محتجون يعتدون على شرطي ويجردونه من سلاحه بأم البواقي قام، أمس، عشرات السكان القاطنين بقرية توزلين بأم البواقي، بغلق الطريق الوطني رقم 10 في شطره الرابط ببلدية عين فكرون، لمطالبة السلطات بالتدخل لبرمجة مشاريع تنموية بالقرية، فيما طالب تجار فوضويون بالترخيص لهم بعرض بضائعهم على حواف الطريق، و دخل المحتجون في شجار مع مستعملي الطريق الذين علقوا لأزيد من ساعتين، ليعتدوا بعدها على شرطي و يجردوه من سلاحه الذي استعمله لإطلاق عيارات نارية تخويفية، من جهتها البلدية توعدت بمقاضاة كل من يحاول ابتزاز السلطات و المسافرين على حد سواء. المحتجون من سكان القرية التي تبعد عن وسط مدينة أم البواقي ب5 كلم، استعانوا بالحجارة و المتاريس الترابية لغلق الطريق، و أضرموا النار في عدد من العجلات المطاطية، و طالبوا السلطات المحلية ببرمجة مشاريع تنموية «لرفع الغبن» و وضع حد للتهميش الممارس على قريتهم بحسب وصفهم، و بين المحتجون بأن مطالبهم تتعلق في الأساس بتهيئة محيط القرية و إيجاد حل للمناطق التي تعاني في ظل انعدام المياه الشروب، و طالب عدد منهم القائمين على البلدية بالتراجع عن قرار هدم كشك فوضوي كونه مصدر الرزق الوحيد لصاحبه، فيما طالب تجار الخضر و الفواكه الفوضويين بالتراجع عن القرارات الملزمة بإخلاء الفضاءات المحاذية للأرصفة. الاحتجاج الذي تسبب في شل حركة المرور على طول الطريق الوطني رقم 10، دفع ببعض العالقين من المرضى و المسافرين لمطالبة المحتجين بفتح الطريق أمامهم، و من بينهم شرطي بأمن الولاية الذي حرم من الالتحاق بمنصب عمله، ليتطور المشهد إلى مشادات بين بعض المحتجين و الشرطي الذي سحب مسدسه الناري و أطلق عيارات تخويفية، غير أن المحتجين تهجموا عليه و اعتدوا عليه بالضرب و جردوه من سلاحه الناري، الأمر الذي أدى لتدخل عناصر القوة العمومية، التي فرقت المحتجين و نقلت الشرطي لمصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن سينا، و نجحت في استرجاع مسدسه و التحقيق مع بعض المحتجين. رئيس بلدية أم البواقي موسى خليل و في تصريحه للنصر، قال بأنه أمر بتسخير القوة العمومية التي توجهت للقرية، ما سمح بفتح الطريق أمام مستعمليها، و بين «المير» بأن رفع مطالب واهية إساءة للبلدية، مضيفا بأن كل مطالب سكان القرية تمت تلبيتها في وقت سابق و ه عولجت بنسبة تفوق التكفل بانشغالات سكان وسط المدينة، داعيا إياهم لرفع مطالب مشروعة، و أكد بأن القرية استفادت من مشروعين للتهيئة، الأول انتهت به الأشغال، و الثاني سينطلق قريبا لإتمام تهيئة بقية النقاط بالقرية، إلى جانب انتهاء أشغال تهيئة مدرسة قوماري قداش الابتدائية، و ربط بعض المشاتي بشبكة المياه، مع تهيئة الملحق البلدي في انتظار تدعيمه بموظفين مؤهلين لفتحه، و كذا معالجة قضية مصب المياه القذرة و التكفل بربط المجمع السكني الريفي بالغاز و الكهرباء. محدثنا، أكد على أن منع التجارة الفوضوية قرار لا رجعة فيه، مبينا بأن البلدية ستطبق القانون بصرامة في هذا المجال، مضيفا بأن أبواب السوق الجواري مفتوحة أمامهم لاستغلاله على مدار الأسبوع و ليس يومي الثلاثاء و الجمعة فقط، و بين المتحدث بأن التجارة الفوضوية، من بين الأسباب التي أدت لمقتل بريئين بتوزلين، مؤكدا بأن البلدية ستحارب الظاهرة على طول الطرق المؤدية لخنشلة و عين البيضاء و عين فكرون، و ستسخر القوة العمومية لإنهاء الإشكال الحاصل. «المير» ختم بتأكيده على أن أبواب مكتبه مفتوحة، مؤكدا بأنه سيحرك دعوى قضائية ضد البعض من أصحاب المصالح الضيقة الرافضون لتطبيق القانون، وعلى رأسهم المتسببين في غلق الطريق و الإساءة للمسافرين عبر إقليم البلدية، كما سيرفع دعوى قضائية ضد التجار العارضين لبضائعهم على حواف الطرقات.