حرفية تحول مشتقات العسل الطبيعي إلى قطع للديكور تستغل الحرفية و مربية النحل سهيلة متشيم، شمع النحل في صنع أنواع مختلفة من الشموع الفنية الجميلة، سواء للإضاءة أو الديكور، بعد أن تطوعها و تضفي عليها أشكال مجسمات لحيوانات أو ورود و نباتات مختلفة و أرقام و أشكال هندسية ذات ألوان جذابة، و كذا بورتريهات لفنانين و شخصيات تاريخية و غيرها، و قد يشاركها إخوتها النقش على الشموع، لإضفاء لمسة إضافية مميزة على تحفها العطرة. التقت النصر مؤخرا بسهيلة متشيم في أحد أجنحة معرض الصناعات التقليدية و الحرف الذي احتضنته مؤخرا ساحة المتحف بوسط مدينة تيزي وزو، فقالت لنا بأنها تستعمل في حرفتها اليدوية مواد طبيعية من منتجات النحل و في مقدمتها الشمع الذي يفرزه النحل أثناء إنتاج العسل، فبعد إذابته و تشكيل كتلة كبيرة منه، يصبح مادة أولية تحولها إلى عدة أشكال مستمدة من الطبيعة و مجسمات للفنانين و شخصيات تاريخية و غيرها، و يتكفل إخوتها الذكور بنقش هذه التحف ، مضيفة بأن الشموع ذات الأشكال و الأحجام و الألوان المتنوعة، تتميز برائحة طبيعية عطرة لا تؤذي الصحة، بل تفيدها، لأنها خالية من أي مكونات كيميائية. و بينت المتحدثة بأنها تلقت تكوينا حول خصائص و فوائد شمع النحل في غرفة الصناعات التقليدية و الحرف لولاية تيزي وزو، و قد مكنها هذا التكوين من معرفة أهمية هذه المادة و فوائدها بالنسبة لصحة الإنسان و استخداماتها المختلفة، حيث يدخل الشمع في صناعة المواد الطبية و أدوات التجميل، و يحتوي على الأحماض الحرة و مواد هيدروكربونية مشبعة و مواد ملونة و عطرية و يتميز برائحة زهرية طيبة. عن فكرة تحويل هذه المادة إلى شموع للإضاءة و الزينة و الديكور المنزلي، تقول الحرفية سهيلة بأن خبرتها الطويلة في تربية النحل، جعلتها تلاحظ بأن هناك كمية كبيرة من الشمع تبقى في خلايا النحل بعد استخراجها لأنواع مختلفة من العسل، و عوض رميها، فكرت في طريقة جيدة لاستغلالها تعود عليها و على الزبائن بالفائدة. الانطلاقة كانت باستغلال «البروبوليس» و الشمع لإنتاج كريمات للتجميل في البداية استغلت مربية النحل الشمع في تحضير كريمات للتجميل، و ذلك بعد مزجه بمادة أخرى من منتجات النحل أيضا ذات لون يميل إلى البني و هي لزجة الملمس تدعى « البروبوليس» و هي أيضا ذات خصائص علاجية، بعد ذلك شرعت في صنع شموع عادية. عندما لاحظت إقبال الزبائن على منتجاتها في المعارض التي شاركت فيها ، قررت تنويع الأشكال، لكي يتمكن زبائنها من تقديمها كهدايا أو قطع ديكور، أو استعمالها في إضاءة غرفهم و التمتع بأشكالها الجميلة، خاصة و أن رائحتها ليست لها أي آثار جانبية على الصحة، و بينت بأنها استغلت في البداية قوالب جلبتها من بلدان أوروبية، لعدم توفرها في بلادنا للحصول على عدة أشكال للشموع، ثم أصبحت تدريجيا تعتمد على أفكارها و خيالها، لتشكلها بطريقة فنية يدوية، رغم أن ذلك يتطلب منها وقتا طويلا. عن أسعار هذه الشموع، قالت سهيلة متشيم بأنها تختلف من قطعة لأخرى، و تتراوح عموما بين 50 إلى 600 دج ، حسب الشكل و كمية الشمع المستعمل في تشكيلها. محدثتنا أعربت عن أمنيتها في المشاركة في معارض خارج الوطن، حتى تنقل تجربتها إلى بلدان أخرى و تكتسب خبرات جديدة، و تدعو المسؤولين إلى منح مربيي النحل فرصا أكبر للتكوين وتوسيع معارفهم و تطوير عملهم في مجال تربية النحل و كذا تعلم كيفية استغلال مشتقات النحل بطرق مختلفة و مفيدة.