انتقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أمس، تعاطي قنوات فضائية مع الاحتجاجات التي عرفتها بعض الولايات، وما تروج له من طرح مغرض يقول »إن الجزائر بلد غني وشعبه فقير«، مشددا على إطارات الحزب ومناضليه للتقرب من الشباب الغاضبين عبر الوطن لتوعيتهم ورد الإشاعات التي يروج لها بخصوص وجهة مداخيل الجزائر وعائداتها من العملة الصعبة. استغل أمس الأمين العام للأفلان اللقاء الذي جمعه بأعضاء هيئة التنسيق التي تضم إطارات الحزب في الجهاز التنفيذي والبرلمان والقيادة السياسية، للخوض في موضوع احتجاجات الشارع الجزائري في عدد من الولايات والتي اندلعت مساء الأربعاء الفارط وتحولت إلى أعمال تخريب ونهب للممتلكات العمومية والخاصة. وقال بلخادم إنه وفور اشتعال فتيل هذه الاحتجاجات، اجتمع بأمناء محافظات العاصمة ورؤساء البلديات وطلب منهم محاولة احتواء الغضب الشعبي والاتصال بالشباب الغاضبين لتوعيته بحقيقة ما يجري وأن الاحتجاج والتعبير عن الرأي يكون بالطرق السلمية والحضارية وليس بالتخريب والنهب الذي يسيء لسمعة البلاد، كما قال إنه طلب منهم تحذير الشباب من الشائعات التي تروج لها بعض الأطراف وبشكل خاص القنوات الفضائية التي تعمدت تضخيم ما يجري بالجزائر وتقديم صورة مغلوطة عن البلاد ووصفها بأنها البلد الغني الذي يموت فيه المواطن فقرا وجوعا. وفي سياق موصول انتقد بلخادم طريقة تعاطي القنوات الفضائية وبعض المتدخلين عبرها مع ما يجري في الجزائر سواء من خلال التضخيم والتهويل أو طريقة استعمال أرقام ومعطيات حول عائدات الجزائر من البترول وحجم احتياطي العملة الصعبة، مبرزا أن هذه المبالغ توجه لتمويل الاستثمارات العمومية وتقوية البنية التحتية للبلاد، وليس كما توحي إليه هذه القنوات وكأن وجهة هذه الأموال هي الرشاوي وهو ما يثير حالة من عدم الرضا. كما استنكر الأمين العام للأفلان الأرقام المغلوطة التي تروج لها هذه القنوات بخصوص نسبة البطالة استنادا إلى مصادر تصفها بغير الرسمية، متسائلا عن هوية هذه المصادر، وقال إن الحكومة عندما تحدثت عن بطالة ب10 بالمائة يمكنها شرح ذلك وتقديم الأدلة والبراهين، كما استشهد بلخادم ببعض الأرقام المسجلة في الدول التي تصنف في خانة الاقتصاديات المتطورة على غرار ألمانيا التي بلغت البطالة فيها نسبة 9.4 بالمائة، مذكرا أن الجزائر عرفت عشرية غابت فيها الاستثمارات في الثمانينات ثم عشرية غاب فيها الأمن والاستقرار والاستثمار في التسعينات، ولم تستعد عافيتها إلا بداية من سنة 2000، ومن وجهة نظر بلخادم فإن هذه الظروف التي عرفتها البلاد كانت وراء تراكمات في حجم الطلب على العمل ولا يمكن خلق مناصب عمل لمئات الآلاف سنويا بهذه السهولة خاصة عندما يضاف إليهم المسرحون من مناصب عملهم، مؤكدا أن الأرقام تشير إلى خلق 500 ألف منصب عمل سنة 2010 وحدها، وأن الحكومة بحاجة إلى بعض الوقت لسد النقائص ومعالجة الاختلالات. وأكد بلخادم أنه وبداية من الأيام القليلة المقبلة سيتحرك إطارات الحزب على مستوى المحافظات والقسمات في حملة توعية شاملة لتهدئة الأوضاع واحتواء غضب الشباب ومواجهة الشائعات التي يراد منها تلطيخ سمعة البلاد وصورتها في الداخل وفي الخارج، مذكرا بالجهود التي بذلتها الحكومة والسياسة الاجتماعية المنتهجة من خلال التعليم المجاني والطب المجاني والسكنات الاجتماعية، وبخصوص البطالة، اعتبر بلخادم أن ازدراء العمل ورفض بعض الأعمال من أسباب تفاقم الظاهرة. وفي رده على أسئلة الصحفيين اعتبر الأمين العام للأفلان تحريك هذه الاحتجاجات وتغذية عمليات النهب والتخريب لا يستهدف الحكومة أو رئيس الجمهورية، وإنما يستهدف الجزائر، وعن ارتفاع الأسعار، حمل بلخادم المستوردين المسؤولية.