سجائر مجهولة تسبّب سعالا حادا تغزو محلات التبغ انتشرت خلال الأشهر الأخيرة "ماركة" سجائر أجنبية مجهولة المصدر بمحلات بيع التبغ بقسنطينة، حيث يعرضها البائعون بسعر منخفض جدا مقارنة بباقي الأنواع، في حين أبدى مدخنون تخوفا منها. وأصبحت هذه الماركة "الجديدة" التي تبدو مستوردة من غلافها، تغزو سوق السجائر بمدينة قسنطينة، حيث لاقت إقبالا كبيرا من المدخنين بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بباقي العلامات، فضلا عن أنها ظهرت في فترة عرفت فيها أسعار باقي السجائر زيادات كبيرة، على إثر أزمة تراجع أسعار البترول في الأسواق الدولية، حيث مس الارتفاع السجائر المستوردة بشكل كبير، فضلا عن المصنعة محليا من طرف الشركة الوطنية للتبغ والكبريت، و وصلت الزيادة إلى خمسين بالمائة ببعض الأنواع.ورغم وجود الكثير من الماركات المقلدة المسوقة لدى أصحاب بعض المحلات وطاولات التجارة الفوضوية، إلا أن السجائر المذكورة انتشرت بشكل كبير، كما أنها معلبة بصورة احترافية، لدرجة أن بعض المستهلكين ظنوا في البداية بأنها تنتج بالمصانع المعروفة، في حين أكد لنا بائعون بأنها مجهولة المصدر وتقليد لماركة عالمية أخرى، مشيرين إلى أن سعرها منخفض جدا، فالعلبة الواحدة منها تحتوي على عشرين سيجارة وتباع بمائة دينار، كما تعرض بأربعة أنواع تختلف بحسب لون العلبة. وأوضح لنا أحد المدخنين بأنه استعملها لحوالي شهرين بعد أن أغراه انخفاض سعرها، لكنه تركها بعد أن صارت تسبب له سعالا حادا. وأضاف البائعون الذين تحدثنا إليهم بأنها مهربة من دول أخرى، مشيرين إلى أنها تصنع بشكل غير قانوني، في حين أوضح لنا صاحب طاولة تبغ بأنه يقتنيها من الأسواق الأسبوعية مكررا لنا نفس الرواية بأنها مهربة وبأنها مجهولة المصدر، وأشار مصدر من اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين بالولاية وتاجر تبغ، إلى أن بعض المؤسسات التي تسوق التبغ قد حذرت منها وتبرأت منها، موضحا بأن مديرية التجارة قد تفرض عقوبات على الذين يعرضونها داخل محلاتهم. وذكر مدير التجارة لولاية قسنطينة في اتصال بنا، بأن مصالحه لم تسجل إلى حد الساعة أية عمليات حجز لهذه العلامة من السجائر، كما لم تفرض عقوبات على أي تاجر بسببها، فيما حجزت حصة من السجائر المصنعة قانونيا خلال الشهر الماضي، بسبب اختلال في عملية تسجيلها لدى بائعي الجملة، قبل أن تسوي المؤسسة المنتجة لها الأمر وتعود إلى طرحها بشكل عادي. وبحثنا عبر شبكة الأنترنت عن علامة السجائر التي أثارت تخوفات المدخنين، و وجدنا بأنها سوقت خلال السنوات الماضية في الإمارات العربية المتحدة، حيث وزعت في دول الخليج وغيرها، في حين لاحظنا بعض الاختلافات بين العلب الموجودة لدى المحلات بقسنطينة وصور العلب المعروضة في موقع الشركة الموزعة لها، فضلا عن كمية المواد التي تحتوي عليها، لكن باقي التفاصيل كانت مطابقة تماما. سامي.ح