علاوة كوسة ألفٌ وباءْ .. ألفٌ وباءْ.. اقرأْ اقرأْ اقرأْ كتابَك يا «يتيم الدّهر» تنفتحِ السّماءْ إنّي رأيتُ الفلكَ مدسورا على كتفيك مثنىً يا وحيدَ الغارِ.. والأصحابَ والخلاّنَ والأعداءَ في البلوى سواءْ إنّي رأيتُ اللهَ في عينيك يسكب بحرَه المصفرَّ والقدمين والأشواكَ والأرضَ اليبابَ وصخرةً.. ما أبعدَ «الجوديّ» حين ذكرتَهم.. تبكي الأحبّةَ إذْ يحول الموجُ بينَك بينَهم.. لو كان يا «سيزيف» يجديك البكاءْ.. ..ووقفتَ وحدك في مهبّ الجرح تقرأ كفّك المصلوبَ في بحرٍ بعيدٍ ..كنتَ أحرقتَ السّفائنَ كلّها ما بين شهقة نخلة ثكلى أمامَك وارتعاشِ التّين والزّيتون في بلد أمين من ورااااااءْ.. ما بين أوردةِ الجحيمِ وجنّتين وبهجةٍ محروسةٍ بيضاءْ أحييتَ فيها الطّيرَ والأعشابَ والتّاريخَ حين أتيتها تمشي على دمع وماءْ.. إنّي رأيتكَ قد حللت بأرضهم.. في قمة «الأوراس» كنت ذكرتها.. تجتاحك الأحزان يا بن أبي تواري سبعَ جمرات بصدرك إذ رميتَ وما رميتَ وربّما كنت اكتويتَ وما بكيتَ على مضاعٍ مثلما تبكي النساءْ.. ورأيتُ مريمَ تستعير الخلدَ من ضلعيك والجناتِ حين تجيئها حواءُ والتفاحُ والجسدُ القديمُ وشهوةُ تغفو على لحن سويّ في تعاريج المنامْ.. وعبستَ إذ جاءتك ‹›زرقاء اليمامة›› تسأل الرّائين عن سرب من الآفاق طوّقه الحمامْ... عنْ عودِ «زرياب» المتيّمِ والميتّمِ حينما فرّت من الأوتار ألحانٌ له ما عاد يفهمها الخيامْ.. عن هدهدٍ لمّا رأته الشّمسُ في سهوٍ يرقّع جبّةً خرقاءَ تبلغه المقامْ.. قد راودته عن النّبوءةِ والمحبّةِ حينها في تيهه حلّتْ وفي أجفانها صلّى ونامْ.. عن نجمةٍ.. عن جنّةٍ في الأرض قد ظلّت طوال الدّهر خصبا للبطولة والتحرّر والسلامْ.. يا هاته الأرض ال.. حللتِ بخفقتي.. الله يشهد أنّني ما خنت حبّك إنّما في حضرة الغرباء تلتهبُ الرّؤى.. ..تتفجّرُ الأعماقُ.. تهجرني الفصاحةُ يا جنانَ اللهِ.. ينصتُ -في خشوع- ما تبقّى في شفاهي من كلامْ.. يا أيّها الرّائي تمهّل إنّني آنست نارا هاهنا.. فخلعت عينيّ اللّتين... وربّما قطّعت أيدي الظالمين... وربّما زلزلت من تحت الأعادي كوكبا كي لا تضامْ.. سترى يدي البيضاءَ تغسل صدريَ المشقوقَ كيْما يصرخ المخبوءُ في جلدي بأن: يا شاعرا قلْها مرارا لا تخفْ في حضرة «الوطن المقدس والحرامْ»....