كلينتون تطالب الأفارقة باتخاذ موقف "أكثر صرامة" ضد القذافي قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس أنه على بلدان الاتحاد الإفريقي اتخاذ موقف قوي من ليبيا أملا في دفع زعماء إفريقيا إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي. وفي الكلمة التي ألقتها أمام الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا قال ملاحظون أنه من المتوقع أن تحذر كلينتون أيضا من أن الاحتجاجات التي تجتاح الشرق الأوسط قد يكون لها صدى في إفريقيا التي يوجد بها زعماء يحكمون منذ فترة طويلة ولم يحرزوا بعد تقدما يذكر على صعيد الإصلاح السياسي والاقتصادي، وهي الكلمة التي جاءت في ختام جولة افريقية شملت ثلاث دول سعت خلالها إلى التركيز على مسعى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتعزيز العلاقات التجارية مع إفريقيا وتشجيع الحكم السياسي والاقتصادي الرشيد. ويقول مسؤولون أمريكيون إن كلمة كلينتون أمام الاتحاد تحمل عددا من الرسائل أبرزها الحاجة إلى دعم المزيد من الدول الإفريقية للائتلاف الذي يقوده الغرب والذي يطالب بالإطاحة بالقذافي الذي كان لسنوات داعما ماليا ودبلوماسيا رئيسيا للكثير من القادة الأفارقة، فيما أكد مسؤول أمريكي كبير للصحفيين المسافرين مع كلينتون أن الدول الإفريقية منقسمة بشدة ومواقفها متضاربة بشأن ليبيا. وفي الوضع الميداني أعلنت مصادر ليبية أن قوات القذافي تمنكت من صد هجوم شنه مقاتلو المعارضة أول أمس الأحد على بلدة البريقة النفطية قصد استعادة السيطرة عليها ولكن تم صدهم في معركة قتل فيها أربعة منهم على الأقل، فيما قال مسعفون بمستشفى الجلاء في بنغازي أن ليلة أول أمس كانت أكثر الليالي ازدحاما منذ أسابيع في معالجة الجرحى، وأضافوا أن حدة القتال زادت بعد فترة توقف طويلة على الجبهة الشرقية للبلاد. وقال أطباء في المستشفى في ساعة متأخرة من الليلة الماضية أن 65 شخصا على الأقل جرحوا، ولم يعرف على الفور مجمل عدد الجرحى لان كثيرين نقلوا إلى مستشفيات أخرى من بينها مستشفيات في أجدابيا من جهة أخرى عاود الزعيم الليبي الظهور مساء أول أمس وهو يلعب الشطرنج مع رئيس الاتحاد الدولي للعبة الروسي كيرسان ايليومجينوف، ما ظهر بجانبه محمد القذافي الابن البكر للزعيم الليبي، والذي يرأس اللجنة الاولمبية الليبية ويدير قطاع الاتصالات في ليبيا، وظهر القذافي وقد بدت خلفه شاشة تبث برنامجا للتلفزيون الليبي يحمل تاريخ 12 جوان 2011. وكان ايليومجينوف أعلن لوكالة "أنترفاكس" في اتصال هاتفي من طرابلس حيث يقوم بزيارة رسمية بصفته رئيسا للاتحاد أن القذافي أكد له أنه لا يعتزم التخلي عن السلطة ومغادرة البلاد، وأن اللقاء استمر زهاء ساعتين، وفي مقابلة أخرى مع إذاعة روسية قال رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج أن اجتماعه مع القذافي لم يجر في حصن بل في أحد المباني الإدارية في العاصمة الليبية. من جهتها قالت وكالة الأنباء الليبية أن القذافي التقى ايليومجينوف بناء على طلب هذا الأخير وأن العقيد لبى رغبة رئيس هذا الاتحاد في إجراء مباراة بينهما في لعبة الشطرنج رغم التحليق المكثف لطائرات حلف الناتو وقصفها المستمر لمدينة طرابلس.