قناة صرف تغرق المقبرة المركزية لمدينة قسنطينة لم يجد العديد من أهل الموتى من طريقة لصيانة قبور موتاهم سوى ترحيلها من مكان علوي إلى المربع الأسفل بالمقبرة المركزية لمدينة قسنطينة بفعل التسرب الكبير لمياه الصرف من القناة الكبيرة بجوار عمارة النجمة. الحادثة كانت منذ بدايتها قبل سنتين طفيفة و لم تؤثر على الوضع العام للمقبرة و كان يتم تحويل مجرى المياه القذرة الجارية في العراء بعيدا عن القبور، لكنها حسب السكان المجاورين للمقبرة و من القاطنين بعمارة النجمة زادت تفاقما بعد التسربات الكبيرة مؤخرا و التي أغرقت أرض حمروش العارية أسفل النجمة و دخلت المقبرة من الجهة العلوية. القبور التي غمرتها المياه القذرة صارت حرمة ساكنيها منتهكة،فقد تعرت تلك القبور جزئيا و لم يبق سوى خروج الجثث إلى السطح حسب أحد السكان لكي تتحرك السلطات و المصالح المعنية. حيال ذلك لم تجد المصالح المكلفة بالمقابر لدى بلدية قسنطينة سوى السماح لأهل أولئك الموتى بنقل رفاة موتاهم من المكان المغمور بالمياه القذرة نحو المربع السفلي، و ذلك في غياب حل جذري للمشكلة. مسؤول التطهير بشركة "سياكو" قال من خلال المكلفة بالاتصال أن الشركة تعلم أن المشكلة كبيرة و أن التدخل لإصلاح الكسر على قناة الصرف بالنجمة سيكون عملية كبيرة أيضا، لكن "سياكو" تفضل حسب ذات المصدر قبل البدء في الأشغال التحقق من مصدر تلك المياه القذرة. حيث تشير الشركة أن المياه القذرة المتسربة و التي غمرت جزءا من المقبرة المركزية ربما تكون من مصادر ثانوية و ليست من القناة الرئيسية للتجميع الموجودة بأرض حمروش عند عمارة النجمة. لذلك حسب المكلفة بالاتصال ستقوم "سياكو" بعمليات تنقيب و تحري عن مصدر التسرب عبر القنوات الثانوية للصرف الصحي المجاورة لقناة التجميع التي تتسرب منه المياه القذرة في العراء و تشاهد بالعين المجرة، و حين تتعرف الشركة على مصدر التسربات بدقة بداية من يوم الأحد المقبل وفق الشركة ستتم مباشرة أشغال التصليح و هو ما من شأنه أن ينهي مشكلة طال أمدها و مست جزءا من المدينة له حرمة و مكانة خاصة. من جهتها بلدية قسنطينة بقيت بعيدة عن الموضوع و لم نتمكن من الاتصال بالجهات المعنية لمعرفة موقفها و ما اتخذته من إجراءات لعلاج مشكلة.