فلاحون يعزفون عن حملة غرس الطماطم الصناعية بالطارف تسببت موجة الجفاف التي تشهدها ولاية الطارف ، في عزوف عشرات الفلاحين عن حملة غرس الطماطم الصناعية التي انطلقت الشهر الفارط ، حيث لم تتعد المساحة المغروسة1500هكتار ما يمثل 45بالمائة من أصل المساحة المبرمجة المقدرة بحوالي 4آلاف هكتار ، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على محصول الطماطم هذه السنة بتوقع تراجع قدره 50بالمائة . وذكر بعض المنتجين أن موجة الجفاف التي تضرب الولاية أثارت مخاوفهم من مغبة تكبد خسائر إلى جانب ارتفاع تكاليف حملة الغرس ونقص اليد العاملة، و كلها عوامل دفعت بالعديد منهم إلى تعليق نشاطهم والعزوف عن حملة الغرس ، مشيرين أن شعبة الطماطم ذات القيمة الاقتصادية و الاجتماعية تبقى في تقهقر من سنة لأخرى بالرغم من الإجراءات التي تحاول وضعها الجهات المعنية لتحفيز المزارعين على مزاولة نشاطهم، مضيفين أن شبح الجفاف الذي يخيم على الموسم الفلاحي دفعهم نحو إنتاج المحاصيل الأخرى خوفا من أزمة السقي ، التي باتت بوادرها تلوح في الأفق، أمام تراجع منسوب سد الشافية الذي يتزودون منه . إلى جانب غلاء البذور خاصة الأصناف الهجينة ذات النوعية و المردودية الكثيفة، حيث يتعدى سعر الكلغ الواحد أزيد من 30مليون سنتيم مع طرح مشكل ندرة وغلاء أسعار الأدوية المعالجة التي يتم إقتناؤها من السوق السوداء ومن البلد المجاور و ارتفاع تكاليف السقي بتقنية قطرة قطرة. وهذا في ظل عدم تمكينهم من قروض موسمية لمساعدتهم على مجابهة أعباء حملة الغرس التي تبقى حسبهم مكلفة وباهظة. كما يطرح المنتجون مشكل نقص اليد العاملة وعدم توفر المشاتل بالكميات المطلوبة، بما يكفي لتغطية حاجيات المساحة المغروسة وغيرها من المشاكل الأخرى التي تعترض تطوير هذه الشعبة ، و منها مشكلة التسويق التي تطفو للسطح مع المحولين، في ظل عدم تحديد السعر المرجعي للتسويق وتأخر حصولهم على مستحقاتهم من المصانع . وقد أشارت جمعية منتجي الطماطم أن تأخر بعض المحولين في صرف مستحقات المنتجين نظير الإنتاج المسوق العام الفارط حال دون مباشرة عشرات الفلاحين في حملة الغرس بسبب محدودية إمكانياتهم المادية ،مقارنة مع ارتفاع تكاليف عملية الغرس التي تتعدى 30مليون في الهكتار الواحد ،وهذا بالرغم من الشكاوي المرفوعة ودق كل الأبواب لتسوية هذا الملف وحرصت الجمعية التأكيد أن دعم الدولة الموجه لمنتجي الطماطم يستفيد منه دخلاء من مافيا الطماطم التي إقتحمت هذا النشاط . ودعا فلاحون الجهات المختصة التدخل لفتح تحقيق في دعم الدولة وتطهير الشعبة من الدخلاء والطفيليين حسب تعبير مسؤولي الجمعية، الذين أضافوا أن إنتاج الطماطم يبقى في تقهقر خلافا للأرقام المعلن عنها من الجهات المعنية ، حيث تراجع الإنتاج العام الفارط إلى أقل من مليون قنطار في وقت كان إنتاج ولاية الطارف حسب الجمعية يمثل 40بالمائة من الإنتاج الوطني . من جهته أوضح مدير الفلاحة أن مصالحه كانت تراهن على توسيع المساحة المغروسة هذه السنة لأول مرة منذ الاستقلال إلى 20ألف هكتار، بعد أن كانت الموسم الفارط في حدود 4آلاف هكتار ، غير أن موجة الجفاف التي تعرفها الولاية حالت دون ذلك ، ومعها تقلصت المساحة المبرمجة للغرس إلى 5 آلاف هكتار منها، 3آلاف هكتار تم غرسها لحد الآن ، وهذا بزيادة ألف هكتار عن السنة الماضية ، وتوقع المسوؤل تحقيق وفرة في محصول الطماطم تقدر ب 4مليون قنطار، بمعدل 600قنطار في الهكتار، جلها من الأصناف الهجينة أمام لجوء المزارعين لانتهاج الطرق العصرية في الغرس، ومنها نظام السقي قطرة قطرة للزيادة في الإنتاج و استعمال الأدوية المعالجة لمحاربة الأمراض الطفيلية وإستعمال البذور الخاصة بالأصناف الهجينة ذات المردودية الكثيفة ، مضيفا أن 60بالمائة من الإنتاج يوجه للتسويق. و ستتدعم الولاية حسب المسؤول هذا الموسم بوحدة جديدة للتحويل ليصل بذلك عدد الوحدات التحويلية بالولاية 7وحدات بطاقة إنتاجية إجمالية تتعدى 12ألف طن يوميا ، وهو ما سيسمح بتسهيل تسويق محصول الفلاحين والرفع من قدرات الإنتاج لتلبية حاجيات السوق الوطنية من معجون الطماطم ، حيث يبقى إنتاج الولاية من الطماطم يغطي 30بالمائة من الطلب في السوق الوطنية.