من غير المعقول أن تهيمن الإدارة على إدارة الشأن المحلي دعا، عشية أمس، رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، القائمين على مراقبة وتنظيم الانتخابات القادمة لإنجاح العرس الانتخابي، وترك المواطن ينتخب بكل حرية للعمل على تحقيق نهضة حقيقية، تكون انطلاقتها من المجالس الشعبية المنتخبة، التي وجب كذلك منحها كل الصلاحيات من أجل إحداث التغيير والقطيعة مع الماضي. عبد العزيز بلعيد وفي التجمع الشعبي الذي نظمه بدار الثقافة نوار بوبكر بأم البواقي، اعتبر بأن المجالس البلدية التي تأتي عن طريق ما وصفه بالتزوير، تكون مجالس مسيرة تتم قيادتها من طرف جهات أخرى، ويكون المنتخبون فيها جزءا من الإدارة ويتخلوا عن كامل صلاحياتهم، مشيرا بأن جبهة المستقبل تناضل من أجل إعادة صلاحيات البلديات وإعطاء قيمة للمنتخب، معتبرا بأنه من غير المعقول أن يرفع شعار من الشعب إلى الشعب ومداولات المجلس الشعبي البلدي لن يصادق عليها وتجسد على أرض الواقع إذا لم يصادق عليها رئيس الدائرة، مبينا بأن هذا ليس هو التسيير العقلاني الذي يعطى للشعب. وعاد بلعيد للحديث عن المجلس الولائي خلال فترة الحزب الواحد، أين كان المجلس يحاسب مسؤولين على تقصيرهم ويسير ويراقب، أما اليوم فأعضاء المجلس وحتى رئيسه ينتظرون لساعات من أجل أن يتم استقبالهم من طرف الولاة، موضحا بأنه لا ينقص من صلاحيات الولاة وإنما يقصد تجريد المنتخبين من صلاحياتهم، مضيفا بأن رؤساء البلديات اليوم لما تكون لديهم نية التغيير والعمل، تأتي رسائل مجهولة لتحطم ما أرادوا بناءه، مؤكدا بأن حزبه يسعى لبناء دولة قوية تكون فيها البلدية هي الخلية الأساسية، والشعب فيها مسترجع لقوته وصلاحياته الدستورية. رئيس جبهة المستقبل اعتبر بأن حزبه اليوم في حملة انتخابية عنوانها في كثير من الأحيان الكذب والخداع وشراء الذمم، مبرئا ساحة حزبه مما اعتبرها ممارسات تكسر الثقة والأخلاق، مؤكدا بأن حزبه بني على الأخلاق واحترام الإنسان، وهو ما يجسده البرنامج المسطر الذي يكون عنوانه الإنسان في ظل احترام الأخلاق ونبذ كل أنواع العنف، وبين بلعيد بأن الساحة السياسية اليوم في الجزائر تعفنت، وأصبحت عبارة عن سوق الناس فيها تشتري وتبيع، وتشتري حتى العباد على حد تعبيره، داعيا المواطنين لإعطاء أصواتهم لمن يستحقها بعيدا عن الممارسات غير المشروعة.