياء الذين منع المئات منهم أبناءهم من التوجه إلى مقاعد الدراسة مخافة إرغامهم على أخذ هذا التلقيح، فيما رافق البعض الآخر أطفالهم إلى المدارس وحذروا الإدارات المعنية بتلقيح أبنائهم على خلفية التحذير من عواقب هذا اللقاح الذي يبقى مجهول المصدر والتركيبة، حسب ما كشف عنه أمس بعض الأولياء في حديثهم إلى "الشروق اليومي"، حيث أبدوا تخوفا كبيرا من حملة لقاح الحصبة التي أقرتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.
اللجوء إلى العدالة يبقى واردا حسب الأولياء جمع إمضاءات لمنع اللقاح ضد الحصبة بالوادي بدأ عدد كبير من أولياء أمور التلاميذ في عدد من بلديات ولاية الوادي، في جمع الإمضاءات الرافضة لتلقيح أبنائهم ضد الحصبة،ا لتي شرع فيها عدد من المدراس الإبتدائية والمتوسطات بالولاية، وذلك بسبب المضاعفات التي تتركها على التلاميذ. وشرع عدد من أولياء التلاميذ والجمعيات التابعة لهم، في بلديات المغير وجامعة وأم الطيور، في جمع الإمضاءات للتوقيع على لائحة ضد تلقيح أبنائهم باللقاح المضاد للحصبة، وحسب هؤلاء فإن رفضهم لما أقرته وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة مرده إلى الآثار الجانية الخطيرة، والتي تظهر على التلاميذ بعد إجرائهم لعملية التلقيح، وهو ما اعتبره هؤلاء تهديدا لصحة أبنائهم، وحسب أحد المكلفين بجمع الإمضاءات فإن العملية التي شرع فيها قبل يومين فقط نجحت في استقطاب عدد مهم من الأولياء، ولم يستبعد ذات المتحدث اللجوء للمحكمة الإدارية لتوقيف عملية التلقيح، والذين لم يثقوا في تصريحات وزيرة التربية، ولا تطمينات المسؤولين بخصوص سلامة اللقاح. كما عرفت مواقع التواصل الاجتماعي، الخاصة بولاية الوادي، سجالا حول حملة التلقيح الخاصة بالمتدرسين، والتي أجمع فيها الكل على رفضهم المطلق لإعطاء أبنائهم جرعات اللقاح، بل طالب عدد من هؤلاء في التحقيق فيه.
تداعيات حملة التلقيح متواصلة بغرب البلاد مدارس تجبر الأولياء على إحضار شهادة تبرئة من البلديات.. عاشت إحدى المؤسسات التربوية بسيدي بلعباس حالة استنفار قصوى وسط التلاميذ وأوليائهم، بعد انتشار خبر إغماء تلميذتين لحظات بعد إخضاعهما للتلقيح الذي أعلنت عنه وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة التربية، والخاص بالطَورين الابتدائي والمتوسط، حيث بدأت الحادثة صباح أول أمس، عندما حلت لجنة طبية على مستوى متوسطة فيلالي اليابس بوسط مدينة سيدي بلعباس،لإخضاع تلاميذ السنة الرابعة متوسط للتلقيح الخاص بداء الحصبة غير أن تعرض تلميذتين لحالات غثيان و قيئ و يتعلق الأمر بتلميذتين تبلغان 15 سنة، لم يتحملا التطعيم، وهي المعطيات التي دفعت بالعشرات من التلاميذ إلى الهروب خارج القسم الذي كان يشهد عملية التلقيح رغم محاولات المساعدين التربويين إرجاعهم وتهدئتهم، لكن الفوضى عرفت أقصى درجاتها، وقد وصل الخبر إلى باقي التلاميذ بالمؤسسات الأخرى مما دفعتهم حالة الخوف والهلع إلى التغيب عن الحصة المسائية لتفادي التلقيح أما في وهران فقد وجد الكثير من مديري المؤسسات التربوية صعوبات كبيرة حيال تطبيق تعليمة وزارة الصحة التي أمرت المديريات بالتنسيق مع مديريات التربية لشن حملة واسعة للتلقيح.
بعد تعرض أربعة تلاميذ لمضاعفات صحية فور تطعيمهم هلع ومقاطعة جماعية لعملية التلقيح بمتوسطة فروخي بباب الزوار شهدت متوسطة مصطفى فروخي بباب الزوار بالعاصمة، أمس، حالة من الفوضى والذعر وسط التلاميذ وأوليائهم، الذين توافدوا على المؤسسة بقوة، فور انتشار خبر تعرض أربعة تلاميذ لمضاعفات صحية جراء تطعيمهم باللقاح الجديد ضد الحصبة، في وقت عرفت العملية مقاطعة جماعية من قبل باقي التلاميذ، خوفا من تعرضهم لنفس المضاعفات . ووقفت "الشروق" خلال تنقلها إلى متوسطة مصطفى فروخي بباب الزوار، على حالة الفوضى والذعر التي سادت عملية تطعيم التلاميذ بلقاح الحصبة، خلال يومها الأول، لاسيما بعد حدوث مضاعفات صحية وفقدان أربعة تلاميذ وعيهم فور تلقيهم اللقاح، ما استدعى نقلهم على جناح السرعة للعيادة متعددة الخدمات بحي 5 جويلية . وأبدى أولياء التلاميذ الذين توافدوا بقوة على المتوسطة في حديثهم ل"الشروق"، تخوفهم من عملية التلقيح والمضاعفات الصحية التي تعرض لها التلاميذ الأربعة، واستغربوا الإجراءات التي سبقت عملية التلقيح، كإجبار التلاميذ على إحضار تصريح شرفي وملء استمارات تخص التلقيح، مطالبين مصالح مديرية الصحة بفتح تحقيق وتقديم تفسيرات واضحة عن أسباب المضاعفات التي تعرض لها التلاميذ، في وقت أكد بعض التلاميذ رفضهم تلقي اللقاح وامتناعهم عن إحضار الدفتر الصحي، كما فضل بعضهم التغيب في الفترة الصباحية لتفادي التطعيم.
خياطي: التلاميذ ليسوا قطيع غنم ويجب توقيف الحملة دعا البروفسور مصطفى خياطي وزارة الصحة إلى توقيف حملة التلقيحات وتأجيلها إلى إشعار آخر، بسبب الحالة السيكولوجية للتلاميذ والأولياء، الذين قاطع أغلبهم أمس حملة التلقيح بسبب التخوفات التي ساهم في انتشارها غياب التحسيس والحوار والتنسيق، ما ساهم حسبه في رواج الهلع والإشاعات بخطورة اللقاح التي زاد من انتشارها المضاعفات التي حدثت لعدد من التلاميذ بسب مضاعفات اللقاح. وانتقد خياطي بشدة تعاطي وزارتي الصحة والتربية مع اللقاحات الجديدة التي لم تسبقها أي عملية تحسيس وإستشارة بالرغم من أن هذا اللقاح جديد ويدخل المدارس لأول مرة، ويمس ملايين التلاميذ قائلا "تلاميذنا وأطفالنا ليسوا قطيع غنم، نعرضهم لتلقيحات مصيرية من دون توفير أي معلومات وضمانات"، واستغرب المتحدث التناقض الذي حدث أمس بين وزارة الصحة التي انتقدت توزيع الاستمارات على أولياء التلاميذ، ووزارة التربية التي اكتفت بالصمت، ما يثبت أن تعليمات توزيع الاستمارات على الأولياء حدثت في العديد من الولايات ما زرع الشك في نفوس الأولياء والخوف وسط التلاميذ. وأكد خياطي أن الهلع الذي صاحب هذه الحملة سيؤثر سلبا في حملات التلقيح القادمة.
أكدت أنها تتبرأ من استمارات تخيير الأولياء في تلقيح أبنائهم وزارة الصحة تطمئن وتحقق في حملات المقاطعة طمأنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الإثنين، أولياء التلاميذ بشأن سلامة وأمن اللقاحات المدرجة ضمن الرزنامة الوطنية، داعية إياهم إلى مواصلة تلقيح أبنائهم، وأعلنت في نفس الوقت فتحها تحقيقا حول الأطراف التي دعت إلى مقاطعة اللقاح. وأكد مدير الوقاية وترقية الصحة بالوزارة، إسماعيل مصباح، خلال ندوة صحفية نشطها، الإثنين، رفقة ممثل منظمة الصحة العالمية، باه كايتا، والمدير العام لمعهد باستور، زبير حراث، أن اللقاحات المدرجة في إطار الرزنامة الوطنية "سليمة وآمنة ومطابقة لتوصيات المنظمة العالمية للصحة". وشدد ذات المسؤول على ضرورة تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و14 سنة ضد الحصبة والحصبة الألمانية، وهي الفئة الأكثر عرضة للفيروسات المتسببة في هذين الوبائين، مشيرا إلى أن اللقاح "إجباري من طرف السلطات العمومية وحق في الصحة للمواطن". وبخصوص الاستمارات التي تم توزيعها في بعض المؤسسات التربوية حول اختيار الأولياء لتلقيح أبنائهم أو العزوف عن ذلك، نفى الأستاذ مصباح أن تكون الوزارة قد وزعت هذه الاستمارات، مؤكدا في ذات الوقت أن "الوثيقة الوحيدة المطلوبة هي الدفتر الصحي للطفل". بدوره، أشار ممثل منظمة الصحة العالمية إلى أن الجزائر تستورد اللقاحات من المخابر التي أوصت منظمة الصحة العالمية بالتعامل معها بالنظر إلى "سلامة وأمن لقاحاتها"، مبرزا أن من بين الحالات التي ينصح بعدم تلقيحها "الأطفال المصابين بأمراض الدم والعجز الكلوي وتصفية الكلى والذين يتأهبون لإجراء عملية جراحية". من جانبه، ذكر المدير العام لمعهد باستور بتوفير 7 ملايين جرعة لقاح تم إخضاعها للمراقبة وتحليل الجودة من طرف المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية قبل وضعها في متناول وحدات الطب المدرسي، مؤكدا سلامة وأمن هذا المنتج. للإشارة، فقد جندت كل من وزارتي الصحة والتربية لهذه العملية 5.000 طبيب و8.000 عون شبه طبي على مستوى 1.800 وحدة للكشف المدرسي منتشرة عبر الوطن.