النظرة الاستباقية للجيش مكّنت من تحقيق نتائج نوعية الجزائر دولة محورية وأصبحت تثير الغيرة لأنها خلقت نموذج استقرار أكد أستاذ العلوم السياسية بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية الدكتور فاتح خننو، أن العمليات النوعية والنتائج الإيجابية التي حققها الجيش الوطني الشعبي في الفترة الأخيرة ومنها عملية عين الدفلى، تدل على أنه جيش احترافي متكون، لديه نظرة استباقية ويقظة استراتيجية وخبرة ورصيد كبير في مكافحة الإرهاب، مضيفا أن الجزائر دولة محورية، فهي محور العالم العربي وإفريقيا وأصبحت تثير الغيرة لأنها خلقت نموذج استقرار، ونوّه في السياق ذاته بالتجربة الجزائرية الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب والتي أصبحت مرجعا جاهزا، وقال أن العديد من الدول تحاول أن تأخذ من هذه التجربة. وأوضح الدكتور فاتح خننو، أن العمود الفقري للدولة الجزائرية، هو الجيش الوطني الشعبي، وأوضح أن محيط الجزائر يبقى مضطربا، في ظل الوضع الراهن في مالي وليبيا، بينما تعد الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تعرف استقرارا في هذا المجال، وأبرز في تصريح للنصر ، العمليات النوعية للجيش في المدة الأخيرة، حيث نجح في القضاء على العديد من المجموعات الإرهابية، وتمكن من حجز أسلحة مختلفة ، حاولت بعض المجموعات المرتبطة بالإرهاب أن تغرق بها الجزائر ، مضيفا في نفس السياق أن الاستراتيجية المتبعة والعمليات النوعية والنتائج الإيجابية التي قام بها الجيش تدل على أنه احترافي متكون، لديه نظرة استباقية و استراتيجية وأوضح في هذا الصدد أن الجيش يقضي على الأمور في مهدها ولا يتركها تتطور، وهو ما يسمى باليقظة الاستراتيجية ، يعني أنه - كما قال - جيش يشتغل بذكاء واحترافية ولديه تكوين على مستوى إطاراته، منوّها في هذا الصدد بتطوره ، حيث يأتي ضمن المراتب الأولى على الصعيد العالمي ، وأكد خننو ، أن الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية تبقى تهديدات أمنية، والجيش في كل مرة يبرهن على أنه قادر على التصدي لهذه المخاطر، مشيرا إلى أن الجيش الوطني الشعبي يوظف كل أسلحته التي يتمكن من خلالها من القضاء على الإرهاب و الذي لا دين له فكل أشكال القوة العسكرية توظف للقضاء على الظاهرة الإرهابية الخطيرة، وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، أن الجزائر في الاستراتيجيات الكبرى تعتبر دولة تثير الغيرة، لأنها الدولة المحورية في الفضاء المغاربي وهي غنية بالثروات ولديها موقع مهم ، فهي بوابة نحو أفريقيا ونحو المتوسط ، وأضاف أنه لا دولة بدون جيش قوي، مشيرا في نفس الوقت إلى وجود محاولات لضرب الجيوش العربية، وقال أنه عندما تضرب الجيش تضرب الاستقرار وتفتت الدول ،مضيفا أن الجزائر دولة محورية، خلقت نموذج استقرار أحدث ما يسمى بالغيرة، حيث أصبحت دولة تثير الغيرة حسبه لدى الدول الأخرى، وأوضح نفس المتحدث أن الجيش الجزائري لديه ميزات فريدة ، حيث أنه شارك في عملية التنمية وهو أيضا منتج للنخب، مبرزا في نفس السياق أن الجيش الوطني الشعبي انفتح على مجال التكوين ولديه شراكات مع دول مختلفة في مجال التدريب، كما أنه نوع شراكاته الاستراتيجية في مجال التسليح، فالجيش الجزائري -كما قال –احترافي بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو عصري ومكون علميا واليوم أصبح منتجا ويشارك في التنمية وقد استطاع أن يمتص كل الأزمات التي تثار على الحدود الجزائرية ، وذلك بفضل اليقظة الاستراتيجية التي يتمنع بها وبفضل نظرته الاستباقية لمثل هكذا عمليات تهديدية والتي تتعلق بالإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، وقال في هذا الإطار أن الجيش الجزائري قوة نار و من يقترب من الحدود يحترق مباشرة ، منوها بالتجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب واعتبرها بأنها رائدة وهي مرجع جاهز والعديد من الدول تحاول أن تأخذ من هذه التجربة، وأشار إلى أنه في مختلف النقاشات الدولية يتم الحديث عن التجربة الجزائرية في هذا المجال، مضيفا أن الجزائر تشارك على المستوى الإقليمي في كل ما يتعلق بالحراك والحوارات المرتبطة بمكافحة الإرهاب ولديها دور كبير في الاجتماعات الدورية لدول الساحل وعلى المستوى الدولي تحاول أن تصدر تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب.