اتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم قيادات في الحزب بمحاولة زعزعة استقرار الآفلان ومن ثمة استقرار الجزائر ككل. وأشار إلى أن دافع هؤلاء نحو خلق هذه البلبلة هو السعي للحصول على مناصب مسؤولية. ولم يهضم السيد بلخادم أمس لدى إشرافه على اجتماع أمناء المحافظات والمشرفين على تجديد القسمات تلك المحاولات التي تقودها بعض القيادات السابقة في الحزب من أجل ما أسموه ''تصحيح خط الحزب'' وأوضح أن هؤلاء لا تهمهم المصلحة العامة للأفلان ''بل يتحركون من أجل تحقيق أهداف شخصية ضيقة مرتبطة مباشرة بتولي مناصب مسؤولية في الحزب''. وخصّ ما أصبح يصطلح في الساحة الإعلامية بحركة ''تصحيحية جديدة في الآفلان'' شطرا كبيرا من كلمته ورفض تسمية ما يحدث بالهزة ''كونها لا ترقى إلى هذه التسمية'' كما قال. ووجه السيد بلخادم خلال الاجتماع الذي جرى بفندق الرياض بسيدي فرج انتقادات لاذعة إلى من يقف وراء تلك الحملة دون أن يذكر أحدا بالاسم، وشبه ما يقومون به بعمل ''الشيطان'' لأنه يؤدي إلى التفرقة. واتهمهم بالسعي وراء خلق الطائفية وقال ''حزبنا ليس حزب طوائف، فالأفلان ملك لكل المناضلين وتقع على من يقوده مسؤوليات جسام''، وأضاف في هذا السياق ''الأفلان ليس لفلان أو لفلان والولاء لا يكون للأشخاص... فما يقوم به هؤلاء هو عمل تشطيري وهذا مرفوض لأنه يعمل على إضعاف الحزب ومنه إضعاف للجزائر ونحن عشنا تجربة إضعاف حزب جبهة التحرير سنة .''1988 ودعا المتحدث في كلمته كل من يقف وراء تلك الحملة إلى العدول عنها والعودة إلى جادة الصواب وعدم الزج بشباب الحزب في تلك ''المتاهات''. ورغم هذه الرسالة ''المهذبة'' إلا أن السيد بلخادم توعد هؤلاء برد قاس وقال ''لن يكون هناك تساهل إزاء ما يقوم به هؤلاء'' في تأكيد للأنباء المتداولة بخصوص قرب إحالة بعض القيادات أمام لجنة الانضباط، وحسبه فإن ما ذهبت إليه تلك القيادات ''لا يليق بمقام الرجال ولا ينفع أصحابه ولا يخدم الجزائر''، ونصحهم بطرح انشغالاتهم في سياق الأطر الحزبية من خلال اللجنة المركزية باعتبارهم أعضاء فيها. وجاء خطاب الأمين العام للأفلان على هذا النحو في رده على حملة تقودها عدة قيادات في الحزب منذ قرابة شهر تدعو فيها إلى إعادة النظر في التركيبة الحالية للمكتب السياسي وتدعو إلى تصحيح مسار الحزب. وعلى صعيد آخر وفي سياق تطرقه إلى عملية هيكلة القسمات قدم السيد بلخادم حصيلة إيجابية للعملية رغم اعترافه بوجود بعض التجاوزات في بعض القسمات، خاصة وأن ساحة فندق الرياض عرفت أمس تجمع بعض مناضلي قسمة الجلفة الذين نددوا بالتهميش والإقصاء. وأشار الأمين العام للآفلان إلى أنه من أصل 1594 فقد تم تجديد 1514 وهو ما يمثل نسبة 95 بالمائة، وحث المشرفين على القسمات ال80 المتبقية على احترام العملية الديمقراطية والتدقيق في هوية المناضلين وإقصاء ''كل من يلعب على الحبلين'' في إشارة إلى أولئك الذين رحلوا من الآفلان نحو أحزاب أخرى ثم قرروا العودة. واعتبر عملية تجديد الهياكل القاعدية مفصلية بالنسبة للاستحقاقات القادمة، وأوضح بأن عملية تجديد المحافظات ستكون خلال شهري جانفي وفيفري القادمين. ومن جهة أخرى دعا السيد بلخادم مناضلي حزبه إلى العمل من أجل فتح المجال أمام المرأة للترشح بقوة خلال الانتخابات المقررة في ,2012 والعمل من أجل إحداث توافق بين القانون العضوي الذي سيصدر قريبا والنظام الداخلي للحزب بشأن فتح المجال للمرأة للترشح بقوة لتلك الاستحقاقات. وطالب الأمين العام للحزب في تدخله بضرورة تجسيد هذا القانون ميدانيا حتى تتمكن المرأة داخل حزب جبهة التحرير الوطني من الترشح بقوة لهذه الاستحقاقات مؤكدا في هذا المجال أهمية الشروع في تهيئة العنصر النسوي لخوض غمار هذا الحدث الهام. ولدى تطرقه إلى التحالف الرئاسي أعلن السيد بلخادم بأن حزبه سيتسلم الرئاسة الدورية في 19 ديسمبر الداخل من التجمع الوطني الديمقراطي.