يعيش منذ سنوات سكان قرية بلطرش السعيد المتواجدة بمنطقة عين الباي بقسنطينة، دون خدمة الغاز الطبيعي و يشتكون من عزلة يقولون أنها فُرضت عليهم بسبب عدم تهيئة الطرقات المؤدية إلى قريتهم. هذه القرية التي تبعد بحوالي كيلومتر عن حي "السوناتيبا" بزواغي تمكنا من الوصول إليها بصعوبة لعدم تعبيد الطريق المؤدية إليها، حيث لاحظنا انتشار مخلفات تربية الحيوانات و نفايات منزلية يقول السكان أنها لا ترفع أبدا، و هو ما يضطرهم لحرقها مع ما يسببه ذلك من أثر سلبي على صحتهم، وسط تفش رهيب للأفاعي و الجرذان، حسب قاطني القرية الذين تحدثوا عن انتشار الغبار صيفا و الأوحال في فصل الشتاء و هو ما خلق لهم متاعب كبيرة. السكان أكدوا ل "النصر" أنهم باتوا شبه معزولين عن المناطق الحضرية بسبب عدم تعبيد الطريق المؤدية إلى قريتهم، حيث يضطرون لقطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام من أجل قضاء أبسط حاجياتهم من حي "سوناتيبا"، كما قالوا أنهم يجدون صعوبة في نقل مرضاهم و خاصة الحوامل اللاتي وجد العديد منهم أنفسهن مجبرة على الولادة في القرية، و أضافوا أن الجسر المُنشأ حديثا لربطهم بالحي السابق، لا يستعملونه كثيرا بسبب كثرة الاعتداءات في محيطه، و هو ما يضطرهم للمشي مسافة طويلة من أجل الوصول إلى الطريق المزدوج الذي يعبرونه يوميا رغم الخطر المحدق بهم. و أضاف محدثونا أن قريتهم المُشيدة قبل أكثر من 50 سنة و تقطنها 130 عائلة، لم تربط بعد بشبكة الغاز الطبيعي، ما يضطرهم لشراء قارورات غاز البيتان مع ندرتها في فصل الشتاء، كما تحدثوا عن انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي و عن تسرب مياه الأمطار إلى داخل منازلهم، ما أدى إلى إصابة أبنائهم بأمراض الحساسية من شدة الرطوبة التي عمت مساكنهم المبنية بطريقة فوضوية و التي يقولون أن محيطها يفتقر إلى الإنارة العمومية. و قد أكد رئيس لجنة الحي أنه تقدم بعدة شكاوي إلى السلطات من أجل إيجاد حلول لمعاناتهم دون جدوى، فيما أوضح مندوب القطاع الحضري التوت أن التكفل بمعاناة سكان قرية بلطرش ليس سوى مسألة وقت و بأن جميع انشغالاتهم قد أخذت بعين الاعتبار دون أن يقدم مزيدا من التوضيحات.