التحكيم يمدّ خطوات خارج دائرة "الشبهات" تباين أداء حكام مباريات الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس" في مرحلة الذهاب، و تأرجح مستوى أصحاب الصافرة بين الحسن و المتوسط، مع «خفوت» في أحايين كثيرة للأصوات التي ظلت تتهجم على أصحاب البذلة الصفراء، و تتخذها في عديد المناسبات شماعة تعلق عليها إخفاقاتها و هزائمها، وعلى غير العادة لم يقتصر حديث الفاعلين في المشهد الكروي الوطني مع نهاية كل أسبوع، عن توجيه الانتقادات للحكام، بل تعداه أحيانا إلى الإشادة بنزاهتهم و حيادهم في إدارة المباريات. و رغم أن التحكيم شكل أحد النقاط المضيئة في مرحلة الذهاب من الموسم الجاري، إلا أن بعض الحالات التحكيمية، شكلت «شوائب» شوّهت الصورة في بعض المقابلات، على اعتبار أن الأخطاء المرتكبة ساهمت في تحديد النتيجة النهائية للمباريات، كما حدث في لقاء الرائد شباب قسنطينة و ضيفه أولمبي المدية في ملعب الشهيد حملاوي، أين حرم الحكم صخراوي كتيبة عمراني من هدف بينت كاميرا التلفزيون وأجمع أهل الاختصاص على أنه شرعي ولا غبار عليه، و هو الخطأ «الجسيم» الذي توقفت عنده اللجنة المركزية للتحكيم خلال جلستها التقييمية الأسبوعية، و دفعها إلى إحالة الحكم على الثلاجة لأسابيع قبل أن يعود عبر بوابة بطولة الهواة، ثم الرابطة المحترفة الثانية. و على ذكر اللجنة المركزية للتحكيم، فقد شهدت اعتلاء السيد محمد غوتي (الرئيس السابق لرابطة أم البواقي لكرة القدم) رئاستها، خلفا للحكم الدولي السابق مسعود كوسة الذي لجأ إليه رئيس الفاف خير الدين زطشي في محاولة لتلميع صورة الجهاز التحكيمي، من خلال إصلاح المنظومة، والقضاء على مظاهر الفساد، فخطف الأضواء في ربيع السنة الجارية و خريفها بإعلانه استقالته من سدة الحكم في إحدى أهم اللجان على مستوى الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، و برر ابن مدينة سطيف قراره بتداخل الصلاحيات، و سعي جهات لم يسمها و اكتفى بالإشارة إلى نفوذها لفرض أسماء و اتخاذ قرارات داخل الهيئة التي يشرف عليها، دون استشارته ولا العودة إليه، وكان قرار رئيس الفاف بتعيين الحكم الدولي السابق مختار أمالو على رأس لجنة تعيين الحكام القطرة التي أفاضت الكأس. و بعيدا عن هذه «القضية» التي أسالت الكثير من الحبر، و أكدت أن التحكيم الجزائري أمامه خطوات كبيرة و كثيرة قبل استعادة بريقه وعافيته داخليا و خارجيا، تبقى مرحلة الإياب المحك الحقيقي لقدرات حكامنا، على اعتبار أن مظاهر الفوضى و حتى العنف و اتهامات الحكام بالمساهمة في ترتيب نتائج المباريات، عادة ما تطفو إلى السطح في الشطر الثاني من مرحلة رد الزيارة باقتراب الموسم الكروي من نهايته، و اتخاذ نقاط اللقاءات أهمية قصوى في تحديد هوية البطل، و أصحاب تأشيرات المشاركة الخارجية و حتى الأندية المغادرة باتجاه القسم الأدنى.