السياسة الاجتماعية التي انتهجتها الحكومة في قانون المالية متماسكة أكد أمس الوزير السابق المكلف بالاستشراف والإحصائيات الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى بأن السياسة الاجتماعية التي انتهجتها الحكومة في قانون المالية لسنة 2018 متماسكة، مشيرا إلى أن الحكومة رفعت قيمة الدعم الاجتماعي من 16 مليار دينار إلى 18 مليار دينار، كما قررت الحكومة الاستمرار في مشاريع السكن، إلى جانب عدم رفع الأسعار باستثناء الوقود الذي لا يمس بالطبقة الضعيفة. وأضاف مصيطفى في مداخلته أثناء ملتقى دولي حول العمل السياحي وتنمية الموارد البشرية بين الخصوصيات المحلية والتجارب العالمية احتضنته كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة البليدة02 بأن الوضعية المالية للبلد مقبولة حاليا باحتياطي نقد أجنبي يقدر ب100 مليار دولار، مضيفا بأن السياسة الاقتصادية للحكومة حاليا حذرة، بحيث لم تلجأ للمديونية الخارجية، كما لم تلجأ للبورصات العالمية، مؤكدا بأن تطوير الاقتصاد يتطلب جهد في جميع القطاعات. وحول توقعات السنة الجارية، أوضح مصطيفى بأن مستوى الاستثمار بلغ 23بالمائة، مشيرا إلى تكلفته عالية جدا، وهو ما جعل الاستثمار ضعيفا حسبه، كما توقع أن يبلغ النمو زيادةب1.8بالمائة، إلى جانب احتمال ارتفاع الصادرات من المحروقات بسبب ارتفاع أسعار النفط، في حين ارتفاع حجم الواردات يبقى هو الآخر مرتفعا، بحيث يمثل نسبة 34بالمائة، وفي السياق ذاته أشار إلى أن الصادرات خارج المحروقات لم تتجاوز 02مليار دولار، كما أن الاستثمارات الأجنبية لم تتجاوز 2.2مليار دولار، وهي نسبة ضعيفة حسبه، مشيرا في السياق ذاته إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى 10.8بالمائة، وذلك نتيجة تجميد المشاريع والتوظيف في بعض القطاعات. وعن القطاع السياحي أكد الخبير الاقتصادي مصيطفى بأن هذا القطاع يحتاج إلى يقظة سياحية للنهوض به في آفاق 2030، مشيرا إلى أن الجزائر تحتل المرتبة 138عالميا في مجال التنافسية السياحية، كما أن نسبة التصدير من السياحة لا تمثل سوى3.9بالمائة، وحجم الاستثمارات يقدر ب9.8بالمائة بهذا القطاع، كما أن العمل في السياحة لا يمثل حسبه سوى 6.5بالمائة، والعائدات من هذا القطاع تمثل 200مليون دولار سنويا فقط. مشيرا في ذات السياق إلى أن عدد الأسرة بقطاع السياحة يبلغ 90ألف سرير ل41مليون نسمة، بالمقابل تونس تتوفر على 230ألف ل11مليون نسمة، كما أن التدفق السياحي للجزائر يبلغ 1.5مليون سائح سنويا، مقابل 06 مليون سائح أجنبي بتونس، و07مليون بالمغرب، وفي السياق ذاته فإن التدفق السياحي نحو الجزائر لا يمثل سوى 0.2بالمائة. وشدد مصيطفى في مداخلته على ضرورة تحويل السياحة إلى صناعة والاعتماد على اقتصاديات المعرفة، كما دعا في السياق ذاته إلى تطبيق المخطط الوطني للسياحة 2025، مضيفا بأن هناك 05 مفاتيح للنهوض بقطاع السياحة في الجزائر تتمثل في إطلاق وجهة الجزائر التي ترتكز على عمل الإعلام، سفارات الجزائر في الخارج، تخفيض الأسعار، وتوفير الهياكل، كما دعا إلى تطوير القرى السياحة خاصة وأن الجزائر تتوفر على إمكانيات معتبرة في هذا الميدان من الصحراء، والجبال، بالإضافة إلى دعم السياحة الدينية، مشيرا إلى أن القديس سانت أوغسطين الذي يتواجد قبره بالجزائر له 500مليون من أتباعه في العالم، ويمكن أن يتحول قبره إلى قبلة لهؤلاء، وفي نفس الوقت تتوفر الطريقة القادرية التي يتواجد مقرها العام هي الأخرى في الجزائر على مليون شخص من أتباعها وبذلك يمكن أن تتحول الجزائر حسبه إلى قبلة للسياحة الدينية .