رغم أن درجة الحرارة صبيحة أمس بمدينة مراكش كانت جد مرتفعة إلا أن هذا لم يمنع مئات الجزائريين الذين وصلوا إلى المدينة التي ستحتضن الداربي المغاربي من الخروج والتجمهر سيما بساحة جامع الفنا ومقهى أركانة الذي شهد التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي ذهب ضحيتها ثلاثون سائحا أجنبيا. قدموا من كل حدب وصوب من أجل الخضر من خلال دردشتنا مع الجماهير الجزائرية التي احتلت وسط المدينة القديمة، أكد لنا مناصرو الخضر أنهم قدموا من كل حدب وصوب، فمنهم من قدم من مستغانم، وهران، الشلف، العاصمة، البليدة، الأربعاء، سطيف، قسنطينة والبرج ليقفوا وراء رفقاء زياني في المباراة الهامة والمصيرية التي تنتظرهم يوم السبت أمام المنتخب المغربي في أصعب مواجهات تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لكأس إفريقيا القادمة. مناصرو الحراش، البرج، العقيبة كلهم وراء الخضر أكد لنا جميع من تحدثنا إليهم بساحة جامع الفنا أنهم يناصرون مختلف الأندية الجزائرية في البطولة الوطنية فمنهم من يعشق صفراء الحراش وكذا أبناء العقيبة وسوسطارة والكابا لكنهم في الوقت الحالي تجمعوا وتناسوا خلافاتهم إلى ما بعد العودة إلى الجزائر، لأنّ الأهم بالنسبة إليهم هو مناصرة المنتخب الجزائري والوقوف إلى جانبه في مباراة الداربي المغاربي وإعطاء صورة مشرفة عن المناصر الجزائري الذي ورغم معاناته من مشاكل مادية إلا أنه يغامر ويقترض الأموال من أجل نصرة رفقاء زياني أينما حلوا وارتحلوا. المغتربون في الموعد ونصرة الخضر واجب مقدس كنا نظن في البداية أن أغلب من التقينا بهم قدموا من الجزائر فقط لكن اعتقادنا زال بمجرد وصول ثلاثة مناصرين من فرنسا لتشجيع المنتخب الجزائري ونصرته، حيث أكد لنا محمد لمين القادم من ليون أنه لا يمكن له أن يضيّع فرصة مشاهدة لقاء الداربي المغاربي بعد أن ضيّع حضور مونديال جنوب إفريقيا الشيء الذي جعله يترك مشاغله في فرنسا ويتنقل إلى مدينة مراكش في زيارة سياحية و رياضية خاصة أن نصرة أشبال بن شيخة في لقاء هام ومصيري يعد واجبا وطنيا. عدد الأنصار تضاعف بسماع تواجد مبعوث "الخبر الرياضي" رغم أن عددهم لم يكن يصل العشرين مناصرا في البداية، إلا أنّ إطالتنا الحديث مع جماهير المنتخب الجزائري جعلت البقية تتنقل إلى "ساحة الفنا" بمجرد سماعها بتواجد مبعوث "الخبر الرياضي" هناك، حيث أصر كل واحد منهم على بعث رسالته الخاصة إلى أفراد أسرته أو مناصري الفريق الذي يشجعه عن طريق يومية "الخبر الرياضي" التي أكدوا لنا أنهم يحترمونها كثيرا بسبب مهنيتها ونشرها لأخبار صادقة دون تزييف ولا مزايدات. مقاهي ومطاعم المدينة اكتظت بهم منتصف نهار أمس بمجرد أن دقت الساعة معلنة منتصف النهار حتى بدأ مناصرو الخضر الذين صنعوا الفرجة بساحة "جامع الفنا" بوسط مدينة مراكش يغادرون المنطقة بسبب درجة الحرارة التي لا تطاق، وكان الموعد مرة أخرى في مقاهي ومطاعم المدينة التي اكتظت بهم وجعلتهم يصنعون الحدث، خاصة أنه لا يوجد مكان إلا وتجد أنصار المنتخب يحملون الرايات الوطنية ويرتدون أقمصة لاعبي الخضر مؤكدين بذلك ولاءهم للمنتخب الذي صنع أفراح الجزائر في السنتين الفارطتين. الرايات الوطنية وأقمصة يبدة والبقية حاضرة وبقوة المتجول بأزقة وشوارع مدينة مراكش نهار أمس يخيّل له و كأنه في مدينة جزائرية، ففي الوقت الذي غاب فيه مناصرو أسود الأطلس عن الحدث لم يفوت الجزائريون الفرصة ليعرفوا بأنفسهم لمختلف جنسيات العالم الحاضرة بالمنطقة من أجل السياحة، وارتدى محبو الخضر لذلك أقمصة يبدة، زياني والبقية كما حملوا معهم الرايات الوطنية مفتخرين بانتمائهم لبلد المليون ونصف المليون شهيد ومنادين بحياة المنتخب الجزائري في مشهد تقشعر له الأبدان. الموعد كان في المساء ولا صوت يعلو على صوت مناصري الخضر بعد أخذهم لقسط من الراحة في مختلف الفنادق التي تأويهم، عاد مئات الأنصار الذين وصلوا إلى مراكش في الأيام القليلة الفارطة إلى وسط المدينة في المساء بعد انخفاض نسبي لدرجة الحرارة هناك وعاشوا لحظات لا تنسى شبهها الجميع بتنقل أم درمان والفرحة التي صاحبت فوز الخضر على المنتخب المصري وعليه سمعنا أصوات مناصري المنتخب الجزائري تتعالى بما أن عدد محبي الخضر كانوا بقوة والتفافهم ببعضهم البعض جعل كل من تواجد بالمنطقة يبقى في مكانه مشدودا لما يحدث. المئات تجمهروا وخلقوا أجواء رائعة لم تعشها المدينة من قبل في ظل تعالي أصوات وهتافات مناصري المنتخب الجزائري التحق البقية ممن وصلوا مساء أمس بالمدينة وأصروا رغم التعب الذي نال منهم على أن يكونوا حاضرين وتجمهروا رفقة البقية مشكلين بذلك أمواجا بشرية ولوحات فنية رائعة استقطبت أنظار الجميع. يتنقلون بحرية والمدينة السياحية سحرتهم من خلال معاينتنا لتنقلات الجماهير الجزائرية بمختلف شوارع وأزقة مدينة مراكش، وجدنا أن هؤلاء يتنقلون بحرية تامة ولا يعترض سبيلهم أي أحد، فهم يفعلون ما يشاؤون، يغنون ويمرحون كأنهم في الجزائر، حيث أكد لنا بعضهم أنهم لم يشعروا بتاتا أنهم خارج الوطن بالإضافة إلى شعورهم بالأمن والأمان في هذه المدينة السياحية التي سحرهم جمالها وطبيعة عمرانها التي جعلت منها مدينة حمراء. السياح دهشوا وتساءلوا عن هوية المناصرين ما لفت انتباهنا في ظل المتعة وأجواء الصخب التي صنعها الجزائريون هو دهشة السياح القادمين من مختلف أصقاع العالم والذين بقوا مندهشين للفرجة التي صنعها أنصار المنتخب الجزائري الذين ألفوا في السنتين الفارطتين التنقل مع الخضر أينما كانوا ومناصرتهم، فما بالك إذا كان اللقاء مع المنتخب المغربي الشقيق، ولعل الانطباعات الأولية لهؤلاء السياح هي سؤالهم عن هوية هؤلاء المشجعين وسبب تواجدهم بوسط مدينة مراكش التي لا تدل أية علامة على احتضانها لهذا اللقاء ما عدا حضور الجمهور الجزائري وصنعه الحدث بها بما أن أغلبية سكان المنطقة منشغلون بأمورهم التجارية التي تدر عليهم أموالا طائلة. أنباء عن وصول المئات في الساعات القليلة القادمة باحتكاكنا مع الجماهير الجزائرية المتواجدة بوسط مدينة مراكش والتي يناهز عددها ال700مناصر، أكد لنا هؤلاء أنهم ينتظرون وصول العديد من أصدقائهم في الساعات القادمة، فمنهم من يصل من مطار المنارة ومنهم من سيتنقل من الجزائر إلى الدارالبيضاء وبعدها إلى مراكش قادمين على متن رحلات الخطوط الجوية الجزائرية والخطوط الملكية المغربية ما يؤكد أن العدد سيتضاعف في اليومين القادمين اللذين يسبقان يوم المواجهة خاصة أنّ الأنباء التي وصلت الجزائريين عن الاستقبال الحسن الذي حظوا به من الجماهير المغربية شجع الجميع على التنقل إلى مراكش لمعايشة الحدث. سيشكلون دعما حقيقيا لأشبال بن شيخة يوم المباراة أجمع محدثونا من الأنصار الجزائريين الذين تنقلوا إلى مراكش لتشجيع الخضر أنهم سيشكلون دعما حقيقيا لرفقاء القائد عنتر يحي يوم المباراة وأنهم سيساندونهم حتى الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة خاصة أنهم يعولون عليهم من أجل تحقيق نتيجة إيجابية هنا بمراكش للعودة بمعنويات مرتفعة إلى الديار قبل لعب الجولتين الأخيرتين أمام كل من المنتخبين التنزاني و منتخب إفريقيا الوسطى اللذين لا يصل مستواهما إلى مستوى لاعبي الخضر أو أسود الأطلس. مشكل التذاكر لم يحل والجماهير تنتظر وصول روراوة لعل المشكل الوحيد الذي نغّص بعض الشيء على الجماهير الجزائرية المتواجدة هنا بمراكش رغم إقامتها المريحة قبل اللقاء هو عدم حصولها على تذاكر حضور المقابلة، بما أنها تتنقل في كل مرة إلى منطقة معينة ولا تجد التذاكر الشيء الذي جعل البعض متخوفا من إمكانية تضييع فرصة مشاهدة الخضر بعد أن قطع آلاف الكيلومترات وصرف الملايين من أجل الوصول إلى مدينة مراكش وهو ما جعل البعض ممن اقتربنا منهم أنه وفي حال لم يحصلوا على التذاكر في ساعة متأخرة من مساء أمس فإنهم سيتنقلون اليوم إلى مطار المنارة لانتظار رئيس الفاف محمد روراوة وطرح المشكلة عليه بغية حلها في أقرب وقت سيما أنه لم تعد تفصلنا سوى ساعات قلائل عن موعد إجراء اللقاء. البعض تحصل عليها من قنصلية الجزائر بالرباط رغم أن غالبية من تحدثنا إليهم لم يتحصلوا بعد على التذاكر بسبب تنقلهم في رحلات غير منظمة إلا أن البعض الآخر الذي تنقل في رحلات منتظمة مع الوكالات السياحية من الجزائر أو فرنسا تحصلوا على تذاكرهم زوال أمس وهو ما جعلهم في قمة السعادة ليتواصل بذلك السوسبانس للبقية الذين لا زالوا لا يؤمنون بإمكانية غيابهم عن المدرجات لصنع الفرجة يوم اللقاء. تنقلوا أمس بالمئات لاستقبال الخضر بمطار المنارة كان أغلب المناصرين الذين التحقوا بمراكش في اليومين الفارطين مساء أمس وفي حدود الساعة الرابعة على موعد مع التنقل إلى مطار المنارة الذي يبعد عن وسط المدينة، حيث كانوا في استقبال وفد المنتخب الجزائري حاملين معهم الرايات الوطنية في مشهد أكد للمغاربة التعلق الوثيق للشعب الجزائري بالمنتخب الوطني عكس ما يحدث عندهم أين لا يحظى وصول اللاعبين أو المنتخب بمثل هذه الخرجات التي من شأنها أن ترفع معنويات اللاعبين. كانوا يريدون التنقل إلى الفندق لكن مصالح الأمن منعتهم لم يكتف مئات الأنصار الحاضرين بمطار المنارة باستقبال أفراد البعثة الجزائرية التي حلت نهار أمس بمراكش قادمة من إسبانيا، إذ حاول البعض منهم تتبع حافلة الفريق الوطني إلى غاية فندق "غولف بالميراي بالاس" لكن ذلك لم يكن ممكنا بما أن السلطات الأمنية حرمتهم من ذلك بسبب التغطية الكبيرة التي شهدها وصول الخضر إلى المدينة السياحية قبل ثلاثة أيام عن موعد اللقاء. يطمحون لمشاهدة الحصة التدريبية المغلقة اليوم رغم تأكيدنا لهم أن الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة قرر إجراء الحصة التدريبية الأولى لأشباله بأرضية ميدان ملحق ملعب مراكش الكبير دون حضور الجمهور أو وسائل الإعلام إلا أن العشرات من الجماهير تعتزم التنقل يوم غد لملعب المباراة رغبة منها في ملاقاة اللاعبين وتحفيزهم على الفوز في لقاء السبت.