براعم الإنشراح يخطفون الأضواء وبرمكي حسان يعود بالنوبة السادسة براعم جمعية الإنشراح من قسنطينة كانت لهم كلمتهم وسط شيوخ المالوف، حيث أبهروا الجمهور الساهر الذي اكتضت به قاعة المسرح الجهوي الذي رددت جنباته ايقاعات العود والناي التي حركت أوتارها أنامل غضة بمهارة كبيرة. السهرة الرابعة من ليالي المالوف كانت من صنيع بلابل أبت الا أن تشدو على الطبوع الكلاسيكية، فكان البرنامج منوع، حضرت فيه الجوزيات والزجول، وكالعادة احتوت السهرة على قسمين الأول لجمعية الانشراح التابعة للشركة الوطنية سونلغاز بقسنطينة، والجزء الثاني كان من نصيب المطرب المعروف حسان برمكي العائد بقوة الى الساحة الفنية من خلال مشاركاته في كل السهرات التي تخصص للمالوف القسنطيني، الميدان الرحب الذي يضم ألمع نجوم الموسيقى الكلاسيكية بعاصمة الشرق الجزائري. الجمهور تفاعل مع العرض الذي قدمته جمعية الانشراح بقيادة الفنان خالد زرابي، حيث استهلت وصلاتها بنوبة من طبع شيكا، تبعته بلون مصدر من جزئين، الأول بعنوان (أخفيت) والثاني ( ألاف أسقيني) تبعته ببطايحي أول (يا من رضيت بعدك) والاني (سرق الغصن قد محبوبي) وقد تعاملت البراعم مع هذا التراث بحس كبير للمضمون الذي تحتويه القصائد التي تغنى بها الأسلاف، وما زاد في جمالية الايقاع الموسيقي الأداء الجيد للفنانين الشباب فكل الطاقم الموسيقي والغنائي يتشكل من فتيان الأمر الذي جعل السهرة تكتسي نكهة فنية مميزة ترجمتها التصفيقات المتواصلة المنبعثة من القاعة، كلما شدى صوت من تلك الأصوات، كالبرعمة زهري يسرى وصبحى مونيا، وقوراري مهدي وتواتي ياسمين وغيرهم من المواهب التي أينعت في مدرسة الانشراح. للإشارة أن هذه الجمعية تأسست سنة 1979 ويسهر على تكوين البراعم الأستاذ الفنان خالد زرابي الذي كون جيلا من الموسيقيين والفنانين الشباب على مدار 30 سنة. أما الجزء الثاني للسهرة فقد خصص للمطرب المعروف حسان برمكي الذي استهل عرضه الموسيقي بحوزي (سبحان خالقي سلطاني) وتبعه بأغنيه (أنا الكاوي بكيي مخفي) وقد ساد القاعة الهدوء عندما كانت فرقة برمكي تقدم مقطوعات موسيقية تنوعت في ايقاعاتها آلات موسيقية تقليدية، وتواصل العرض الغنائي مدة ساعة ونصف تقريبا، حيث أعطى الطاقم الموسيقي كل مالديه وحرص المطرب حسان برمكي على روح الانسجام بين مختلف الآلات وهذه طريقته في الأداء. والفنان حسان برمكي الذي يعرفه الجمهور القسنطيني بدأ مشواره سنة 1975 حيث تتلمذ على يد مشايخ المالوف بقسنطينة مثل الشيخ درسوني، وعبد القادر التومي رحمه الله وكذلك براشي وزواوي فرقاني وغيرهم من المشايخ الذين غرسوا تراث المالوف وساروا به الى الأمام مع مدرستي وهران والعاصمة. وما يلاحظ أن لجنة التنظيم الولائية فضلت اشراك فرق من خارج ولاية قسنطينة وفرقتين من تونس والمغرب لخلق أجواء فنية بمدينة قسنطينة التي تستقبل موسم العطل والاصطياف بتظاهرة فنية لإنعاش الأجواء خاصة أن في هذا الوقت يتزايد اقبال المغتربين لقضاء عطلتهم بين الأهل والأحباب، وهذا يعد فرصة للتعريف بالتراث الموسيقي الذي تشتهر به مدينة قسنطينة.