محتجون يغلقون مقر البلدية للمطالبة بتعبيد الطريق بين مقر البلدية و تيعنصرين أقدم يوم أمس، سكان بلدية القلة 50 كيلومتر شمال ولاية برج بوعريريج ، على غلق مقر البلدية و كذا الطريق المؤدي إلى عاصمة الولاية بالمكان المسمى تاركا بت، احتجاجا على ما أسموه بالعزلة التي تعيشها المنطقة حيال تدهور وضعية الطريق الرابط بين مقر البلدية و قرى تيجت، الويح وصولا إلى مفترق الطرق المؤدي إلى قرية أولاد خليفة بالمكان المسمى العنصر على مسافة تزيد عن سبعة كيلومترات، إضافة إلى جملة أخرى من الانشغالات. المحتجون عبروا عن معاناة مئات العائلات بهذه البلدية جراء مصارعتهم لطبيعة المنطقة الجبلية الوعرة المسالك من جهة و العزلة المفروضة عليهم بحكم اهتراء الطريق الوحيد الذي عرف تدهورا خاصة بعد تساقط الأمطار الأخيرة و بفعل عامل الزمن حيث تآكلت جميع جوانبه وأصبح لا يليق حسب الشبان الغاضبين إلا للمركبات الفلاحية والبهائم و أوضحوا أنهم يعتمدون في التنقل إلى مقر البلدية على سيارات الفرود التي يصل سعرها إلى أكثر من 100 دينار أو قطع مسافات تقدر بعدة أميال على الأرجل للوصول إلى موقف الحافلات بالبلدية ، إضافة إلى الاعتماد على الحمير من أجل التنقل إلى العديد من المناطق ، مما جعل السكان يعيشون أوضاعا مزرية .ويعاني العديد من سكان القلة حسب ما أشار إليه المحتجون مشكلا كبيرا في التزود بالمياه الشروب موضحين أن المياه لا تزور حنفياتهم إلا مرة في الأسبوع لفترة زمنية وجيزة ثم تنقطع، فيما تبقى عديد المنازل محرومة من التوصيل بشبكة التوزيع، مما يضطر قاطنيها إلى جلب المياه من المنابع أو شراء الصهاريج. من جهة أخرى أثار شبان المنطقة العديد من الانشغالات الاجتماعية مثل انعدام فرص التشغيل وانعدام وسائل النقل ، الأمر الذي دفع بالعديد من الأسر خلال السنوات الأخيرة إلى النزوح نحو المدن خاصة بلدية مجانة و عاصمة الولاية وهجرة العديد من الشباب إلى الولايات الشمالية بحثا عن فرص التشغيل أين يمتهن معظمهم حرفة صنع الحلويات و الخبز .عناصر من فرقة الدرك الوطني تنقلت إلى مكان الاحتجاج حيث بقيت على مقربة من المحتجين و عملت على فرض الهدوء، في الوقت الذي أكد فيه الغاضبون مواصلة احتجاجهم حتى تتم الاستجابة لمطالبهم بصفة نهائية. و قد تسبب إقدامهم على غلق مقر البلدية في تعطيل عديد المصالح و كذا حرمان الكثير من العمال ببلديات دائرة الجعافرة من التنقل إلى أماكن عملهم بالبلديات المجاورة و كذا بعاصمة الولاية . رئيس البلدية اعترف بمطالب السكان، و أكد على رفع انشغالهم في عدة مناسبات للسلطات المعنية ، مشيرا إلى تلقيه وعود بتسجيل الطريق من قبل السلطات الولائية في انتظار تجسيد الوعد، أما عن النقص المسجل في تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب و التذبذب الحاصل في توزيعها فكشف عن افتقار البلدية للمياه الباطنية بما يكفي لتلبية احتياجات السكان، مؤكدا على تدعيم الحصة الحالية الموجهة للسكان بحصص إضافية من إحدى الآبار بالمنطقة و ربط المنازل المتبقية بشبكة التوزيع .