حسمت الاتحادية المغربية لكرة القدم في أمر الملعب الذي سيحتضن المباراة المرتقبة بين منتخبها والمنتخب الجزائري في الرابع من شهر جوان المقبل لحساب تصفيات كأس إفريقيا 2012، حيث قررت أن تجري المباراة بمدينة مراكش، حيث قامت بمراسلة نظيرتها الجزائرية وأبلغتها بالقرار. وإن كان للأشقاء المغاربة كل الحق في اختيار الملعب الذي يستقبل عليه منتخبهم مثلما كان عليه الحال بالنسبة لمسؤولينا الذين اختاروا ملعب عنابة لاحتضان مباراة الذهاب عوض ملعب 5 جويلية بالعاصمة، فإن ما يثير القلق في اختيار مدينة مراكش الجميلة لاحتضان هذا الموعد الهام هو تزامن ذلك مع الاعتداء الإرهابي الذي عرفته المدينة مؤخرا عقب تفجير أحد المطاعم وخلّف سقوط 17 ضحية على الأقل، وهو ما يشكل مخاطر حقيقية تهدّد مصير هذه المباراة المرتقبة. مراكش كانت مستبعدة بسبب الانفجار الأخير وكانت كل المؤشرات توحي بأنّ مسؤولي المنتخب المغربي سيختارون مدينة الدارالبيضاء وملعب محمد الخامس لاحتضان هذا الموعد الكروي الكبير، كما أن فكرة استضافة الجزائر في مدينة مراكش كانت مستبعدة جدا بالنظر إلى الانفجار الذي عرفته المدينة مؤخرا، لكن المسؤولين على رأس الاتحادية المغربية كان لهم رأي آخر وتحدّوا الظروف واختاروا هذه المدينة كي تكون مسرحا للموقعة الكروية التي ستجمع منتخبهم ومنتخب الجزائر لأسباب مجهولة. حرب نفسية مبكرة والمغاربة يريدون تخويف الجزائريين وإذا كنا نقر مجددا بأحقية المسؤولين المغاربة في اختيار الملعب الذي يرونه الأنسب لاحتضان المباراة المرتقبة، إلا أننا لا نستبعد أن يكون ذلك القرار بمثابة إعلان مبكر عن حرب نفسية يريد المغاربة شنّها على الجزائر من أجل كسب المعركة في الميدان، فهم يدركون أنهم من وراء قرار كهذا سيجعلون الخوف يتسرّب إلى نفوس اللاعبين الجزائريين بسبب ما جرى مؤخرا في هذه المدينة ويدركون أيضا أنّ القرار قد يفقدهم تركيزهم، فاتخذوا ذلك القرار الذي قد يزيد أبناءنا عزيمة على العودة بنتيجة جيدة بما أن ما تعيشه المغرب في الوقت الحالي عاشته الجزائر لأكثر من عشرية من الزمن وتحدته وأنهته منتصرة. السلطات المغربية تريد إثبات أنّ المغرب آمنة ومن زاوية أخرى، نقرأ أنّ الأشقاء في المغرب ونخص هنا سلطاتهم العليا ترغب في تحدي الظروف وإثبات أنّ المغرب تبقى بلدا آمنا لا صلة له بالإرهاب وما شابه، وأنّ ما حدث مجرد حادث بسيط تقف وراءه جماعات منعزلة أو متمردة على النظام أو جماعات خارجية لا تحب الخير للمغرب، وإلا كيف نفسر برمجة مباراة بهذه الأهمية في مدينة لم تندمل بعد جراح ضحاياها إثر الاعتداء الإرهابي الذي كانوا عرضة له مؤخرا. حتى أنصار “الخضر” قد يحجموا عن التنقل بأعداد غفيرة ولن يحدق الخطر بلاعبينا وأفراد بعثتنا الرسمية فحسب قبيل وأثناء وبعد هذه المباراة، بل أن اختيار مدينة مراكش كمسرح لهذه الموقعة سيكون له انعكاس سلبي على رغبة الأنصار الجزائريين في التنقل إلى المغرب، إذ لا نستبعد أن يحجم عدد كبير من المناصرين عن التنقل إلى الجارة المغرب بعدما يبلغوا بخبر اختيار مدينة مراكش لاحتضان هذا العرس الكروي خوفا على سلامتهم. اللعب في الدارالبيضاء كان أفضل للطرفين ومهما يكن فإن اللعب في مدينة الدارالبيضاء وبالضبط في ملعب محمد الخامس كان يبدو الأفضل للمنتخبين نظرا للأمان الذي تعرفه هذه المدينة الجميلة، غير أنّ أعضاء الاتحادية المغربية استقر قرارهم تلبية لرغبة مدربهم البلجيكي إيريك ڤيريتس على قرار استضافة الجزائر بمدينة مراكش التي عرفت أعنف تفجير إرهابي في الفترة الأخيرة ... “الله يجعل الخير”. ----------------------- الجامعة المغربية تختار مركب مراكش الجديد لإقامة مباراة “الخضر” وتفاجئ الجميع! فاجأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجميع أمس بإعلانها مركب مراكش الجديد مسرحا لمباراة “الخضر” المقررة يوم 4 جوان المقبل لحساب أول جولة من مرحلة العودة من تصفيات التأهل إلى كأس إفريقيا 2012، وجاء القرار بعد تردّد كبير وعقب سوسبانس حام مطولا بشأن مكان القمة المغاربية المنتظرة، وسط توقعات إعلامية وحتى تخمينات وصلت حد التأكيد على استبعاد ملعب مراكش لأسباب أمنية غير أن الجامعة الملكية كانت لها رؤية أخرى... وسبحت عكس التيار الذي أراده المدرب إيريك ڤيريتس الذي لم يتردد في تصريحات سابقة في القول صراحة أنه يريد استقبال الجزائر في مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء. مساء الاثنين التوجه كان نحو الدارالبيضاء وأمس تغيّر كل شيء وكشف زميل إعلامي من إذاعة مارس أمس أنه تكلم مع رئيس الجامعة ليلة الاثنين الى الثلاثاء وكان التوجه كبيرا نحو إقامة المباراة في الدارالبيضاء، غير أن اجتماعا آخر عقد أمس خرج فيه المجتمعون بقرار مشترك ومغاير متمثلا في اللعب في مراكش. تباين الموقفين في ظرف ساعات قليلة يكشف درجة التردد التي سادت مسؤولي الجامعة الملكية الذين اتخذوا القرار بصورة فجائية وربما من دون استشارة ڤيريتس الذي عاد أول أمس من رحلته الأوروبية لمعاينة لاعبيه وترك مساعده كوبرلي هناك، علما أن القرار صدر في آخر يوم حسب قوانين “الفيفا” التي تطلب تعيين الملعب الذي يحتضن أي مباراة رسمية شهرًا قبل الموعد. ڤيريتس تمنى الدارالبيضاء وحديث عن وضعه أمام الأمر الواقع ولا يخفى على أحد أن ڤيريتس كان يريد اللعب في الدارالبيضاء المغربية، حيث قال بعد الداربي البيضاوي بين الرجاء والوداد أنه يتمنى أن تتجدّد هذه الأجواء الحماسية عند استقبال “الخضر”، ونقلت الكثير من الوسائل الإعلامية كلاما عن رغبته في استقبال “الخضر” في العاصمة الاقتصادية، ليأتي القرار المفاجأة الذي من شأنه أن يطرح تساؤلات عما إذا كان قد تم أخذ رأي ڤيريتس بعين الاعتبار قبل اتخاذه، في وقت لم يتردد إعلامي مغربي في الحديث عن إقدام الفهري على وضع مدربه أمام مسؤولياته وتحت الأمر الواقع، وإن صحت هذه الأنباء فالأكيد أنه مؤشر على أن العلاقات ليست على ما يرام وأن الحديث عن رحيل المدرب السابق لأولمبيك مارسيليا لم يكن من العدم. إختيار مراكش فاجأ حتى المغاربة والقرار أعلن5 أيام فقط بعد القنبلة ويمكن القول أن القرار كان بمثابة مفاجأة حقيقية ليس فقط للأوساط الرياضية الجزائرية، ولكن حتى للإعلام المغربي، فبإلقاء نظرة على ما كتبته الصحافة المغربية يوما قبل الإعلان يمكن التأكد أنه أمر لم يكن في الحسبان، فجريدة المنتخب أشارت أن القرار سيُعلن عنه بين الدارالبيضاء ومركب طنجة الجديد، بل ذهبت لتؤكّد أن ملعب مراكش مستبعد بشكل رسمي، خاصة بعد القنبلة الأخيرة التي انفجرت الخميس الماضي في مقهى 5 أيام قبل إعلان القرار وخلّفت أكثر من 15 قتيلا وهو نفس الاتجاه الذي أخذته صحف أخرى، غير أن هذا الحادث الذي كان صداه عالميا لم يقنع مسؤولي الجامعة بتغيير موقفهم. إعلاميون مغاربة: “مركّب مراكش اختير هروبا من الضغط” وفهم العديد من الزملاء الإعلاميين المغاربة الذين اتصلت بهم “الهدّاف” يوم أمس أن الملعب اختير للابتعاد عن الضغط، الذي سيكون في ملعب الدارالبيضاء لو يحتضن المواجهة، خاصة أن العبء من المتوقع أن يكون كبيرًا على عاتق أسود الأطلس بما أنهم سيلعبون لأجل تحقيق الفوز ولا شيء غيره، ومعروف أن جماهير العاصمة الاقتصادية يعرف عنها تعصبها وانقلابها بسرعة على المنتخب، الأمر الذي دفع الى التوجه الى ملعب مراكش الجديد (المدينة الثالثة في المملكة المغربية)، “خاصة أن جماهيرها متعطشة للمنتخب ولن تتوانى في لعب دورها الى الأخير دون أن تبدر منها مواقف غير منتظرة” على حد تعبير أحد الزملاء. الملعب الأكثر تحكمًا بالنسبة للسلطات الأمنية ب 98 كاميرا مراقبة وافتتح مركب مراكش الثاني في المدينة (بعد ملعب الحارثي الذي يتسع ل 25 ألف مناصر) يوم 5 جانفي 2011 بعد أن بدأت به الأشغال سنة 2003 بتكلفة إجمالية بلغت 48 مليون أورو، ويبعد المركّب الجديد ب 11 كلم عن وسط الميدان ويتسع لأكثر من 65 ألف متفرج، ويتوفر على 16 بابا للدخول، وموقف للسيارات يتسع ل 7500 سيارة، كما يضم مقاعد حتى للمعاقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة، مركز الصحافة مساحته تقدر ب 1000 م مربع، كما أن الملعب مزين بشاشة بث ضخمة، وأكثر من هذا فهو مصمم وفق الأعراف الدولية كما يضم 98 كاميرا للمراقبة ما يجعله الملعب الأكثر تحكما من قبل السلطات الأمنية التي تتابع الصور على المباشر من كل أرجاء الملعب ويمكنها توقيف المشاغبين في أي لحظة. لكنه اعتاد على العنف، الشغب والتكسير منذ أول مباراة احتضنها ومع هذا فإن مركّب مراكش الجديد ومنذ افتتاحه اعتاد على العنف والشغب والتوقيفات ففي أول مباراة يحتضنها بشكل رسمي بين الكوكب المراكشي وحسنية أغادير لحساب الجولة 17 من البطولة حصلت أحداث عنف كبيرة غير أن كاميرات المراقبة التقطت المذنبين وحكم عليهم في مارس الماضي بالسجن 9 أشهر حبسًا نافذا، وفي شهر أفريل الماضي في مباراة الفريق المحلي الكوكب المراكشي أمام أسفي حصلت أحداث أعنف وأخطر امتدت حتى محطة القطار لابن جرير على بعد كيلومترات، واقتلعت الجماهير الغاضبة أكثر من 500 كرسي فيما أوقف الأمن 50 مشاغبًا، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن هذا الخيار، طرحها حتى المغاربة الذين لم يخفوا تفاجؤهم باختيار هذا الملعب الجديد الذي لا يعرف معالمه أحد من لاعبي المغرب.