لمخرج سعيد مهداوي يلجأ إلى شخصيات خيالية لدخول عاصمة الزيانيين قال سعيد مهداوي مخرج الفيلم الوثائقي «سينمائيو الحرية» بأن عمله الجديد «تلمسان إرث و معالم « جاهز و ينتظر البرمجة فقط، مؤكدا استعانته بعدد من الممثلين لتجسيد شخصيات حقيقية و أخرى خيالية تبرز الوجه التاريخي و الثقافي للولاية الغنية بمعالمها و إرثها التاريخي الزاخر. و أوضح المخرج في اتصال بالنصر بأن الفيلم الوثائقي يطبعه السرد و تتخلله مشاهد تمثيلية من أداء الفنان المسرحي و السينمائي محمد حيمور الذي يجسد عدة أدوار مركبة لشخصيات تاريخية مهمة بالإضافة إلى وجوه شابة تتقمص أدوار مختلفة تفرضها الأحداث التاريخية المتنوعة و التي حاول تلخيصها في مدة تزيد عن الساعة. و قال سعيد مهداوي أن عملية التصوير تمت على ثلاث مراحل استغرقت الأولى أكثر من ثلاثة أسابيع لكثرة و تنوع الأماكن و المناطق ذات البعد التاريخي و الثقافي المهم. و للتذكير كان فيلمه السابق «سينمائيو الحرية» قد تضمن توثيقا لأبرز محطات تاريخ السينما الجزائرية و تخليدا لروح السينمائيين الذين جعلوا من كاميراتهم سلاحا من نوع خاص رفعوه في وجه المستعمر الفرنسي خلال الفترة الممتدة من عام 1954 حتى 1962 لإيصال صوت الثورة إلى كل دول العالم في ظل التقزيم الذي لجأ إليه المستعمر الفرنسي لمحو هوية المجتمع الجزائري والشخصية الثقافية الجزائرية. و نقل شهادات مهمة لشخصيات سينمائية بارزة منهم بول و بيار شولي والمخرج الفرنسي الراحل بيار كليمو رفيق درب المخرج روني فوتيي، الذي يعتبر الأب الروحي للسينما والسينمائيين الجزائريين، إضافة إلى تقديم شهادات حية أخرى لرجال سياسة بارزين، منهم رضا مالك القيادي في جبهة التحرير، وكذا شهادة لمين بشيشي فضلا عن الباحث الأكاديمي المعروف أحمد بجاوي. كما تضمن مقتطفات أفلام سينمائية ثورية أنجزت في الخمسينيات منها «الجزائر مشتعلة» لروني فوتيي و»ساقية سيدي يوسف» لبيار كليمون و»جزائرنا» عن مصلحة السينما للحكومة المؤقتة سنة 1960.