توفي أمس المؤرخ الجزائري الكبير عبد الكريم بوصفصاف بعد صراع مع مرض عضال، أجبره على التقاعد قبل ستة أشهر حسب أحد أقاربه. البروفيسور بوصفصاف من مواليد 19أوت 1944 بولاية فرجيوة بميلة،كان واحدا من الناشطين في جمعية العلماء المسلمين، وهو من الطلبة المشاركين في إضراب 19 ماي 1956، فقد بصره بسبب انفجار لغم و هو في الثالثة من عمره، تحصل على شهادة ليسانس في التاريخ من جامعة قسنطينة سنة1974 ، كما تحصل على شهادة الماجستير بتقدير مشرف جدا ،و شهادة الدكتوراه، إضافة إلى درجة بروفيسور سنة 1997. بدأ الراحل مشواره الدراسي بابتدائية فج مزالة بفرجيوة، كما تتلمذ في مدارس جبهة التحرير الوطني، قبل أن يصل إلى جامعة قسنطينة كطالب، ثم أستاذ، لينتقل في مرحلة لاحقة إلى جامعة أدرار، أين ترأس مجلسها العلمي، قدم الكثير من الأعمال على المستوى البيداغوجي و العلمي و الإداري، فكان محاضرا و مسيرا، كما أصدر عددا من الدوريات الجامعية. و قد توجت مسيرة عطائه بالتكريم بوسام رئيس الجمهورية سنة 2004 و يعد من بين الأيقونات الفكرية بالمغرب العربي، حيث ألف 32 كتابا، وقد عرف بتركيزه على دراسة و فهم فكر العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، مؤسس الحركة الإصلاحية الوطنية، كما اشتهر بآرائه الفكرية و الفلسفية، و من مؤلفاته «جمعية العلماء المسلمين و دورها في تطور الحركة الوطنية الجزائرية»، «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و علاقتها بالحركات الأخرى»، قاموس «شهداء ولاية ميلة» 1954–1962،»الشعر الثوري الملحون في الثورة الجزائرية»، «جهاد المرأة الجزائرية و جهودها الكبرى في ولاية سطيف»،»حرب الجزائر و مراكز الجيش الفرنسي لولاية سطيف»،موسوعة «شهداء سطيف إبان الثورة 1954–1962، معجم «أعلام الجزائر في القرنين 19 و 20». كتب البروفيسور بوصفصاف، في التاريخ و الفكر و السياسية و تنقل بين جامعات قسنطينة و قالمة وأم البواقي وخنشلة وباتنة، وصولا إلى جامعة أدرار، كما زار العديد من البلدان العربية وتنقل بين جامعاتها و مكتباتها و شارك طيلة خمسة عقود في العديد من الملتقيات الدولية، بوصفه أحد أهم أعمدة التاريخ و الفكر المعاصر في المغرب العربي، و رائد من رواد المدرسة التاريخية في الجزائر.