يحلّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم بالجزائر في زيارة صداقة وعمل تدوم يوما واحدا بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أمس « بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سيقوم السيد إيمانويل ماكرون, رئيس الجمهورية الفرنسية غدا 6 ديسمبر 2017 بزيارة صداقة وعمل إلى الجزائر». وأضاف ذات البيان أن هذه الزيارة «تندرج في إطار الشراكة الاستثنائية التي ما فتئت الجزائروفرنسا تعملان على بنائها وتعزيزيها، وستكون سانحة للبلدين سيما خلال المباحثات التي ستجري بين رئيسي الدولتين لإيجاد السبل الجديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين الجزائروفرنسا، والتشاور حول مسائل إقليمية ودولية محل اهتمامهما المشترك». وعلى الرغم من أن زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر التي هي الأولى من نوعها منذ صعوده إلى قصر الإليزيه في ماي الماضي، ستدوم يوما واحدا فقط، إلا أنها تتضمن محطات عديدة منها لقاءاته المختلفة بالمسؤولين السامين للدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول أحمد أويحيى، ورئيسا غرفتي البرلمان، وكذا لقائه برجال الأعمال في فندق الأوراسي، كما سيترجل الرئيس إيمانويل ماكرون وسط العاصمة وبالضبط في شارع ديدوش مراد من ساحة موريس أودان إلى ساحة الأمير عبد القادر بشارع العربي بن مهيدي. وعشية زيارة الرئيس ماكرون إلى الجزائر نشرت السفارة الفرنسية أرقاما عن حجم العلاقات والتبادل بين البلدين في المجالات الإنسانية والتعليمية والاقتصادية، ومما جاء في هذا الصدد وفي الجانب الاقتصادي وجود 450 شركة فرنسية مستقرة في الجزائر، فضلا عن 7 آلاف شركة أخرى تنشط في البلاد في مختلف المجالات، وهو ما ساهم حسب السفارة في خلق 40 ألف منصب شغل مباشر و100 ألف منصب غير مباشر، وأفادت أن شركتي"بيجو"و"شنايدر إلكتريك" ستحلان قريبا بالجزائر. وبلغ حجم الاستثمارات الفرنسية المباشرة في سنة 2016 بالجزائر 139 مليون يورو، أي ما يعادل 10 من المائة من حجم الاستثمارات الأجنبية في الجزائر، و2.3 مليار يورو حجم مجمل الاستثمارات الفرنسية في بلادنا في ذات السنة، أما المبادلات التجارية فتبلغ حسب الأرقام التي نشرتها السفارة 7.5 مليار يورو، وهو ما يمثل 13 من المائة من إجمالي التجارة الخارجية للجزائر في سنة 2016. في المجال الإنساني أشارت أرقام السفارة إلى تسجيل أكثر من مليوني جزائري في القنصليات الجزائرية في فرنسا، ما يمثل ثلتي الجزائريين في الخارج، ووجود 40 ألف فرنسي في الجزائر حسب أرقام 2016، وفي نفس العام منحت السلطات الفرنسية 410 ألف تأشيرة. وتأتي زيارة ماكرون للجزائر عشية عقد اللجنة العليا المختلطة بين البلدين التي سيرأسها الوزير الأول أحمد أويحيى يوم غد الخميس بباريس مناصفة مع نظيره الفرنسي ادوارد فليب، وهي الفرصة التي ستتناول بالتفصيل مجمل مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، فضلا عن التعاون في المجالات الأخرى الثقافية التعليمية والأمنية والسياسية. وتنتظر هذه اللجنة العليا المشتركة ملفات عديدة من أجل بعث التعاون بين البلدين في جميع المجالات سيما في المجال الاقتصادي ومجال الاستثمار، وتسهيل تنقل الأشخاص بين البلدين.