نقص الشتلات يرهن حملة غرس الطماطم الصناعية بالطارف اشتكى العديد من منتجي الطماطم الصناعية بولاية الطارف عدم توفر شتلات الطماطم في الأسواق بالكميات المطلوبة ،وهو ما بات يرهن حملة الغرس التي انطلقت مؤخرا والتي يراهن عليها المنتجون لتحقيق نتائج مشجعة لإعادة بعث هذه الشعبة من جديد بعد تقهقرها في السنوات الأخيرة حيث تعد المنطقة رائدة وطنيا في إنتاج المحاصيل الصناعية وخاصة الطماطم الصناعية حيث يغطي إنتاج الولاية سنويا ما بين 45بالمائة إلى 54بالمائة من احتياجات السوق الوطنية الذي هو في حدود 75ألف طن. وذكر بعض المنتجين في اتصال مع النصر بأن نقص شتلات الطماطم طفت للسطح مع انطلاق الحملة نهاية الشهر الفارط ما أعاق عملية الغرس ،وهو ما قد يرهن الأهداف المرجوة من الحملة خاصة بعد توسيع المساحة المغروسة هذه السنة إلى 4 آلاف هكتار مقارنة ب3 آلاف هكتار الموسم الفارط بزيادة 1000هكتار جديدة ،مشيرين إلى عودة عشرات المنتجين إلى هذه الشعبة التي طلقوها في وقت سابق لأسباب عديدة . غير أن المزارعين اصطدموا مع بداية الحملة بعدم توفر كميات الشتلات حسب احتياجات المساحات الفلاحية المبرمجة للغرس ما دفعهم إلى تعليق عملية الغرس مؤقتا والتنقل إلى ولايات مجاورة وحتى إلى تونس بحثا عن الشتلات لدعم حاجياتهم بالكميات اللازمة. وأردف هؤلاء بأن الشتلات التي تم تحضيرها من قبل المصالح المعنية لم تلب الحاجة وسرعان ما نفدت من أصحاب المشاتل ما وضعهم في مأزق في كيفية التعامل مع المشكلة وإنقاذ موسهم الفلاحي الذي تهدده سنة بيضاء دون طماطم في حالة عدم استدراك المشكلة وتزويد المنتجين بالشتلات المطلوبة ،وإن اقتضى الأمر الترخيص لجلب هذه الأخيرة من الخارج تفاديا للخسارة . الفلاحون أثاروا جملة من الصعوبات التي تواجه غرس الطماطم أمام ارتفاع أعباء وتكاليف الغرس في ظل نقص الدعم وعدم مدهم بالقروض الموسمية لتجاوز الضائقة المالية التي يشكون منها حيث تتعدى تكلفة الهكتار الواحد حدود 25 إلى 30 مليون سنتيم فضلا عن غلاء الأسمدة المعالجة التي يتم جلبها في أغلب الأحيان من تونس بأسعار باهظة ،السقي قطرة قطرة ، والبذور الهجينة ذات المردودية الكثيفة التي تتعدى 600ق –الهكتار وهو الآمر الذي كان وراء عزوف المنتجين في الآونة الأخيرة على هذه الشعبة وتعليق نشاطهم قبل أن يقرروا العودة لنشاطهم مرة أخرى بعد الإجراءات و التحفيزات التي اتخذتها الدولة لدعم هذه الشعبة والتي يقول بشأنها المنتجون بأنهم لم يلمسوا منها شيئا على أرض الواقع عدا دعم تسويق المحصول خلال حملة الجني نحو الوحدات التحويلية. من جهتها أشارت مصالح الفلاحة عن اتخاذ كل الإجراءات لإنجاح حملة غرس الطماطم الصناعية من خلال رفع المساحة وتوفير الشتلات بالكميات اللازمة للمنتجين، ولو أن المصالح المعنية اعترفت بوجود بعض النقص أحيانا في توفر الشتلات والتي قالت بأنه سوف يتم استدراكه تفاديا لأي عراقيل قد تؤثر على حملة الغرس ، مضيفة بأن كميات هائلة من الشتلات لدى أصحاب المشاتل المعتمدة بلغت مرحلة متقدمة من التحضير والتي ستكون في متناول المزارعين هذه الأيام وإن اقتضى الأمر سيتم اللجوء إلى الإستيراد وهي رغبة المنتجين حسب نفس المصادر لتحسين المنتوج ورفع المردودية . وتوقعت مصالح الفلاحة تحقيق قفزة نوعية في محصول الطماطم الصناعية بإنتاج قياسي يفوق المليوني قنطار بمعدل 700 الى 800 ق- الهكتار بزيادة 30 بالمائة عن إنتاج الموسم الفارط الذي كان في حدود 1.7مليون قنطار ،ولتحقيق هذه الأهداف عمدت المصالح المعنية إلى إبرام اتفاقيات بين المنتجين والمحولين لتجاوز إشكالية التسويق والسعر المرجعي المحدد الذي عادة ما يطفو للسطح مع بداية جني المحصول .