توسعت رقعة الاحتجاجات بعدة ولايات شرقية، أمس، على غرار الطارف، عنابة، فالمة وسطيف، تنديدا بتردي الأوضاع الاجتماعية والمهنية. واللافت أن الشباب يجنح في الغالب إلى الشارع لتفجير غضبه وإيصال صوته إلى المسؤولين المحليين بشكل وضع آليات جديدة وفعالة للاتصال مع المواطنين لبحث انشغالاتهم. فالمة سكان هليو بوليس وجبار الطاهر ببوشفوف يغلقون الطريقين الوطنيين رقم 16 و21 أقدم صبيحة أمس سكان قرية جبار الطيب الواقعة بالمدخل الشمالي لبلدية بوشفوف، مقر عاصمة الدائرة الواقعة على مسافة 35 كلم نحو شمال شرق مقر عاصمة ولاية فالمة، على غلق الطريق الوطني رقم 16الرابط بين عنابة وسوق أهراس باستعمال الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في أغصان الأشجار والعجلات المطاطية، احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها، مطالبين بالرفع من حصة السكن الريفي وإعادة النظر في الحصة التي تم توزيعها وكذا إعادة النظر في طريقة توزيع السكن الاجتماعي متهمين في ذات السياق مسؤولي البلدية بالعشائرية واستعمال المحسوبية في دراسة طلبات المواطنين. المحتجون طالبوا أيضا برفع كمية التزوٌد بالماء الشروب وكذا تهيئة شبكة الطرقات بالحي الذي اعتبروه يعاني من الحقرة والتهميش، قبل أن يتدخل الأمين العام للولاية وسط إجراءات أمنية مشدٌدة وحضور كثيف لعناصر الدرك الوطني، حيث تناقش مع الشباب الغاضب واستمع لانشغالاتهم وتنقل معهم وسط أزقة الحي لزيارة بعض المساكن التي يعاني أصحابها من الإقصاء من الاستفادات الاجتماعية، وقد تمكن من إقناعهم بالتكفل جديا بمشاكلهم المطروحة وبضرورة فتح الطريق الذي ظلٌ مشلولا طيلة صبيحة يوم أمس بعدما وعدهم بالتكفل بانشغالاتهم. في سياق متصل وتزامنا مع الحركة الاحتجاجية التي قادها سكان قرية جبار الطاهر، أقدم بعض المواطنين بحي العلايق ببلدية هليوبوليس مقر عاصمة الدائرة الواقعة على بعد 5 كلم عن عاصمة الولاية قالمة، على غلق الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين فالمة وعنابة وبالتحديد بمنطقة عين بوشيحة، احتجاجا على وضعية الحي التي وصفوها بالمزرية مطالبين السلطات الولائية ضرورة تمكينهم من مختلف المشاريع التنموية التي استفادت منها البلدية، خاصة ما يتعلق منها بتهيئة شبكة الطرقات داخل الحي وكذا تنظيف البالوعات وحمايتهم من خطر الفيضانات وتسرب مياه الأمطار إلى المنازل، إضافة إلى المطالبة بتمكين شباب الحي من الحصول على مناصب شغل في إطار تشغيل الشباب والشبكة الاجتماعية وفي غياب رئيس دائرة هليوبوليس ووالي الولاية المتواجدين بالجزائر العاصمة بمناسبة أداء رئيس الجمهورية لليمين الدستوري تفاوض رئيس المجلس الشعبي البلدي ونائبه مع المحتجين ووعدهم بمعالجة مشاكلهم وتسوية وضعيتهم قبل نهاية الأسبوع الجاري، حيث تمكنوا من إقناعهم بفتح الطريق أمام حركة السير التي تعرقلت طوال صبيحة أمس.