شكلت مصالح مديرية الفلاحة لولاية عنابة لجنة ولائية أسندت لها مهمة التحقيق الميداني في وضعية مئات الهكتارات من القمح الصلب و الشعير المزروعة في أقاليم بلديات الحجار، عين الباردة، برحال الشرفة ،العلمة و التريعات، و ذلك عقب الأمطار الرعدية التي تساقطت بالولاية في غضون الأسبوعين الماضيين . وجاء تنصيب هذه اللجنة على خلفية الشكاوى العديدة التي تلقتها المديرية الوصية من طرف الفلاحين والمزارعين الذين يزاولون نشاطاتهم بالبلديات المذكورة ، حيث أكدوا على تضرر محاصيلهم من الحبوب بسبب الأمطار التي تهاطلت على الولاية ، مع التأكيد على تكبدهم خسائر معتبرة نتيجة تضرر منتجوهم من القمح و الشعير الذي تم زرعه بشكل مبكر، من هذه الأمطار التي بلغت كمياتها خلال الأسبوع الفارط40 ملم ، الأمر الذي له تأثير واسع على محاصيل شعبة القمح المبكرة التي تشبعت سنابلها بالمياه ، مما أدى إلى تزايد مخاوف الفلاحين والمديرية الوصية على حد سواء من تراجع الإنتاج من الحبوب والقمح هذه السنة في حالة إستمرار تساقط الأمطار الرعدية خلال النصف الأول من شهر جوان الحالي. و كانت مصالح مديرية الفلاحة بعنابة قد جندت فرقا خاصة لمعاينة الخسائر الفادحة التي خلفتها الأمطار التي تساقطت في شهر ماي الماضي، حيث قدرت الخسائر الأولية بنحو 7 آلاف هكتار من المحاصيل الزراعية المتواجدة على مستوى المناطق الفلاحية الكبرى، على غرار عين الباردة ،الحجار ،برحال والشرفة، لأن الارتفاع المفاجئ و غير الطبيعي في درجة الحرارة وبلوغ نسبة الرطوبة أعلى مستوياتها، ثم تساقط الأمطار الرعدية على فترات متقطعة قضى على الأشجار المثمرة في بداية نموها، فضلا عن تنامي الأمراض الطفيلية، خاصة في حقول الطماطم الصناعية و الحبوب، حيث تضررت أشجار الخوخ والتفاح من بعض الحشرات الغريبة التي تكاثرت جراء الأمطار الأخيرة.للإشارة فإن المساحة الزراعية الموجهة للحبوب عبر إقليم ولاية عنابة تفوق 18 ألف هكتار موزعة بين 13 ألف هكتار للقمح الصلب، 290 هكتار للقمح اللين، و2100 هكتار خاصة بالشعير ، و المخاوف من تقلص معدل الإنتاج تزايدت، و أصبح المعدل يقدر بنحو 20 قنطارا في الهكتار الواحد، بصرف النظر عن النوعية، التي تأثرت بالعوامل المناخية.