هدد العقيد الليبي معمر القذافي أمس الإتحاد الأوروبي بأن بلاده ستوقف دعمها لمكافحة الإرهاب الدولي والهجرة غير الشرعية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وذكرت الوكالة أن القذافي "وجه رسالة إلى قادة أوروبا المجتمعين في قمتهم " أشار فيها إلى أن خيارين أمامهم "فإما أن تستمر ليبيا في محاربة عصابات القاعدة التي ظهرت في بعض المدن الليبية فجأة، ومسلحة وتستمر في عضوية التحالف الدولي ضد الإرهاب، وعلى هذا التحالف أن يدعم السلطات الليبية في كفاحها ضد عناصر القاعدة، وان تستمر ليبيا كذلك صمام آمان في شمال إفريقيا وتقف في وجه موجات الهجرة المتدفقة من إفريقيا نحو أوروبا وعلى أوروبا كذلك دعم ليبيا في هذا التصدي للهجرة" وتابع القذافي "أو أن التحالف ضد الإرهاب يتخاذل في دعم ليبيا، وتتجاهل أوروبا دور ليبيا الفعال في إيقاف الهجرة وفي بث الاستقرار في شمال إفريقيا وفي إفريقيا كلها". وقال أنه "في هذه الحالة فإن ليبيا ستكون مضطرة وغير ملامة في الانسحاب من التحالف ضد الإرهاب وتغير سياستها كلية تجاه القاعدة وترفع يدها عن الهجرة لتتدفق الملايين من السود إلى أوروبا".وأضاف "على العالم أن يفهم هذا جيدا والكرة الآن في مرمى الأوروبيين"، بحسب ما أوردت الوكالة من جهة أخرى،بدت الاستخبارات الأمريكية متشائمة من إمكانية الإطاحة بالقذافي، و قال مسؤولان كبيران في "السي آي أي" إن المعارضة المسلحة للزعيم الليبي فقدت قوة الدفع وإنها من غير المرجح أن تنجح في الإطاحة به. وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية أول أمس إن القذافي "يتشبث بموقعه" وإن قواته المسلحة بشكل أفضل ستنتصر في معركة طويلة الأمد مع المعارضة المسلحة. وأضاف كلابر أمام لجنة بمجلس الشيوخ "نعتقد أن القذافي سيقوم بذلك على الأمد الطويل... يبدو أنه يتشبث بموقعه إلى نهاية المطاف". وقال إن الترسانة الكبيرة من الأسلحة الروسية لدى ليبيا بما في ذلك 31 موقعا لصواريخ ارض-جو وأنظمة الرادار تعني أن القوات الموالية للقذافي مسلحة بشكل أفضل ولديها المزيد من الموارد اللوجستية و"على أمد أطول سينتصر النظام". وتابع "تشكيلة الدفاع الجوي الليبي على الأرض والرادارات والصواريخ أرض- جو كبيرة للغاية. في الواقع هي أكبر ثاني قوة في الشرق الأوسط بعد مصر". ولاحظ كلابر أن بعضا من الأسلحة الروسية لدى ليبيا وقعت في أيدي المعارضة المسلحة لكنه أضاف أن هناك بواعث قلق من احتمال سقوط أسلحة معينة في أيدي إرهابيين. وأضاف كلابر أمام اللجنة "لديهم عدد كبير من الصواريخ ارض - جو المحمولة على الكتف وبالطبع هناك قلق كبير بشأن إمكانية سقوطها" في أيدي إرهابيين. وانتقد توم دونيلون مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي تحليل كلابر قائلا انه "جامد أحادي الأبعاد". وصرح بأنه يضع تركيزا كبيرا على قوة القذافي ولا يضع في الاعتبار العوامل الأخرى ومنها الجهود الدولية لعزل القذافي. وحسب كلابر فإنه في غياب نصر واضح لأي من الجانبين قد تنقسم ليبيا المنتجة للنفط الى دولتين أو أكثر مع احتفاظ القذافي بسيطرته على العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة وسيطرة المعارضة على بنغازي في الشرق. و جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي ابتعدت فيه واشنطن أكثر عن فكرة القيام بأي تحرك عسكري. وأعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة سترسل فرقا مدنية للإغاثة من الكوارث إلى شرق ليبيا الذي يسيطر عليه المناهضون للقذافي للمشاركة في الجهود الإنسانية لكنه أكد على أن هذه الفرق لن يرافقها أفراد من الجيش أو الأمن. و قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أول أمس أنها تعتزم لقاء ممثلين عن جماعات المعارضة الليبية لكنها حذرت من مغبة تحرك أمريكي أحادي الجانب في الأزمة قائلة انه قد تكون له عواقب غير مقصودة. والتقت كلينتون بسفير طرابلس السابق لدى واشنطن الذي انضم لعدد متزايد من الدبلوماسيين الليبيين الذين انشقوا على القذافي وقالت أنها ستلتقي بمزيد من شخصيات المعارضة خلال رحلة لفرنسا ومصر وتونس الأسبوع القادم. وقالت كلينتون للصحفيين بعد اجتماع مع وزير خارجية تشيلي "إننا على اتصال مباشر مع أعضاء من المعارضة هنا في الولاياتالمتحدة وفي ليبيا وفي بلدان أخرى ونعمل معهم لتحديد ماهية المساعدة التي يمكنهم فعلا استخدامها". ويضغط منتقدو موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الاضطرابات في ليبيا من أجل تدخل أقوى بما في ذلك تقديم مساعدة عسكرية مباشرة للمعارضة المسلحة التي تعوزها الأسلحة والتي تضم في صفوفها جنودا منشقين ومدنيين متحمسين لكنهم غير مدربين على استخدام السلاح. م.م/ الوكالات