تسابق الأحزاب السياسية في الجزائر الزمن من أجل تحضير نفسها للاستحقاقات القادمة، فأحزاب التحالف أعادت هيكلة نفسها خلال العام الحالي، فالحزب العتيد أقام مؤتمره التاسع وصفه أمينه العام عبد العزيز بلخادم بالناجح أثناء وبعد المؤتمر. أما حزب أحمد أويحيى، فقد عقد دورة مجلسه الوطني والتي وضع فيها النقاط على الحروف وصفت الدورة بالناجحة هي أيضا. أما أبو جرة سلطاني، فقد أعاد بعض الروح لحزبه من خلال تنشيطه لندوات جهوية في محاولة منه لجس نبض الشارع تجاه حركته بعد الزلزال الذي عصف ببيت حمس بعد انشقاق الرفقاء عنه. أما المعارضة، فمازالت تسعى لإبراز وجودها والسعي وراء الاعتماد استعدادا للمناسبات الانتخابية القادمة. أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عقب انتهاء أشغال المؤتمر التاسع للحزب، أن نجاح المؤتمر يعد خطوة للدخول بقوة خلال المناسبات الإنتخابية القادمة، وهي إشارة واضحة منه تحضيرا للاستحقاقات القادمة ومحاولة لإبقاء الحزب العتيد هيمنته السياسية لخمس سنوات مقبلة. كما أكد بلخادم في أكثر من مناسبة، على إن الخلافات داخل الحزب باتت في طي النسيان. ورغم ظهور بعض الوجوه الأفلانية على سير أشغال المؤتمر التاسع، إلا أن الأمور تكون قد سارت حسب ما تريده قيادة الحزب، وتراهن قيادة الحزب العتيد على رص الصفوف انطلاقا من المؤتمر التاسع استعدادا للرهانات المستقبلية، خاصة الاستحقاقات الانتخابية على رأسها الانتخابات التشريعية والمحلية في 2012. ولا يختلف بيت "الأرندي" عن نظيره في "الأفلان"، فقد كان التجمع السبّاق الذي أعلن نيته الدخول بقوة لاستحقاقات 2012، بعدما أعلن أحمد أويحيى الأمين العام للحزب عن انطلاق التحضيرات الفعلية لاستحقاقات القادمة المتعلقة بالانتخابات المحلية والتشريعية في 2012، فضلا عن انطلاق الناطق الرسمي للحزب في عقد ندوات جهوية كانت بدايتها من الأغواط الخميس الماضي، حيث أكد شرفي في تصريحات صحفية أن الهدف من هذه الندوات هو تحسيس إطارات الحزب ومناضليه بالمواعيد الانتخابية القادمةن، وكذا قصد شرح القرارات الأخيرة التي خرجت بها ندوة المجلس الوطني للحزب مؤخرا. ويحاول الحليف الثالث لبلخادم وأويحيى، أبو جرة سلطاني، مسيارة ركب حلفيه ويسعى بدوره لوضع حزبه في سكة التحضير للانتخابات القادمة في 2012، حيث أقام ندوات جهوية محاولا بعث روح الحزب من خلال القواعد وتحسيس المناضلين في مختلف الولايات بأن الحزب ما يزال على عهده، وهي رسالة من أبو جرة على أن انشقاق جماعة الدعوة والتغير عن الحركة الأم لن يؤثر على استعدادات الحزب للمناسبات الانتخابية القادمة. أما موسى تواتي، زعيم "الأفانا"، ورغم الحركة التصحيحية التي تعرض لها وما زال يواجه خصومه، فإنه دعا في لقاء سابق جمعه بمنتخبيه "إلى أنه إذا لم يستطع الحزب هيكلة نفسه فإنه لن يستطيع خوض غمار الانتخابات التشريعية والمحلية المقبلة"، حيث ذكر تواتي بالمناضلين الذين رشحهم الحزب ثم تنكروا لهم مباشرة بعد فوزهم وانتقلوا إلى أحزاب أخرى، هذا ما حذا به إلى مطالبة مناضليه بضرورة احترام قوانين الحزب ولوائحه الداخلية تحضيرا لاستحقاقات 2012. ويراهن حزب العمال على أمينته العامة التي تعمل على توسيع وجود حزبها فى المجالس البلدية المنتخبة، حيث أكدت زعيمة الحزب فى العديد من المرات أن حزبها سيؤكد وجوده فى الساحة السياسية، معتبرة أن 2012 ستكون نقطة تحوّل لحزب العمال. أما الأحزاب غير المعتمدة، فتظل تنتظر قرارات الداخلية بشأن اعتمادها قصد التحضير لاستحقاقات 2012 بعدما كثفوا من تصريحاتهم الإعلامية بخصوص اعتماد أحزابهم، في محاولة منهم لمسابقة الوقت والتحضير الجدي لانتخابات 2012 قبل فوات الأوان وانتظار خمس سنوات أخرى.