دعت الحرفية جهيدة شندوح النساء للاستثمار في وقتهن، بتطوير مواهبهن أو تلقي تكوين متخصص ليصبحن صاحبات مؤسسات ويخدمن مجتمعهن عن طريق المساهمة في تنميته. قالت الحرفية التي تدير اليوم مؤسستها الخاصة في إنتاج العسل ومشتقاته، إنها بدأت حياتها المهنية بعدد قليل من خلايا النحل في حديقة منزلها الخاصة، لكنها تمكنت من تطويرها عن طريق تلقيها لتكوين خاص في إنتاج مشتقات الخلية، إلى جانب صنع مستحضرات تجميل من الطبيعة، دون إغفال التكوين في العلاج بسم النحل. قالت الحرفية جهيدة التي تحدثت إلى «المساء»، على هامش الصالون الثالث للنباتات العطرية والطبية والنباتات المستعملة في صناعة العطور، إنها ذات خبرة تفوق ال20 سنة في مجال تربية النحل، وقد طورتها بتلقي تكوين متخصص في مجال العلاج بسم النحل، على يد مختص مصري يورد لها المادة الأولية اليوم. مما يسمح لها بتصنيع تشكيلة من مستحضرات التجميل وبعض الأشربة والخلطات بقاعدة العسل الطبيعي وسم النحل، إلى جانب بعض النباتات الطبية. أشارت الحرفية إلى أنها شاركت في عشرات الصالونات الوطنية والمحلية في المجال الفلاحي، وطبعا في شعبة تربية النحل التي أكدت أنها عرفت تطورات كثيرة انعكست إيجابا على الشعبة، بولوج العديد من الحرفيين والحرفيات بما يساهم في تقوية إنتاج العسل الطبيعي، إلا أنها تؤكد في المقابل أن استهلاك العسل مازال بعيدا عن الهدف المرجو، حيث ما زال استعماله يقتصر على الجانب العلاجي. بالنسبة للعلاج بسم النحل، تقول الحرفية بأن له خصوصية تقوية، لكنها تتأسف عن أنها مازالت لا تمارس العلاج بسم النحل كونها مرتبطة «عاطفيا» بالنحل الذي تعتبره مصدرا لثروة العسل ولا يمكنها قتله. وتوضح بأنها تشتري سم النحل من الطبيب المصري الذي أشرف على تكوينها على شكل حقن تستعمل منها مقدارا معينا لصناعة تشكيلة من مستحضرات التجميل. وقد سمحت لها حرفتها في تربية النحل بتطوير أبحاثها في مجال الأعشاب والنباتات الطبية، لتصبح بعد ذلك مصنعة لأشربة وخلطات علاجية مستعملة في الطب التكميلي، تقول: «من الصعوبات التي كنت أواجهما في شعبة تربية النحل؛ نقص المراعي، لذلك قررت غرس بعض أنواع الأعشاب في حديقتي الخاصة، حتى يرعى فيها النحل وأضمن جودة عالية في العسل الطبيعي، لكن تعاملي اليومي في هذا الميدان جعلني أطور مجال عملي بالبحث والتقصي حول أنواع النباتات الطبية التي كانت الجدات يعالجن بها مختلف الأمراض. وبذلك طورت بعض أنواع الأشربة الخاصة بالرشح والأنفولنزا وأخرى بالحساسية، وكذا أشربة مهدئة للأعصاب والمعدة وغيرها». ومن الأعشاب التي تقول الحرفية بأنها متعلقة بها لكثرة فوائدها؛ الخزامى والنعناع والزعتر والشيح والمريمية والبردقوش، كلها نباتات تغرسها بيدها أو تحضرها من أماكن أخرى بفضل التعاون والتنسيق مع مديرية محافظة الغابات للعاصمة. ومن مجموع ما عرضت الحرفية بجناحها في الصالون، تشكيلة من كريمات تبييض الوجه وأخرى معالجة لحب الشباب، وأخرى خاصة بترطيب الجلد ومنها المضادة للتجاعيد، إلى جانب مراهم خاصة بعلاج آلام المفاصل والبواسير والحروق. تؤكد الحرفية أنها لاحظت تزايد الإقبال عليها بفضل قاعدتها الطبيعية، أي أنها مصنوعة من العسل وشمع النحل وقطرات من سم النحل، وأن صناعة تلك المستحضرات أو حتى الأشربة المعالجة يأخذ بعض الوقت، «ولعل هذه هي النقطة السلبية الوحيدة في حرفتي، كونها أخذت وقتي على حساب أسرتي». ورغم اعترافها هذا، إلا أن الحرفية جهيدة تنصح كل ربة بيت لديها وقت فراغ باستثماره في تعلم حرفة يدوية، تمكنها من تحقيق استقلاليتها المادية بما ينعكس إيجابا عليها وعلى أسرتها. من جانب آخر، تشير الحرفية إلى أنها بصدد التحضير لاستخلاص الزيوت الطبيعية من الأعشاب، على غرار زيت إكليل الجبل وزيت المريمية، من أجل توسعة استخدامها في المجالات الطبية والتجميلية.