إنّ أساليب التعذيب والقهر عند جلادي العدو بهدف قتل روح الثورة وإضعافها في نفوس المجاهدين وحتى المواطنين بمختلف فئاتهم وشرائحهم لا تختلف كثيرا عبر السجون والمعتقلات ومراكز التعذيب التي شيدها العدو في كامل التراب الوطني، وكانت هذه المؤسسات العقابية الردعية تختلف فقط باختلاف مواقعها وظروف نشأتها وقربها أو بعدها من مواقع اشتداد المعارك. كان الاعتقال غالبا ما يتم عند منتصف الليل، بتهم متعددة كإيواء "الفلاڨة" أو جمع الأموال والأدوية، أو تزويد المجاهدين بالمؤونة، بل هناك من كان يعتقل لمجرّد الاشتباه فيه ويوجَّه إلى مكان اعتقال يعتبر تجمعا أوليا، الذي يكون في الغالب بالثكنة العسكرية وذلك لاستغلال المتجمعين في خدمة الجيش الفرنسي ثمّ لإرهاب من يشتبه فيه بالانخراط في الأعمال الثورية المسلحة أو السياسية ثم يُسلطون عليهم أنواعا من العذاب الجسدي أو النفسي بُغية العثور على مخابئ الثورة أو اكتشاف من يتعامل معها ممن كانوا خارج هذا الأسر وتستمر الوضعية على ذلك الحال أياما وأحيانا شهورا، ثمّ تأتي عملية التصفية والاختيار وتتمّ في المركز الدائري أو الولائي حيث يُلحق من يلحق بالسجن إذا ثبتت الإدانة بالتعاون مع الثورة ويُحمل من يحمل إلى المعتقلات الكبرى المنتشرة في القطر الجزائري. يمر المعتقَلون بمراحل جدّ صعبة فتكون البداية بالاعتقال ثم الاقتياد إلى مراكز الشرطة للاستنطاق، لتأتي بعد ذلك مرحلة التعذيب، حيث يتعرّض المعتقَل إلى مختلف أصناف التعذيب القاسية والمتنوعة ليعرض بعدها على المحكمة لإصدار الحكم عليه، ومن ثم يعود إلى مركز الشرطة مرة ثانية ليعذّب، وبعد ذلك يتم تحويله إلى السجن لتبدأ المرحلة الموالية وهي المرور على كاتب الضبط حيث يقدّم المعتقَل المعلومات الخاصة به ثم يجرّد من أشيائه الشخصية ويقتاد إلى الزنزانة المخصصة له. نبذة عن محتشد روس العيون (Ctt) قبل إنشاء هذا المحتشد كان بالجلفة سجن قديم في قلب المدينة، وهو عبارة عن حوش عالي الأسوار وبه غرف عديدة للمساجين ومكاتب لإدارة السجن وكان في بداية الثورة يتسع للمساجين من الثوريين وغيرهم، لكن لما اشتدّ ساعد الثورة بالمنطقة سنة 1958م وتوالت الهجومات والمعارك وازداد المد الثوري ليشمل القرى والمداشر، ومع تزايد عدد المساجين أصبح هذا السجن لا يتسع مما اضطر الادارة الفرنسية إلى التفكير في إنشاء محتشد يتسع لأفواج المعتقلين، فأقدمت على حجز مساحة من الأرض الفلاحية بمحاذاة الطريق الوطني رقم واحد المؤدي من الجلفة إلى الأغواط، في الناحية الغربية للطريق جنوب مدينة الجلفة بالضبط منطقة روس العيون، والقطعة المستغلة يرجح أنها ملكية لشخص ما حيث كانت أشجار اللّوز تحيط بهذه المزرعة وكان بها منزل كبير به العديد من الغرف، وهو منزل كباقي منازل الجلفة آنذاك من حيث الشكل والسطح الذي يميزه القرميد، تقدر مساحتها بحوالي أربع (04) هكتارات وبنوا حولها أسوار وأحاطوها بالأسلاك الشائكة وأقاموا في أطرافها أبراجا للمراقبة مزودة بالأضواء الكاشفة واتخذوا غرفها مراقد وزنزانات، وغرف أخرى للتعذيب. شهادات حية من أفواه مجاهدين مروا من هناك هذا المحتشد لم يكن به تنظيم كتنظيم السجون لأنه عبارة عن مركز عبور إلى المعتقلات أو السجون، أو التسريح مما عاف التنظيم به وهذا بشهادة المجاهدين الذين تعاقبوا عليه. وحتى نعطي صورة واضحة عن الحياة داخل هذا المحتشد جمعنا شهادات لبعض المجاهدين الذين عاشوا تلك المرحلة، ومن هذه الشهادات نذكر شهادة المجاهد شكّال بشير (1903م-1999م) حيث يروي حيثيات نقله من مركز التعذيب بزنينة إلى سجن روس العيون بمدينة الجلفة ويتذكّر لحظة دخوله له بقوله: ... بمجرد أن دخلت السجن وأغلق الباب من ورائي إذ بصوت لم أعرف صاحبه يناديني بالبقاء على مواقفي، وكان نقلي للتعذيب يتم كل صباح على أمل أن أعترف، وفي يوم من الأيام جيء بكلب مريض وجعلوه ينهش لحمي والدماء تسيل من أطرافي حينها اعترفت بشيء واحد فقط فقلت للضابط الفرنسي: أعطني سيجارة. واشعلتها من الجانبان وقلت له: خذها ودخِّنها عندئذ بهت الضابط من تصرفي هذا، فقلت له: إن حالي مثل هذه السجارة أنتم من جهة ومن جهة ثانية الفلاّقة ... أما المجاهد محمد بجقينة (خلال 1942م) المدعو الدراجي فيقول في شهادته: ... في سنة 1960 م وإثر تمشيط القوات الفرنسية لجبل حواص الذي كنا متواجدين به، قبض علينا أنا وجندي آخر من بلاد القبائل - الذي سمعت فيما بعد أنه نقل إلى الجزائر- وفي الحال تمّ وضع الأغلال في أيدينا وتقطيع الشارات (النياشين) الموجودة على أكتافنا، وقتها كان لم يمض على تجنيدي سوى 06 أشهر في جيش التحرير. وتم اقتيادي إلى سجن وسط المدينة (المكتب الثاني Deuxième Bureau)، وكانوا يقومون باستجوابي كل يوم عن هويتي وعملي في صفوف الجيش والمواطنين الذين يمدوننا بالمؤونة وخاصة عن المجاهدين والقادة العسكريين. فقد كانوا يأتون بصور مختلفة لعدد من المجاهدين ويسألونني عنهم وعن مكان وجودهم، وهل التقيتهم شخصيا؟ وهكذا، وكان الاستجواب يتم يوميا تحت شتى أنواع التعذيب من ضرب وشتم، وكهرباء، وظروف معيشية صعبة فلا أكل ولا شرب، لدرجة أنّي حين أتبول أعيد شرب البول، واستمر الحال بي لمدة 10 أيام كاملة، وبعد أن عرفوا كل المعلومات المتعلقة بي من طرف حركي يعمل لديهم واتضح لهم أنني لا أشكل خطرا كبيرا نقلت إلى سجن روس العيون بالجلفة وهناك وجدت عدد كبير من المعتقلين. كان النظام فيه يختلف عن السجن الذي كنت فيه، فلم يمارس عليّ التعذيب الجسدي، وكان عبارة عن غرف عديدة وفي كل زنزانة يمكث سجينان إثنان، وكان به سيلون إنفرادي (1متر طول/ 4,50 سم) يوضع فيه المعاقبين قيد التحقيق وتمنع عنهم الزيارات التي كانت كل 15 يوم، ويؤخذون كل يوم إلى (Deuxième Bureau) للتعذيب والاستنطاق ويرجعونهم في المساء في حالة يُرثى لها. مكثت هنالك مدة 06 أشهر ثمّ حول ملفي إلى المحكمة العسكرية بصفة معتقل حرب وبعد الانتهاء من التحقيق نقلت أنا ومجموعة من المجاهدين إلى سجن كمورة بقصر البخاري وبقيت فيه إلى غاية وقف إطلاق النار. أما المجاهد مصطفى قليشة (1934م) الذي سجن به يوم 07 ماي 1959م فيقول: عند وصولنا إلى سجن روس العيون زجوا بكل واحد منا – هو وبن شهرة لزهاري- في زنزانة إنفرادية وكانوا كل صباح يأخذوننا لاستنطاقنا واستجوابنا على أمور عدّة ولكن كان يتمّ ذلك دون تعذيب، استمر بنا الحال على ذلك المنوال مدة 15 يوما بعد ذلك أخرجونا من الزنزانتين وأدمجونا ضمن مجموعة مع الإخوة في قاعة كبيرة – كانوا حوالي 100 رجل- وحينها سمحوا لنا باستقبال الزوار، وبعد أيام تمّ تحويل بن شهرة لزهاري إلى سجن مدني بالأغواط، أما أنا فحولوني إلى سجن كمورة ببوغار في قصر البوخاري أين يعيش السجناء حياة قاسية وشاقة للغاية، حيث يقومون طوال النهار بتكسير الحجر، ومكثت هناك مدة شهرين، ثم عرضت على المحكمة العسكرية وبعد إنتهاء المحاكمة حولت إلى سجن مدني بقصر البوخاري، ثم جاءوا بلزهاري بن شهرة ونقلنا إلى سجن البليدة وزجوا بنا في زنزانة إنفرادية (2م) مرت علينا الليلة كاملة وفي الصباح أركبونا مقطورة القطار وتوجهوا بنا إلى مدينة الجلفة ونقلونا إلى ثكنة الدرك الفرنسي بمدينة الجلفة عند وصولنا إلى هناك وضعونا في زنزانة لن أنساها ما حييت، كانت تنبعث منها رائحة الموت، جدرانها ملطخة بالدماء وكأنها صبغت بالدم، كانت ضيقة جداُ يكاد المرء يختنق فيها وكان يسودها الظلام، يوجد فيها حصير قذر وروث وتنبعث منها رائحة كريهة، وما إن رأينا هذا المنظر حتى تملكنا أنا ورفيقي إحساس بالذعر، مرت علينا الليلة الأولى ولم نذق النوم طوال الليل بسبب لسعات البعوض، وفي الصباح أخرجنا رجال الدرك ووثقوا ايدينا وتوجهو بنا إلى الأغواط وبقينا هناك حوالي 14 شهرا، بعدها عرضنا على محكمة المدية وحكم علينا بالسجن مدة 10 سنوات نافذة في سجن البرواقية ومكثنا هناك من بداية سنة 1961م إلى توقيف إطلاق النار في 19 مارس 1962م ... من جانبه، يذكر المجاهد العيمش براجع ( 1937م) في شهادته حول المحتشد - وهو الذي ألقي عليه القبض في جوان من سنة 1959م إثر اشتباك راس الشايفة الذي استشهد على إثره الملازم الثاني وقائد الناحية الثانية الشهيد ثامر بن عمران - حيث يقول: نُقلت إلى محتشد روس العيون في حالة سيئة للغاية بعد عمليات الاستنطاق والتعذيب الجسدي والنفسي التي تعرضت له بأحد المراكز الخاصة - دامت حوالي 15 يوما- ومكثت فيه شهرين ونصف وهناك التقيت بالكثير من جنود جيش التحرير وخاصة من المنطقة الثانية التي أنتمي إليها ومن بين هؤلاء لزهاري بن شهرة ومصطفى قليشة وطالب بوهراوة ومحمد فارس، وألحق بنا معتقلون كثيرون من جنود ومناضلين مدنيين، ويضيف قائلا: كان المعتقلون الذين يؤتى بهم من مركز التعذيب بوسط المدينة، يعودون في حالة يرثى لها، فمنهم من لا يستطيع المشي فيأتون به في سيارة من نوع jeep فيرمونه ويذهبون للمركز، وفي الصباح يعودون ليأخذوه مرة ثانية وعندما ينتهون من التعذيب، وتتحسن حالته قليلا يستغلونه في الأعمال الشاقة، وكان المساجين الجنود في جبهة التحرير في جناح وحدهم، والمساجين المدنيون وحدهم في جناح آخر ليس ببعيد. وبكل أسى يتذكر محدثنا ظروف السجن واصفا إياها بالكارثية وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، فيقول : ... يمكن اختصار هذه الظروف في جزئية واحدة تغني عن باقي التفاصيل التي كانت تحدث في السجن، وهي أن القائمين على السجن كانوا يضطرّون المساجين إلى قضاء حاجتهم داخل قصدير (كاربيل)، حتى إذا هم أحدهم ليقضي حاجته، بادر اثنان آخران بحمل قطعة قماش لستره، وفي الصباح وعندما يفتح الباب، يقومون بإخراجها.. ويكتب المجاهد حاشي عبد الحميد هو الآخر عن معاناته فيقول: ألقي علي القبض في جانفي من سنة 1959 م مع والدي وأخي الأكبر بعد تطويق المنزل من طرف عساكر العدو وتمّ اعتقالنا وساقونا في منتصف الليل إلى ثكنة حي مائة دار بالجلفة بقصد التعذيب والاستنطاق وبعد تجريدنا من ملابسنا شرع جلادو العدو في تعذيبنا باستعمال التيار الكهربائي والضرب باستعمال الماء، وربطنا بالحبل وتعليقنا في السقف مع الضرب والشتم، وتركنا نسقط على الأرض المبلطة، وقد دام التعذيب الوحشي لمدة أسبوع كامل، ثمّ نُقلنا إلى محتشد روس العيون في حالة سيئة للغاية، وبعد إطلاق سراحي واصلت نضالي من جديد كفدائي ضمن مجموعة من الفدائيين كنا ننشط خلال سنة 1960م وسنة 1961م ليلقى علينا القبض مرة ثانية ويزج بنا في محتشد روس العيون بعد اعتراف أحد المناضلين تحت التعذيب، وبعد أن تمّ تحويلنا رفقة مجموعة الاخوة الفدائيين من المحتشد المذكور إلى سجن المدية انتظارا للامتثال أمام المحاكم العسكرية وجدنا الوضع يختلف من حيث التنظيم عما كان عليه في محتشد مدينة الجلفة، إذ وجدنا نظاما محكما يديره مساجين جبهة التحرير. والمساجين قسمان فئة المحكوم عليهم بالإعدام وفئة المحكوم عليهم بأقل من ذلك. وكل فئة معزولة عن الأخرى وكنت أنتمي إلى الفئة الأخيرة، وكانت تضمنا قاعة كبيرة يسري بداخلها نظام جبهة التحرير الوطني وبالكيفية التالية: يشرف على القاعة رئيس هو ضابط في جيش التحرير اعتقل إثر معركة 1960م في وجه الباطن ومهمته رفع معنويات المساجين ودعوتهم إلى الصمود وعدم الاعتراف أمام المحاكم بأي سر من أسرار الثورة والوفاء للعهد، كما أنّ لهذه القاعة منشط ثقافي وهو مجاهد من نواحي متليلي ومهمته تتمثل في تحفيظ الأناشيد الوطنية وكتابة اللافتات وإلقاء الخطب وصناعة العلم الجزائري وكان له مساعدون، كما أنّ بالقاعة لجان أذكر منها لجنة التحكيم والتوعية السياسية. ومن مهام هذه اللجنة البت في الخلافات التي تنشب بين المساجين والعمل على بث الروح الثورية بالإضافة الى مهمة القيام ببحث المساجين الجدد وتحديد هويتهم وانتمائهم وكيف تمّ القبض على كل شخص دخل السجن جديدا. والتأكد من صدق نواياه، وهذا تحريا للمندسين والمشبوه فيهم، ومن مهامها أيضا إعطاء توجيهات وإرشادات للمساجين المدعوين للمحاكمة وتنظيم المظاهرات والتظاهرات بمناسبة حلول ذكرى أول نوفمبر ودعوة المساجين إلى الإضراب عن الطعام يوما كاملا تضامنا مع زعماء الثورة بالسجن، كما كان بالسجن لجنة الشؤون الاجتماعية والاقتصادية ومهمتها التصرف في الحوالات الواردة من الأهل والأقارب وتقسيم المأكولات التي تَرد المساجين من أوليائهم وتوزيع الرسائل وقراءتها لأصحابها، وكانت هذه اللجنة تسعى للتحقيق مع المساجين في مآربهم واحتياجاتهم ومحاولة تلبية المطالب بإمكانيات محدودة وبسيطة، ولكنها ذات مغزى بعيد في رفع معنويات المساجين وتوحيد كلمتهم وصفوفهم وبث روح التعاون والتضامن وقت الشدّة. أما الاتصالات وسيولة الأخبار من وإلى السجن فكانت تتم بالوسائل التالية: كان السجين يكتب أعلى الورقة بواسطة القلم ويختصرها في عبارات السلام والتحية على الأهل والأقارب ولكن النصف السفلي من الرسالة يحمل أسرار عن الثورة وعن حالة المسجونين من داخل السجن، وهذه الأسرار تكتب بمادة الشبّ المبلل بالريق أو الماء وعند وصولها إلى الجهة المعنية تُبخر وتُسخن على النار لتظهر الكتابة جلية بعدما كانت لا ترى للعين المجردة، ويتمّ الإتصال أيضا عن طريق الجرائد التي تحمل أخبارا عن الثورة، إذ كان المواطنون وأقارب بعض السجناء يلفون الاطعمة والمأكولات داخل أوراق الجرائد بصورة تجعل العدو لا يشك في الأمر ولا يتفطن لهذه الحيلة، بينما كانت أغلب هذه الجرائد تحمل في صفحاتها سيولة من الأخبار تسمح للمساجين بمتابعة الأحداث وما يجري خارج السجن باستمرار، وهناك طريقة أخرى للاتصال وتسريب المعلومات وذلك عن طريق حراس السجن من بعض الجزائريين المخلصين للثورة. معتقل "روس العيون" يبحث عن أرشيفه! المحتشد أزيلت أثاره في عهد الاستقلال ولم يبق منه غير إسمه في ذاكرة المجاهدين الذين مروا به وذاقوا مرارته، في حين كان من المفروض أن يُحافظ عليه ليبقى مزاراً للشباب يتذكرون به من حين لآخر تاريخ منطقتهم ويتعرفون عن كثب على ما قام به العدو الفرنسي من تنكيل بأبناء الجزائر أيام كان محتلا لوطنهم ولم يخرج منه إلا بهذه التضحيات الجسام. ويبقى الموضوع بحاجة لبحث وتقصي، لاسيما إذا وضعنا في الحسبان أننا بحاجة إلى دليل مادي، ويتمثل هذا الدليل في الوثائق الأرشيفية، وهذه الأخيرة تعتبر سلاحا للباحث والمؤرخ، نظرا لما تكتسيه من أهمية فهي تمثل الأصل في الرجوع إلى موضوع كهذا، وهنا نسجل ملحوظة هامة وهي أننا نعاني من عائق كبير وهو فقداننا لهذه الوثائق الموجودة في أرشيف ما وراء البحار، ونحن نعتقد أن مؤسسة عقابية بهذا الحجم لا بد أن توليها الإدارة الاستعمارية أهمية، وبالتالي لا بد أن تكون هناك تقارير عسكرية أو إدارية تكلمت عن هذه المؤسسة العقابية.