بلخادم يتهم خصومه الحاليين بالسعي وراء مناصب المسؤولية ''لسنا في تونس حتى يشبهوننا بالأرسيدي أو في مصر حتى يشبهوننا بالأرندي '' انتقد أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم من قسنطينة، خصومه الحاليين، واتهمهم بالسعي وراء مناصب المسؤولية، وأعرب عن رفضه المطلق لكل من يحاول فرض وصايته على الحزب، الذي قال أنه يتعرض لمؤامرات من الداخل والخارج. وخلال إشرافه على الندوة الجهوية لإطارات حزبه بقاعة المسرح الجهوي بوسط المدينة والتي جرت وسط تعزيزات أمنية مشددة، أعرب بلخادم عن رفضه نقل خلافات خصومه المنتمين للحركة التقويمية، خارج الإطار النظامي ونشرها فوق صفحات الجرائد وقال '' لا يجب أن يتم استعمال الإعلام كبديل للمناضلين'' وأن من يريد كسب الود فليأت إلى القسمة أو المحافظة، أو اللجنة المركزية للحزب لطرح الأفكار البديلة و تقديم النقد البناء". ولم يفوت الأمين العام للأفلان في مستهل تدخله، إبداء انزعاجه من بعض المناضلين من التيار المعارض للقيادة الحالية للحزب الذين اصطفوا خارج قاعة المسرح وقت قدومه، رافعين شعار'' إرحل'' حيث أكد رفضه لفكرة المعارضة وطرح الأفكار والنقاش السياسي خارج الأطر النظامية، وقال ''إن هؤلاء أصحاب منافع لا يبحثون في حقيقة الأمر سوى عن المناصب، وأنهم لا يهضمون حقيقة وجودهم خارج المسؤولية في الحزب مضيفا، : '' إذا أردتموني أن أرحل من المسؤولية فسأبقى مناضلا في الحزب''. كما أعرب المتحدث عن رفضه لكل من يحاول فرض وصايته على الحزب سواء من المجاهدين أو من الجيل القديم، وقال أن الحزب ماض في برنامجه لإقحام الشباب والمرأة بشكل أوسع في هياكله وترقية مشاركة هاتين الفئتين في المجالس المنتخبة، مضيفا أن البعض من المنتسبين للأفلان '' مصابون بالغرور'' وتوجه للحشد الكبير من إطارات الحزب الذين لم تسع عددهم قاعة المسرح بالقول: '' يا جماعة لسنا في تونس حتى يشبهوننا بالتجمع الدستوري ولسنا في مصر حتى يشبهوننا بأرندي مصر'' وهو ما فجر القاعة تصفيقا، مشبها حزب جبهة التحرير الوطني بالصخرة التي يتكسر كل من يسقط فوقها أو تسقط عليه وطلب من الجميع في تلميح صريح إلى التقويميين إلى '' ركوب قطار الجبهة'' الذي قال أن لا أحد باستطاعته تعطيله. وقال بلخادم أن حزبه مستهدف من الداخل والخارج وقال بأن أعداء الأفلان الذين يريدون ضرب الحزب ليسوا في الداخل فقط وإنما هناك وراء البحر من يريدون ويسعون لأن ينسى الجزائريون كل ما تعلق بحرب التحرير والمجاهدين والمقاومة البطولية، لذلك قاموا كما ذكر بسن قانون لتمجيد الاستعمار قبل أن يقوموا باقتراح قانون لتجريم جبهة التحرير الوطني على ما وصفوه – كما أضاف '' بالمجازر المزعومة المرتكبة في حق المستوطنين''، معتبرا أن '' الجلاد هنا يحاول أن يبرئ نفسه ويجرم جبهة التحرير". وفي هذا الصدد انتقد رئيس الهيئة التنفيذية للأفلان التصريحات التي كان قد أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير التي قال فيها '' إن "العلاقات الجزائرية الفرنسية لا يمكن أن تتحسن إلا بذهاب جيل الثورة"، وأكد بلخادم في هذا السياق: "لن نتوقف عند حد مطالبة فرنسا بالاعتراف بماضيها الاستعماري وتقديم الاعتذار للجزائر بل سنسعى إلى استصدار تشريع دولي لتجريم الاستعمار بصفة عامة وتقديم التعويض للشعوب في العالم أجمع على ما لحقها من أعمال قتل وتشريد وطمس للهوية. وأثناء تطرقه إلى المقترحات التي قدمها الأفلان أمام لجنة المشاورات السياسية حول الإصلاحات، قال بلخادم أن حزبه كان سباقا في سنتي 2006 و2007 بالدعوة إلى الإصلاح، مشيرا إلى أنه سبق وأن بلور أفكاره حول المشاريع الإصلاحية التي كان يطالب بها وعلى رأسها التغيير الجذري للدستور من خلال اللجان التي كان قد نصبها آن ذاك والتي اتهم الحزب من خلالها -كما ذكر – بتشكيل حكومة ظل''. ورافع بلخادم مطولا عن مقترحات تشكيلته السياسية التي تطالب بنظام شبه رئاسي مع إعطاء صلاحيات أوسع للبرلمان وتعيين الوزير الأول من طرف الأغلبية البرلمانية مع إمكانية تعيين نائب الرئيس، وهي المقترحات التي تمزج إلى حد – حسبه - ما بين النظام البرلماني وشبه الرئاسي. وفي ذات السياق، قال بلخادم أن الحزب الذي بلور موقفه من مختلف مشاريع القوانين الإصلاحية كقانون الانتخابات وقانون الأحزاب وقانون الجمعيات وقانون الإعلام وقانون توسيع المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات والهيئات، قرر طرح مسألة التغيير الجذري للدستور ومسألة العهدة الرئاسية للإثراء على مستوى القاعدة الحزبية من أجل سماع آراء ومقترحات من يوجدون خارج مواقع المسؤولية في الحزب، مشيرا إلى أن مواقف أعضاء اللجنة المركزية بخصوص شكل النظام في التعديلات الدستورية، تباينت خلال الدورة الرابعة للجنة بين المدافعين عن النظام شبه الرئاسي، والنظام البرلماني، وهي النقطة التي قال أنها ما زالت حسبه، محل نقاش أيضا.