الجنرال بن شيخة يرحل على وقع خسارة مذلة - أعلن سهرة أول أمس الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة عن استقالته من العارضة الفنية الوطنية في أعقاب الخسارة المذلة أمام المنتخب المغربي برباعية نظيفة أخرجت الخضر من سباق التصفيات القارية المؤهلة لدورة "كان 2012". بن شيخة الذي لم تدم عهدته أكثر من تسعة أشهر في العارضة الفنية الوطنية خلفا للشيخ رابح سعدان ، لم ينتظر طويلا لإعلان رحيله واستقالته نتيجة عجزه عن الوفاء بوعده وفشله في قيادة الخضر إلى الدورة النهائية من الكان ، حيث أكدت رباعية مراكش أن الحمل كان ثقيلا على "الجنرال" الذي خسر في بداية مسيرته معركة بانغي بثنائية نظيفة، وخسر في نهاية مهامه معركة مراكش برباعية تاريخية، أبكت الجزائريين وجعلتهم يتحسرون على أيام الشيخ الذي قاد رفقاء زياني إلى المونديال بعد ربع قرن من الغياب وأدخلهم دائرة أفضل أربعة منتخبات إفريقية في "كان أنغولا". رحيل غير مأسوف عليه كون آلاف الأنصار الذين أموا ملعب مراكش طالبوا مطولا بإبعاد هذا الناخب الذي قتل حلمهم في رؤية الخضر ينتفضون ويعيدون للجزائريين الأيام الزاهية ، خاصة وأن بن شيخة استفاد من كل مقومات العمل والنجاح، وفشل حيث كان منتظرا منه تقديم أوراق اعتماده كناخب يستحق قيادة منتخب مونديالي تعج صفوفه بخيرة اللاعبين الجزائريين الناشطين في البطولات الأوروبية، لقد أهان الناخب السابق منتخبنا الوطني وأعاده بسنوات إلى الوراء، وهو الذي وعد الجزائريين قبل تسلمه المهام بتغيير وجه الخضر وإعادة الاعتبار للاعب المحلي الذي فشل معه في دورة السودان ، أين حدد بلوغ النهائي كهدف فخرج قبله بمحطة؟ إياب الديربي المغاربي كشف المستور وأكد أن السياسة التي تنتهجها الفاف غير ناجحة في غياب مديرية فنية وطنية توكل لها مهمة البرمجة والتخطيط واتخاذ القرارات مع تحيد الخطوط العريضة لبرامج عمل مختلف الطواقم الفنية الوطنية، والنتيجة خسارة مذلة وإقصاء مر من الصعب هضمه وتبريره، ويدعو القائمين على شؤون كرتنا إلى إعادة النظر في كثير من الجوانب والأمور واستيعاب الدرس جيدا ، لأن سياسة الهروب إلى الأمام لا تنفع والترقيع مفعوله سريع ونتائجه وخيمة وأحيانا كارثية. رحل إذن الجنرال ولم يترك أية ذكريات جميلة للمحبين وعموم الجزائريين، حيث كانت حصيلته سلبية على طول الخط، فقد استهل مسيرته بخسارة لا زال يتجرع الجزائريون مرارتها أمام منتخب "نكرة" على خارطة الكرة الإفريقية، وتعادل أبيض ومبهم أمام منتخب ليكسمبورغ النكرة بدوره على الخارطة الكروية الأوروبية، وفوز باهت في عنابة كان مسكنا للآلام ومغطيا للنقائص والسلبيات حتى موعد مراكش الذي عرى المنتخب وكشف عيوبه في سهرة كروية لن ينساها الجزائريون لسنوات طويلة. لقد خسر الجنرال سهرة السبت أهم وأكبر معركة في مشواره كناخب راهن عليه الجزائريون كثيرا، وهو الذي زرع الأمل في النفوس يوم صرح بأنه سيعيد الاعتبار للاعب الجزائري ، وتعهد بالحصول على 12 نقطة المتبقية، ما يعني هزم المغرب ذهابا وإيابا والثأر من إفريقيا الوسطى في الجزائر وقهر تنزانيا في دار السلام؟ فخيب ظن الجميع بإخراج منتخبنا الوطني من السباق وحرمه من التواجد في "كان" غينيا الاستوائية و الغابون ، وأنهى مشوار جيل من اللاعبين الذين فقدوا الرغبة قبل القدرة على إعطاء المزيد !