صدر منذ أيّام عن دار «الوطن اليوم»، كتاب «إخوة النار: حوارات مع مثقفين جزائريين» للكاتب الخير شوّار، جاء في 224 صفحة، وضمّ 12 حوارا، أجراها الكاتب في فترات زمنية متفاوتة، مع مجموعة من الكُتاب و الروائيين الجزائريين، على غرار: «الطاهر وطار، رشيد بوجدرة، الطاهر بن عيشة، واسيني الأعرج، أمين الزاوي، محمد بن قطاف، محمد بوليفة، محمد ساري، لحبيب السايح، السعيد بوطاجين، مخلوف عامر و محمد زتيلي. الكِتاب، قدم له الناقد والكاتب مخلوف عامر. بتوطئة تحت عنوان «التّحاور ضرورة حضارية»، ومما جاء فيه «عندما اختار (الخير شوار) هذا العنوان المثير، لحواراته (إخوة النار)، فلأنه يحاور المثقفين والأدباء بوصفه صحفياً متميزاً ومبدعاً وقارئاً. لذلك تجمعه بهم أخُوَّة متفرِّدة في نارها و نورها. فلا يتردَّد في طرح أسئلة قد تبدو جارحة أو محرجة. ولكنْ، لأنها مستوحاة من متابعة منتظمة لنشاطاتهم وكتاباتهم فلا يملك محاوِروه إلا أن يبوحوا له بما يكنُّون». علماً بأن هناك دوما – كما يضيف الدكتور عامر مخلوف - مسافة بين لحظة الكتابة والتصريح الإعلامي، إذْ قليلون هم أولئك الذين تكون حياتهم خير تعليق على أدبهم، وأدبهم خير تبرير لحياتهم. و في كل الأحوال، إنها لجرأةٌ نادرة أن يجهر المرء برأيه، ناهيك عن أن يخلِّفه أثراً، حبراً على ورق. و جاء في التقديم أيضا»يكتشف القارئ من خلال هذه الحوارات تجارب غنية ومتمايزة. منها ما يُعيدنا إلى جيل عاشَرَ السمق والقلم القصبي ورائحة الوَذَح والصلصال، يوم كان الطالب في الكُتَّاب أو الزاوية ينهض باكراً في حرِّ الصيف كما في برْد الشتاء، يذرع اللوحة من أعلاها إلى أدناها، صعوداً ونزولاً، مندفعا بجسده إلى أمام وإلى وراء في حركة لا تنتهي، إلا وقد حفظ ما تيسَّر من القرآن الكريم. و منهم مَنْ قُدِّر له أن يهاجر إلى بلد مجاور ليستزيد علماً. لقد كان هؤلاء يواجهون غزْواً ثقافياً يسعى إلى اقتلاع هوية الأمة من جذورها، فتشبَّثوا باللغة العربية والدين وحرصوا على ممارسة عاداتهم وتقاليدهم سرّاً وعلانية». الكِتاب شمل تيارات أدبية وفنية و زمنية مختلفة، كما شمل أسماء عديدة، من الطاهر بن عائشة، الّذي قال عنه الدكتور عامر بأنه كان ولا يزال «رمزا لهذا الجيل من حراس التراث الموْسوعيين، لولا أنّه يبخل بهذا المخزون، فلا يجود به كتابةً». وصولا إلى أمين الزاوي، ولحبيب السايح ومحمد ساري، وغيرهم. الحوارات التي اختارها شوار لتشكل مساحة و فحوى هذا الكتاب الصادر حديثا، أثارت قضايا أدبية متفاوتة في حساسيتها و جدالاتها والتي شهدتها الساحة الثقافية الجزائرية على مر السنوات، وبعضها لايزال يشغل راهن المشهد الثقافي الجزائري إلى يومنا هذا. نوّارة لحرش