تأخر حملة الحرث والبذر بعدة مناطق في الطارف يشتكي منتجو الحبوب بولاية الطارف ، نقص الجرارات، وغلاء أسعار كرائها التي قفزت إلى أزيد من 3 آلاف دينار للساعة ، وهو ما تسبب في تأخر حملة الحرث والبذر بعدة مناطق بالشكل الذي بات يرهن تحقيق الأهداف المرجوة . و ذكر مجموعة من الفلاحين في اتصالهم مع «النصر» أن نقص الجرارات و المعدات الفلاحية يبقى الهاجس الذي يؤرقهم أمام تأخر عملية الحرث و البذر لحد الآن، حيث لازالت مساحات شاسعة بور غير محروثة، و هو ما قد يلحق بهم الخسارة و الإفلاس، و من ثمة ضياع الموسم الفلاحي الذي كانوا يعلقون أمالا كبيرة عليه لتوسيع المساحة و الرفع من مردودية الإنتاج بعد التحفيزات التي وضعتها الدولة لتكثيف محصول الحبوب، و أضاف الفلاحون أنه و أمام العجز المسجل في الجرارات الفلاحية و التهاب أسعار كرائها، لجأ العديد إلى استعمال الطرق التقليدية لحرث أراضيهم لإنقاذ موسمهم من شبح السنة البيضاء ،فيما استنجد آخرون بجرارات الولايات المجاورة كقالمة، وسوق أهراس لحرث أراضيهم و مباشرة عملية البذر التي شارفت آجالها على الانتهاء. و طرح منتجو الحبوب ما يقولون عنه حرمانهم من الدعم الفلاحي خصوصا ما تعلق باقتناء العتاد الفلاحي كالجرارات، و وسائل الحرث لتجنب المتاعب التي يصادفونها كل سنة مع انطلاق حملة الحرث و البذر، و التي تبقى مساحتها في تقلص من موسم لآخر بفعل جملة من المشاكل التي يتخبطون فيها، و من بينها نقص الإمكانيات و الدعم الفلاحي. من جهته أرجع مدير المصالح الفلاحية نقص الجرارات إلى مباشرة جل الفلاحين لحملة الحرث مباشرة بعد تساقط الأمطار الأخيرة، مشيرا إلى أن إجراءات اتخذت لمعالجة الأمر، و توقع المسؤول تحقيق إنتاج من الحبوب خلال الموسم الفلاحي الجاري يتعدى 600ألف قنطار بمعدل 20قنطارا على الأقل في الهكتار، و هذا بعد أن حققت الولاية إنتاجا قياسيا من الحبوب الموسم الفلاحي الفارط، و الذي تجاوز نصف مليون قنطار، 80بالمائة منه قمح صلب و هذا لأول مرة منذ الاستقلال. و أردف المصدر أن المساحة المبرمجة للحرث هذا الموسم تقدر ب 27 ألفا و 620 هكتارا، منها 22 ألفا و 830 هكتارا قمحا صلبا، 1530 هكتارا قمحا لينا، و 326هكتارا شعير ، في حين قدرت المساحة المحروثة لحد الآن بحوالي 18الف هكتار ما يمثل نسبة 70بالمائة ،كما تم اتخاذ كل التدابير لإنجاح حملة الحرث و البذر بالتنسيق مع تعاونية الحبوب و البقول الجافة بعنابة، من خلال تخصيص حاجيات المنتجين من كميات الحبوب المطلوبة بما يساوي55 ألفا و 962 قنطارا، منها 54 ألفا و 552 قمحا صلبا ،800قنطار قمح لين، و610 قناطير شعير، إلى جانب توفير 29 ألفا و 800 قنطار من الأسمدة المعالجة. و سجلت مصالح الفلاحة انخراط أزيد من 200فلاح في برنامج »الرفيق « حيث أودعوا ملفاتهم على مستوى الشباك الوحيد بتعاونية الحبوب و البقول الجافة بعنابة للحصول على القروض المالية و الدعم الموجه لهم من أسمدة و بذور، إضافة إلى انخراط عشرات الفلاحين في برنامج تكثيف الحبوب المسطر من قبل الدولة للزيادة في مردودية و نوعية الإنتاج، و تعكف مصالح الفلاحة على القيام بحملات إرشاد و تحسيس في أوساط المنتجين و الفلاحين لتوعيتهم من أخطار الأمراض الطفيلية و انعكاسها على تراجع مردودية الإنتاج من الحبوب، زيادة على ذلك تم تنصيب لجنة لمتابعة حملة الحرث و البذر تشمل مختلف الشركاء و المصالح، لمتابعة سير العملية و العراقيل التي تعترضها، و التدخل العاجل للتكفل بالمشاكل المطروحة لتحقيق الأهداف المرجوة.