برنامج استعجالي بقيمة 46 مليارا لإعادة تشجير الغابات المحترقة أعلن أمس محافظ الغابات لولاية الطارف لزهر رحال ، في تصريح "للنصر"، عن رفع مصالحه ملفا للجهات المركزية لتخصيص برنامج استعجالي بغلاف مالي قدره 46مليار سنتيم ،من أجل إسترجاع الغطاء النباتي الذي أتلفته الحرائق الغابية خلال الصائفة الفارطة، من خلال إعادة تشجير المساحة الغابية المحروقة، وتدعيم التجهيزات والمرافق الخاصة بحماية الغابات من مخاطر الحرائق. و يتضمن البرنامج الاستعجالي إعادة تشجير ألف هكتار من الغابات، و تطهير 2000هكتار من المناطق الغابية المحروقة، و إنجاز أشغال على مساحة 200هكتار، إضافة إلى فتح و إعادة تهيئة المسالك على طول 380كلم لتسهيل تدخل فرق الإنقاذ بسرعة لإخماد الحرائق في حالة نشوبها، خاصة بالمناطق الجبلية، و الحدودية كبلديات الزيتونة، الطارف، بوقوس، بوحجار، العيون، و الطارف، إلى جانب فتح خنادق مضادة للحرائق على مساحة 500هكتار لمنع انتشار ألسنة النيران نحو المناطق الأخرى، زيادة على صيانة الخنادق على مساحة 200هكتار، و إنجاز 12برجا للمراقبة على مستوى الولاية لترصد، و التبليغ عن الحرائق في حالة اندلاعها من خلال التدخل السريع لفرق التدخل لتطويق الحرائق في مهدها تجنبا لأي خسائر بالثروة الغابية. و كشف المسؤول في حصيلة أن الحرائق المهولة التي شهدتها الولاية في الفترة الممتدة بين جوان و أوت، تسببت في إتلاف2257هكتارا مقارنة مع 550هكتارا متلفة العام الفارط، كما سجل إتلاف مساحات من الأشجار المثمرة، و هلاك رؤوس من الماشية، و الدواجن، و خلايا النحل، و تعرض إسطبلات للحرائق من دون وقوع أي خسائر بشرية، مشيرا إلى أن 90بالمائة من الحرائق تبقى عمدية بدليل نشوبها في نفس التوقيت حيث تبقى أصابع الإتهام موجهة بشكل مباشر لسكان جوار المناطق الغابية، و عصابات الفحم في الوقوف وراء هذه الأفعال الإجرامية التي ألحقت خسائر فادحة بالثروة الغابية. و ذكر المصدر أن ما صعب في موجة الحرارة الصائفة الفارطة الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة، و الرياح الساخنة المصحوبة بالرطوبة، وصعوبة بعض المسالك، و بعد نقاط المياه، و هو ما أدى إلى اتساع رقعة المساحات الغابية المحروقة التي أودعت بشأنها شكاوى ضد مجهول لدى مصالح الأمن المختصة ، هذا في حين تمكنت مصالح الغابات في كمائن نصبت للمجرمين المتورطين في الحرق العمدي للغابات، من توقيف 7أشخاص متلبسين بكل من بلديات الزيتونة، حمام بني صالح، وعصفور ، أحيلوا على الجهات القضائية ، و تأتي بلديات الزيتونة ،بوقوس ، حمام بني صالح ، العيون و بوحجار في صدارة البلديات التي شهدت موجة حرائق كبرى أتت على مساحة شاسعة من الثروة الغابية و الأدغال والأحراش. و أثنى المسؤول على الجهود المبذولة من قبل أعوان الغابات و الحماية المدنية و كل الفاعلين في مكافحة الحرائق على مدار الساعة من خلال نصب تشكيلات وقائية بالنقاط السوداء المعرضة للنيران بما فيها وضع أنظمة للتدخل، علاوة على الحس المدني الذي تمتع به المواطنين أثناء فترة الحرائق، و الذين هب العديد منهم بمد يد المساعدة لفرق الإنقاذ لإخماد الحرائق، و منع وصولها إلى التجمعات السكانية بالجوار، و مستعملي الطريق، و تبقى مصالح الغابات تشتكي من العجز المسجل في الإمكانيات المادية و البشرية لمكافحة الحرائق و حماية الأملاك الغابية من أي اعتداءات قياسا بشساعة المساحة الغابية التي تتربع على مساحة 160ألف هكتار، ما يمثل نسبة 53بالمائة من مجموع مساحة الولاية ، وكانت لجنة من المديرية العامة للغابات قد وقفت خلال الأيام القليلة القادمة على حجم الإضرار التي لحقت بالولاية من جراء موجة الحرائق التي مست الغطاء النباتي، إلى جانب الإطلاع على الإمكانيات و الوسائل المجندة لحماية الثروة الغابية .