أطفال جيجل يستكشفون "السجن الأحمر" بالميلية اكتشف أول أمس 40 طفلا وشابا مركز التعذيب الاستعماري الفرنسي المعروف ب"السجن الأحمر" بالميلية في ولاية جيجل، في وقفة تاريخية للذكرى و العبرة و الوفاء للشهداء، تخليدا لمظاهرات 11ديسمبر 1960، و قد نظمت الزيارة جمعية الرؤية ، بالتنسيق مع مختلف المديريات الفاعلة بالولاية. المنظمون اختاروا شعار " أوفياء لتضحيات الشهداء "، و قد تعرف الأطفال الصغار على أجنحة المركز ، و دونوا العشرات من المعلومات و الملاحظات في دفاترهم ، مثمنين المعلومات المقدمة عن تاريخ كفاح الأجداد و ما كانوا يتعرضون له من تعذيب داخل المركز، و عن التضحيات الجسيمة المقدمة في سبيل تحرير الجزائر من المستعمر الغاشم. و قد أطر الأستاذ الباحث في التاريخ سفيان عبداللطيف من جامعة 08 ماي بقالمة، الزيارة المدرجة ضمن فعاليات تخليد الذكرى 57 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، كما تم الاستماع إلى شهادات بعض المجاهدين. المرحلة الثانية من زيارة قادت الزوار الصغار إلى مكتب الحاكم الفرنسي جرمان فور، حيث تم إعدامه على يد المجاهدين، و المكان الذي استشهد فيه القائد محمد سعيداني وسط مدينة الميلية، لتختتم الرحلة التاريخية ، بتنظيم مداخلة للأطفال و الشباب بعنوان " لأننا أبناء هؤلاء". و ذكر عضو في جمعية الرؤية المنظمة للزيارة، بأن النشاط يدخل في إطار الأهداف الأساسية للجمعية ، خصوصا منها الرامية إلى تعريف الأطفال والشباب بتاريخ أجدادهم، وكذا للإسهام في نفض الغبار عن تاريخ المنطقة المجاهدة وترسيخ ثقافة المواطنة لدى فئتي الأطفال والشباب . و كان المركز يعرف قديما باسم السجن الأحمر بالميلية، و قد بنته السلطات الاستعمارية في شهر جانفي 1887، و يقع في قلب مدينة الميلية، و حسب التقارير الفرنسية الصادرة في تلك المرحلة، فإن المركز خضع لترميمات أولية سنة 1898 ، و أدخلت عليه إضافات سنة 1936، بعد عملية بو لحمام في بداية الثورة التحريرية، أي في يوم 01 نوفمبر 1954، و تمت تهيئة السجن الأحمر ليستغله الجيش الفرنسي كمركز للاستعلامات ، و كان يعرف باسم المكتب الثاني. و يتكون المركز من ثلاث بنايات تحيط بساحة رئيسية، و في سنة 1957 أصبح يعرف بمركز التعذيب الاستعماري، و استغل كمكتب للاستعلامات، و فرق الاستنطاق، و للتفريق بين مساجين الحق العام و المساجين السياسيين و مساجين الحرب، قامت السلطات الاستعمارية بعد ذلك بإنشاء 10زنزانات ضيقة، أين كان الفرنسيون يسلطون شتى أنواع التعذيب و التنكيل على المعتقلين، و قد عذب المئات من الجزائريين و الثوار المجاهدين بهذا المركز. بعد الاستقلال مباشرة تحول المركز إلى سكنات لبعض المجاهدين، و في عام 1963 تحول إلى مقر لفرقة الدرك الوطني، و بقي على حاله إلى غاية تسعينيات القرن الماضي، ثم أصبح تحت تصرف البلدية، التي حولته إلى مكتبة، و خضع المبنى الرئيسي لبعض الأشغال، و في سنة 2012 تم تخصيصه لفائدة قطاع المجاهدين، فتم ترميمه و إعادة الاعتبار له، و تم تسليمه يوم 12 جويلية 2017.