مرت قبل أيام الذكرى 83 لانتفاضة سكان قسنطينة ضد اليهود يوم 5 أوت 1934 لما قام الجندي اليهودي في صفوف الاحتلال الفرنسي ايلياهو خليفة باقتحام مسجد الجامع الأخضر الواقع ب (الجزَارين) الذي كان الشيخ عبد الحميد ابن باديس يلقي دروسه فيه، وقام ايلياهو بالاعتداء على المسجد وأهان المصلين، وهو ما جعل سكان المدينة ينتفضون ضد اليهود، و ما يزال مسجد سيدي لخضر شاهدا على هذه الحادثة إلى اليوم من خلال اللافتة المعلقة أمام باب المسجد. لكن الزائر اليوم للمسجد المغلق منذ سنوات في إطار برنامج إعادة ترميم مساجد المدينة، سيكتشف الحالة المزرية التي آل إليها بعد آن تحولت واجهة المسجد إلى مكان لرمي القمامة والقاذورات، ما جعل المكان يعج بالأوساخ، والأخطر من ذلك انتشار الجرذان والكلاب الضالة خصوصا في الليل، رغم أن سكان الحي ينظفونه باستمرار إلا أن البعض يصر على رمي القمامة أمامه بل أكثر من هذا هناك من كرر نفس فعلة اليهودي ايلياهو قبل 83 سنة والتي كانت سببا في اشتعال شرار الغضب ضد يهود المدينة. وقد عبر بعض سكان الحي ممن التقت بهم النصر عن امتعاضهم من الوضعية المزرية للمسجد التاريخي الذي تعاقب عليه 08 مشايخ من كبار العلماء. كما اتصلت بالنصر الدكتورة سكينة العابد وهي أستاذة محاضرة بكلية الإعلام و الاتصال جامعة قسنطينة 3 والتي تقوم حاليا بالاتصال بعدد معتبر من مثقفي المدينة لإنشاء جمعية للدفاع عن المساجد التاريخية المغلقة بمدينة قسنطينة، وعلقت عن وضعية المسجد:» لقد صدمت لما شاهدت منظر القاذورات و القمامة تحيط بمسجد العلامة ابن باديس والذي شهد على حقبة تاريخية مهمة، وهذا المنظر يعكس ثقافة المجتمع الذي لا يهتم بتراثه وحضارته، وهذا في حد ذاته كارثة ثقافيه وحضاريه بامتياز»، وعن الجمعية التي تنوي إنشاءها بهذا الخصوص أضافت الدكتورة العابد:» قمنا باتصالات ه مع وزاره الشؤون الدينية لكن ننتظر أن ننظم أنفسنا ضمن هذه اللجنة لنكثف الاتصالات، وهدفنا رد الاعتبار للمساجد التاريخية المغلقة والتي تعاني هي الأخرى وحالها ليس أحسن من حال مسجد الجامع الأخضر، ونهدف إلى الاتصال بشكل قانوني بالجهات المختصة للعناية بهذه المعالم». يذكر أن مسجد الجامع الأخضر تأسس في سنة 1743 على يد حسن بن حسين الملقب بأبي حنك الذي حكم قسنطينة من 1754 إلى 1763، و سمي على اسم سيدي لخضر نسبة إلى أول عالم فتح المسجد و أشرف على مشيخته و هو مغربي الأصل جزائري المولد كما تدل عليه الكتابة الرخامية الموجودة فوق باب مدخل بيت الصلاة، وبجواره مدرسة أيضا.