طالبت الأمانة الولائية لاتحاد الفلاحين الجزائريين بقسنطينة، بدعم الموالين بالشعير بصفة مستعجلة، لإنقاذ حظيرة الولاية من الأبقار والمواشي التي عرفت أسعارها انخفاضا ملحوظا، جراء تعاقب ثلاث سنوات عجاف أتت على ما خزّنه المربون من شعير وكلأ وتبن، و ذلك مقابل وقف استيراد الأبقار و استنزاف الحلوب التي تحوّلت إلى مصدر رئيسي للحوم الحمراء. و ذكر الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين، سليمان عوان، في اتصال بالنصر أمس الأول، أن ثمن بقرة الحليب الذي كان يقدر ب 25 مليون سنتيم، قفز إلى 45 مليونا، بسبب تحويلها إلى المذابح لتغطية السوق والطلب على اللحوم الحمراء، في ظل وقف الاستيراد للأبقار ورؤوس العجول التي كانت توجه لإنتاج اللحوم بعد تسمينها، بما سوف يؤدي، حسب المتحدث ذاته، إلى انقراضها ويؤثر على إنتاج الحليب وكذا تراجع أعداد قطعانها، خاصة في ظل ارتفاع سعر الكلأ إلى 1100 دج والتبن إلى 750 دج، فيما اختفى الشعير من السوق والكميات الموجود منه يتجاوز سعر القنطار منها 5000 دج، رغم أن سعره الحقيقي لا يتعدى 3000 دينار. و بالموازاة مع ذلك، وصل سعر قنطار النخالة الموجهة لتغذية أبقار الحليب وتسمين الدجاج والنعاج إلى 5500 دج، بعدما كان لا يتجاوز 4200 دينار، فيما أدى تأخر التساقط الخريفي، إلى تعرية المراعي من الحشيش الذي كان مصدر تغذية قطعان المواشي، هذه الأخيرة التي ارتفع ثمن النخالة الخاصة بعلفها من 2000 دينار في تعاونية الخدمات الفلاحية بقسنطينة، إلى 3200 دج في السوق الموازية. و يؤكد المربون أن كل هذه العوامل تسببت في تراجع أسعار المواشي بشكل رهيب، حيث انخفض سعر الكباش على سبيل المثال، من 5.5 مليون سنتيم إلى ما بين 4.3 و 3.7 مليون، و الخراف من أكثر من مليونين إلى ما بين 1.5 و 1.8 مليون حسب الحجم، بما يهددهم بالإفلاس بعد أن أصبحوا عاجزين، كما قالوا، عن المحافظة عليها حية، و جعل الاتحاد الولائي للفلاحين يطالب بحصة إضافية من الشعير لهذه الفئة، محافظة على الشعبة و ذلك لمدة ثلاثة أشهر على الأقل في انتظار نمو الغطاء النباتي. مدير المصالح الفلاحة بالولاية ياسين غديري وفي اتصال بالنصر، أوضح فيما يخص تموين المربين بالشعير، أن قسنطينة غير مصنفة في اختصاص تربية المواشي الموجه للولايات السهبية للاستفادة من الشعير المدعم، ولكن هذا لا يمنع، بحسبه، من التدخل اضطراريا مع المديرية العامة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة، من أجل الاستجابة لذات النداء ودعم هذه الفئة بالشعير حفاظا على الثروة الحيوانية للولاية، حيث شُرع في الاتصال بها حسب المسؤول.