تحالف النهضة- العدالة والبناء معطل يعيش تحالف النهضة- العدالة والبناء أسوء أيامه بسبب المشاكل الداخلية و الصراع الموجود داخل حركة النهضة بين أمينها العام محمد ذويبي و معارضيه، والذي انعكس سلبا على حال الاتحاد بجميع هياكله، وجمد كل تنسيق بين شركائه. ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية وقرب استدعاء الهيئة الناخبة ازدادت مخاوف شريكا النهضة من عدم التمكن من دخول هذا الاستحقاق بقوائم موحدة كما جرى في الانتخابات التشريعية للرابع ماي الماضي، وبات في حكم المؤكد تقريبا أن كل حزب سيخوض استحقاق المحليات على انفراد. ويقول القيادي في حركة النهضة محمد حديبي أنهم سيحافظون مبدئيا على التحالف مع العدالة والتنمية، وحركة البناء الوطني، لكن عمليا يقر بأن الأمور صعبة وصعبة جدا، ويعترف المتحدث في تصريح للنصر أمس أن كل الأمور مجمدة مع شريكي النهضة في الاتحاد بسبب المشاكل الداخلية والصراع الموجود داخل حركة النهضة، بين أمينها العام محمد ذويبي الذي رفض ترك منصبه ومعارضيه. ويضيف ذات المتحدث قائلا» ظروفنا صعبة جدا والتنسيق مع العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني شبه مجمد كلية، وهذا بسبب المشاكل التي نتخبط فيها داخل النهضة»، وعما إذا كانت قواعد حركة النهضة قد شرعت في جمع الترشيحات، يؤكد حديبي أن تعليمات أعطيت للقواعد للشروع في العملية والتحضير للانتخابات المحلية، والاستعداد لكل الاحتمالات، وهي إما الدخول في قوائم مشتركة كما كانت الحال في الانتخابات التشريعية أو الدخول بشكل انفرادي، وفي هذه الحالة فإن القواعد مجبرة على جمع التوقيعات المطلوبة في ولايات التي لم تحصل عليها حركة النهضة على نسبة 04 من المائة في آخر انتخابات. ويجزم محدثنا على أنه في حال بقي الوضع دخل النهضة هكذا لأيام قليلة فقط فإنهم لن يستطيعون الوفاء بالتزاماتهم اتجاه التحالف لأن الوقت يداهم الجميع. من جهته يرى الأمين العام لحركة البناء الوطني أحمد الدان أن التحالف سيستمر في الانتخابات المحلية القادمة، وأضاف في تصريح للنصر أمس أن هناك فعلا بعض التعطل داخل التحالف لكن تم الاتفاق مؤخرا على أن تنطلق اللجنة الثلاثية المديرة- بعد أسبوع على الأكثر- في دراسة ملفين هامين، هما ملف الانتخابات المحلية، والملف الثاني متعلق بالشكل التنظيمي للتحالف مستقبلا. وعلى عكس حديبي يبدي الدان نوعا من التفاؤل بإمكانية تجاوز التعطل الحاصل حاليا داخل التحالف، وعما إذا كانت المشاكل الداخلية للنهضة بإمكانها التأثير على التحالف في الانتخابات المحلية يرد محدثنا «الإخوان في حركة النهضة شكلوا مؤخرا لجانا تنظيمية، واحدة منها مكلفة بملف الانتخابات»، وهو يعتقد بأن الخلاف التنظيمي داخل الحركة لا يمكن أن يؤثر على القوائم الانتخابية المشتركة مع العدالة والتنمية والبناء الوطني، ويتمنى أن لا يؤثر الوضع الداخلي للنهضة على سير التحالف. ونشير في هذا الصدد أيضا أن القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف كان قد أبدى قبل أيام في تصريح للنصر تخوفه من عدم تمكن تحالف النهضة- العدالة و البناء من الدخول بقوائم مشتركة في الانتخابات المحلية المقبلة بفعل ما يقع من صراع داخل حركة النهضة، وقال أنه في حال عدم حل هذا الخلاف في القريب العاجل فإن حظوظ دخول الأحزاب الثلاثة بقوائم موحدة سيتلاشى. وأشار بن خلاف هنا إلى عامل الوقت، الذي هو ليس في صالح الأحزاب الثلاثة، لأن أي تأخر سيؤثر على عملية جمع ملفات الترشح والتنسيق، وهو ما قد يدفع بكل حزب إلى استنفار قواعده لوحده لخوض معترك المحليات، وفي هذه الحال فإن كل طرف منهم مجبر على عملية جمع التوقيعات، و إن كان ذلك ليس في كل ولايات القطر. وينتظر أن يعلن عن استدعاء الهيئة الناخبة بعد 20 أوت الجاري، وبالتالي ستحدد آجال العملية الانتخابية بصورة آلية وفقا للدستور وقانون الانتخابات، ونشير فقط أن الأحزاب الإسلامية الثلاثة كانت قد دخلت الانتخابات التشريعية الأخيرة بقوائم موحدة في إطار التحالف بينها، وهو الذي سيتمر في المستقبل إلى غاية انصهار الأحزاب الثلاثة في بعضها في تنظيم موحد حسب وثيقة إعلان التحالف.