تركوا المدينة الحمراء لأهلها صباحا وتوعدوا بإحتلالها وجعلها خضراء في السهرة استغل أنصار الخضر تنقلهم بأعداد غفيرة جدا ليثبتوا انهم متميزون ومنفردون، فعلى الرغم من التسهيلات الكبيرة التي تعامل بها المنظمون المغاربة مع الجمهور الجزائري العريض الذي أم ملعب مراكش الجديد، حافظ أنصار الخضر على تقليدهم بقصدهم الملعب مبكرا، حيث تنقل ألاف المناصرين الجزائريين إلى ملعب مراكش الواقع خارج المدينة مبكرا وفي حدود الساعة التاسعة ، ليمتلئ مدرج الجزائريين في حدود الساعة الحادية عشر صباحا. مبعوث النصر إلى مراكش: نورالدين تليلاني دخول الجزائريين في هذه الساعة المبكرة أدهش الجمهور المغربي المتعود –حسب ما أكده لنا عديد المناصرين – في وسط المدينة، وترك المجال واسعا أمام المغاربة الذين غزوا الساحات في مواكب سيارات ودراجات بنوعيها البخارية والهوائية (منتشرة بكثرة في المملكة) ، وبمجرد دخولنا ملعب مراكش زالت تساؤلات الجميع ، حيث أكد لنا أنصار الخضر أنهم قصدوا المملكة ومراكش تحديدا بغرض المناصرة وليس السياحة والتجول في أزقة وشوارع المدينة الحمراء، وأجمل ما ردده محبو الخضر على مسامع الصحفيين والفضوليين من المغاربة قولهم: "دعوهم يحتفلون ويغنون في مدينتهم الحمراء ، احتفالاتنا في الليل وسنحولها إلى مدينة خضراء" وهي التصريحات العفوية التي حركت مشاعر المناصرين ، الذين أدهشوا الجميع بتعلقهم بحب الجزائر ومنتخبها فقد كان بملعب مراكش عائلات جزائرية كاملة الزوج والزوجة والأبناء في أجواء رائعة لم نتعود عليها بملاعبنا، ومن بين العائلات التي التقيناها سامي من العاصمة الذي يعمل في شركة للهاتف النقال ، حيث استغل زفاف أحد أقاربه بالمغرب ليحضر يوم الخميس ، لكن لحفل الأسبوع وذلك كما قال حتى يضرب عصفورين بحجر ، الاحتفال مع الأقارب المغاربة وبفوز الخضر في الديربي المغاربي والغريب أن هذا المناصر المهوس بالخضر أحضر زوجته وطفليه الصغيرين أمين ثلاث سنوات وراندا خمس سنوات موشحين بالعلم الوطني . كما التقينا بالأب سعيد وابنه عبد الرحمان ذي ال13سنة من مدينة غليزان ، والجميل في تصريح عبد الرحمان العفوي أن لقاء أمس ذكره بأم درمان التي كانت أول خرجة له مع المنتخب الوطني وبداية قصة حب الخضر. خرجة الخضر إلى مراكش أثبتت أن حب الخضر والجزائر سكن قلوب شبابنا وشباتنا اللائي وجدن في التنقل مع المنتخب متنفسا وفضاء لتأكيد تعلقهن بالفريق الوطني، على حد تعبير ريم من العاصمة وزميلتها ريم من القبة واللتين أكدتا أن مناصرة زياني وبوقرة وباقي أفراد كتيبة عبد الحق بن شيخة جعلتهما وعلى غرار العديد من الجزائريات يقصدن مراكش في هذه الأيام الحارة وتحدي بعد المسافة ما دامت ظروف المناصرة والمؤازرة متوفرة. هذا وفيما كات الجماهير الجزائرية اول من يدخل الملعب تأخر الخروج ، حيث تم إعلام محبي الخضر أنهم آخر من يغادر ملعب مراكش وذلك لظروف أمنية ، وجدت كل الترحيب من الجزائريين الذين أعجبوا كثيرا بملعب مراكش وحسن التنظيم به، متمنين أن يروا ملاعب في مدننا بهذا الشكل المعماري المميز وبتواجده خارج المدينة بطريقة تسهل الوصول إليه ومغادرته.الجمهور المغربي الذي تعود على ما يبدو الحضور متأخرا ، جسد ذلك أمس حيث لم يمتلئ جناح المغاربة حتى السادسة مساء ، حيث ظلت نصف مقاعد الجمهور المغربي شاغرة.