ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    العدوان الصهيوني على غزة : استمرار الإبادة الوحشية خصوصا في الشمال "إهانة للإنسانية وللقوانين الدولية"    مجلس الأمة: رئيس لجنة الشؤون الخارجية يستقبل وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يسدي أوامر وتوجيهات لأعضاء الحكومة الجديدة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    "رواد الأعمال الشباب، رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    الخبير محمد الشريف ضروي : لقاء الجزائر بداية عهد جديد ضمن مسار وحراك سكان الريف    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    صهاينة باريس يتكالبون على الجزائر    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    عرقاب يستقبل وفدا عن الشبكة البرلمانية للشباب    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    ينظم يومي 10 و11 ديسمبر.. ملتقى المدونات اللغوية الحاسوبية ورقمنة الموروث الثقافي للحفاظ على الهوية الوطنية    افتتاح الطبعة ال20 من الصالون الدولي للأشغال العمومية : إمضاء خمس مذكرات تفاهم بين شركات وهيئات ومخابر عمومية    الجزائر العاصمة : دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية        الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    المخزن يمعن في "تجريم" مناهضي التطبيع    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    إنقاذ امرأة سقطت في البحر    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    مباراة التأكيد للبجاويين    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    دعوى قضائية ضد كمال داود    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أساتذة و مختصون في ندوة النصر: البرنامج الفضائي الجزائري رائد لكنه يحتاج إلى دعاية
نشر في النصر يوم 02 - 01 - 2018

صنعت الجزائر الحدث خلال الأسابيع القليلة الماضية، من خلال إطلاق سادس أقمارها الاصطناعية الذي يختص لأول مرة في مجال الاتصالات، و هي نقلة نوعية يؤكد الخبراء أنه سيكون لها أثر مباشر على حياة المواطنين، كما يعتبرون أن بلادنا رائدة في برنامجها الفضائي على المستوى العربي، لكن ما ينقصها، حسبما ذكروه خلال استضافتهم في ندوة النصر، هو الجانب الدعائي الذي استغلته دول لا تملك حتى وكالات فضاء، فيما استعانت أخرى بأموال أجنبية لإطلاق «سواتل» لأغراض الجوسسة على حساب الجزائر.
أدار الندوة : ياسمين بوالجدري/ سامي حباطي/ عبد الرزاق مشاطي
رئيس مشروع القمر الصناعي «ألكوم سات 1» حاند نسيم للنصر
«الساتل» الجديد سيحسن خدمات البث ويضمن الإتصالات أثناء الكوارث
كشف رئيس مشروع القمر الصناعي «ألكوم سات 1» و مدير مركز استغلال أنظمة الاتصالات السلكية و اللاسلكية بالوكالة الفضائية الجزائرية، السيد حاند نسيم، أن «الساتل» الجزائري الجديد الذي سيدخل الخدمة بعد مدة أقصاها 6 أشهر، بإمكانه أن يوفر للمشاهدين قنوات ذات دقة عالية، كما سيكون له دور هام في استمرار الاتصالات في حال وقوع كوارث طبيعية، مضيفا أن برنامج الفضاء الوطني الجديد الذي يمتد إلى آفاق 2040، يشمل إطلاق أقمار أخرى.
و ذكر السيد حاند أن بين أهم أهداف البرنامج الفضاء الوطني الحالي الذي يمتد إلى غاية 2020، التحكم في تكنولوجيات الفضاء و الاستغلال الذاتي، فيما يخص تصميم الأقمار الاصطناعية و التحكم في التطبيقات الفضائية، إلى جانب رصد الأرض و الاستشعار عن بعد من أجل معرفة و مراقبة الموارد الطبيعية و حماية البيئة و الوقاية من المخاطر الكبرى و تسييرها، و كذا الاستغلال الذاتي في مجال الاتصالات الهاتفية الثابتة و المتنقلة و أيضا البث الإذاعي و التلفزي، إضافة إلى مجالات تطبيقية متعددة كالتعليم و الطب عن بعد.
و يوضح الخبير أن "السواتل" الأربعة التي أطلقتها الجزائر لأهداف الاستشعار عن بعد، تتكون من كاميرا تقوم بتصوير الأرض على ارتفاع 600 كيلومتر تقريبا عن سطح الأرض، بهدف استغلال هذه الصور في استكشاف الموارد الطبيعية و استغلال الزراعة و دراسة البيئة و التهيئة الإقليمية و إنجاز خرائط جيولوجية و معدنية، إلى جانب إدارة الكوارث الطبيعية و التعمير و إعداد و مراجعة الخرائط الطوبوغرافية و محاربة التصحر و الجراد و أيضا تقييم حرائق الغابات و الوقاية منها.
أما النوع الثاني فيتمثل في الأقمار الاصطناعية المتخصصة في الاتصالات الفضائية، و التي أطلق أولها في الحادي عشر من شهر ديسمبر الماضي بتوقيت الصين، و يتعلق الأمر بالقمر الاصطناعي "ألكوم سات 1"، الذي هدفه إنشاء شبكة فعالة و آمنة للاتصالات الوطنية، و زيادة قدرة الشبكة الوطنية للاتصالات السلكية و اللاسلكية و كذا تمكين المتعاملين الاقتصاديين و المواطنين من الوصول إلى المعلومات في أي مكان من التراب الوطني، زيادة على ضمان التشغيل الدائم لشبكات الاتصالات في حال وقوع كوارث كبرى، لتسييرها و إنقاذ المواطنين.
و يزن القمر الاصطناعي "ألكوم سات 1" الذي تصل مدة حياته إلى 15 سنة، 5.2 طن، حيث وضع على مدار 24.8 غربا و يتوفر على عدة هوائيات تطلق ذبذبات Ku و Ka، كما يتم التحكم فيه، يتابع رئيس المشروع، من محطتين أرضيتين في بوشاوي في العاصمة و بوغزول في ولاية المدية، و ذلك من طرف مهندسين جزائريين تكونوا في الصين، و أضاف الخبير أن "الساتل" المذكور يغطي دول شمال أفريقيا و بلدان الساحل، و هو حاليا في نطاق التجارب للتأكد من أن أجهزته و أنظمته تستعمل بإحكام، بعد أن تم إطلاقه و وضعه في المدار، موضحا أن هذه التجارب سوف تستغرق 6 أشهر كحد أقصى، قبل دخول مرحلة تسويق الخدمات، التي تشمل الأنترنت و الهاتف و البث الإذاعي و التلفزي و غيرها.
و من المميزات التي سيوفرها "ألكوم سات 1»، حسب الخبير، هي الوصول السريع إلى خدمة الاتصال المتاحة عبر كامل التراب الوطني، خاصة بالنسبة للشركات المتواجدة في الصحراء الجزائرية و المناطق المعزولة، مع إمكانية نقل الأنشطة و الخدمات بسرعة كبيرة تُحدد حسب طلب المستعمِلين، إلى جانب خفض تكاليف تشغيل أنظمة الاتصال الفضائية، سيما أن مؤسستي اتصالات الجزائر و البث الإذاعي و التلفزي تستأجران أقمارا اصطناعية أجنبية مثل «عربسات» و «أوتيلسات، و ذلك بتكاليف باهظة تقدر بملايين الدولارات، بما يعني أن الاستثمار سوف يكون بفضل الساتل الجديد بأقل تكلفة، و بالتالي يساهم في الحفاظ على العملة الصعبة، على اعتبار أن مقابل الخدمات سيُدفع بالدينار الجزائري.
إضافة إلى ذلك، يمكن للقمر الاصطناعي "ألكوم سات 1" تعويض الشبكة الأرضية للاتصالات لدى وقوع الكوارث الطبيعية، و يوضح السيد حاند نسيم في هذا الشأن أنه في حالة انقطاع الكابل البحري الخاص بالأنترنت، لا يمكن ل "الساتل» أن يعوضه، لأن سرعة التدفق التي يوفرها الكابل تتعدى مئات الجيغابيت في الثانية، أما قوة التدفق التي يضمنها القمر الصناعي فهي محدودة، و بالتالي فإن دوره مكمل.
غزو الجزائريين للفضاء ممكن لكنه يتطلب إمكانات ضخمة
و طمأن خبير الوكالة الفضائية الجزائرية في اتصال بالنصر، أنه و بمجرد وضع القمر الاصطناعي «ألكوم سات 1» في باقة «السواتل»، سيلاحظ المشاهد الجزائري عبر جميع أنحاء الوطن، تحسنا في نوعية القنوات الملتقطة و خاصة الجزائرية التي بإمكانها أن تكون متاحة بتقنية HD عالية الدقة، كما بإمكانه التقاط إشارة الفضائيات بسرعة و بسهولة، مضيفا أن التحكم في القنوات سيكون من مهام مؤسسة البث الإذاعي و التلفزي، فيما تتكفل سلطة ضبط السمعي البصري باختيار تلك التي يمكنها أن تبث.
و أكد السيد حاند أنه يجري التحضير للبرنامج الفضائي الوطني الجديد الذي يمتد بين سنتي 2020 و 2040، حيث سوف يتضمن إطلاق أقمار اصطناعية أخرى للاستشعار عن بعد و في مجال الاتصالات، كما قال إنه من المبكر الحديث عن غزو للفضاء بوصول الجزائريين إلى القمر أو المريخ، أو إطلاق قمر اصطناعي من منصة على أرض الجزائر، لما يتطلبه ذلك، يتابع محدثنا، من أموال ضخمة و برامج كبيرة، لكنه ذكر بأن كل هذا ليس مستحيلا و يمكن للجزائر أن تحققه في المستقبل البعيد، غير أن الاهتمام منصب حاليا و كأول خطوة،على إطلاق «سواتل» الاستشعار عن بعد و الاتصالات، استجابة للاحتياجات الوطنية.
ي.ب
نائب رئيس جمعية الشعرى و مختص الكشف عن بُعد مراد حمدوش
تحفيز الشباب و التكوين ضروريان لتطوير استغلال تكنولوجيا الفضاء
يرى مراد حمدوش نائب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، و المختص في علم الخرائط و الكشف عن بعد، أن على وكالة الفضاء الجزائرية أن تشرك جميع الوزارات و الهيئات المدنية في المعطيات التي تحصل عليها، مع ضمان التكوين الجامعي لهم، معترفا بوجود نقص في ثقافة الفضاء و الاهتمام به وسط المجتمع، ما يستدعي تحفيز التلاميذ و وضع برامج خاصة تحبّبهم في هذا العلم.
و يؤكد السيد حمدوش بأنه يجب منح الجماعات المحلية دورا فعالا في استعمال صور الأقمار الاصطناعية، مع توفر كل بلدية على مختص في تحليل الصور التي توفرها «السواتل» الجزائرية، بالإضافة إلى مختص في الخرائط، و ذلك للحصول على أكبر قدر من المعلومات عن بعد و دون الحاجة إلى التنقل أو المتابعة الميدانية، و هو ما سيوفر، حسبه، وقتا و جهدا كبيرين، سواء من خلال متابعة المشاريع أو تسيير المدن و حتى تسيير الكوارث الطبيعية.
و انتقد المختص غياب التكوين في مجال الفضاء عن الجامعات الجزائرية، مؤكدا بأن بعض التخصصات التي كانت موجودة من قبل، أصبحت غير متاحة أو تم سحبها من المناهج، على غرار علم الخرائط، فمن المفروض، حسب محدثنا، أن الجامعة هي التي تلعب دور الوسيط، أو تكون هي الأساس في التكوين، لتوفير الكفاءات في العديد من المجالات التي لها ارتباط مباشر بتكنولوجيا الفضاء، أو بالمعطيات التي توفرها الأقمار الاصطناعية.
و يتساءل ضيف النصر عن فائدة المعلومات التي توفرها هذه الأقمار، إذا لم يكن هناك طلبة يتكونون في مجالات توظيف المعطيات التي تقدمها، مضيفا أن التحدي اليوم يكمن في القدرة على الاستغلال الصحيح و الفعال للصور الفضائية، كما يطرح نائب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، التي تُعد من الجمعيات القلائل المهتمة بعلوم الفضاء في الجزائر، فكرة لتشجيع و تحفيز الشباب و الطلبة على الابتكار و الاهتمام أكثر بعالم الفضاء و المجالات المرتبطة به، بإرسال رائد فضاء جزائري من خلال صفقة مع جهة أجنبية، و هو أمر دعائي، غير أن آثاره ستكون كبيرة على التلاميذ و الطلبة، حسب ما يؤكد حمدوش.
و يؤكد محدثنا أن الجزائر قادرة أيضا على استلهام تجارب غربية، إذ يوجد طلبة في ثانويات أجنبية، يمكنهم صناعة أقمار اصطناعية صغيرة بحجم علبة، و إرسالها إلى الفضاء، و هو ما نستطيع تجربته في الجزائر أيضا، حسب حمدوش، على الأقل بالنسبة لطلبة الماستر، من خلال عقد صفقات مع جامعات أجنبية.
كما يؤكد ضيف النصر بأن النوادي العلمية قد يكون لها دور فعال في هذا المجال، لذلك لا بد من تعميمها على الأحياء و المؤسسات التربوية و دور الشباب و الكشافة، إضافة إلى التكثيف من المبادرات التحفيزية التي تجعل الشباب يبحث، مبرزا بأن جمعية الشعرى لديها مشروع طموح، بمحاولة برمجة اتصال مباشر بين طلبة جزائريين و المحطة الفضائية الدولية، و هو الأمر الذي قد يتحقق مستقبلا.
ع.م
أستاذ الفيزياء النظرية و رئيس جمعية الشعرى البروفيسور جمال ميموني
القمر الاصطناعي المغربي الأخير تكنولوجيا فرنسية تستهدف الجزائر
اعتبر البروفيسور جمال ميموني من جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة و مؤسس جمعية الشعرى لعلم الفلك، بأن القمر الاصطناعي الأخير الذي أطلقته المملكة المغربية «طعنة» وجهتها فرنسا إلى الجزائر، مؤكدا بأن «ألكوم سات 1» لم يطلق في إطار المنافسة مع البلد الجار، كما شدد على أقدمية البرنامج الفضائي الجزائري الذي يرى أنه رائد، رغم العراقيل المطروحة ميدانيا.
وتساءل البروفيسور ميموني أستاذ الفيزياء النظرية خلال نزوله ضيفا في ندوة النصر، عن سبب إحاطة برنامج القمر الاصطناعي المغربي بالسرية منذ الشروع في إبرام الاتفاقيات الأولى الخاصة به قبل أربع سنوات، فرغم تسرب معلومات بين المجتمع العلمي من قبل، إلا أنه لم يتم الكشف عنه رسميا إلا عند إطلاقه قبل حوالي شهرين فقط، حيث سُلم جاهزا للبلد الجار الذي لا يملك حتى وكالة فضاء، في حين تقدمت الجزائر أشواط في موضوع تكوين الكفاءات رغم تسرب الكثير من الأدمغة إلى الخارج. و أضاف البروفيسور أن الجزائر تملك أيضا مركزا لتصميم الأقمار الاصطناعية الصغيرة، كما لديها استقلالية في تسييرها على عكس دول أخرى، مشيرا إلى أن جميع الدول التي حققت تقدما كبيرا انطلقت بالتعاون مع بلدان متقدمة عليها.
ويرى البروفيسور ميموني بأن إطلاق القمر الاصطناعي الجزائري مؤخرا، لا يندرج في إطار المنافسة مع المملكة المغربية رغم تقارب المدة، على عكس ما تروج له الكثير من القراءات الإعلامية، لأن برنامج الجزائر، بحسبه، قديم وليس سريا، كما لا يمكن إطلاق قمر مماثل بين عشية وضحاها. وأوضح محدثنا بأن «الساتل» الجزائري جيو-مستقر واستوائي وخاص بالاتصالات بينما نظيره المغربي مزود بتليسكوب ذي قدرات تصوير عالية تصل دقتها إلى 70 سنتيمترا ويستعمل في التجسس ومراقبة الحدود، بحسب ما صرحت به السلطات المغربية، حيث يتمثل في نسخة مطورة من ساتل «بلياد» الموجه لاستعمالات عسكرية.
وقال ميموني إن القمر المغربي الموجه لمراقبة الحدود مع الجزائر واسبانيا، يُعدّ «طعنة من فرنسا للجزائر» لأن الصفقة الخاصة به أبرمت سنة 2014 خلال فترة حكم الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند وظلت سرية، كما أنه أطلق من قاعدة فرنسية و بتكنولوجيا فرنسية، فيما لم تتطرق التحليلات الإعلامية وغيرها إلى الموضوع بشكل موسع يُبين حجم الضرر الذي يمكن أن يلحق الجزائر بسبب «الساتل» المغربي.
الرهان اليوم ليس في إنجاز منصات إطلاق
وقال البروفيسور إن الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها الجزائر، تُستعمل في الاستشعار عن بعد، باستثناء قمرها الأول الذي يعمل على رصد الكوارث، في حين استثمرت إمكانيات كبيرة في «الساتل» الأخير الذي يُعد خطوة غير مسبوقة، و هو الأكبر حجما، كما ذكر بأن قلة من البلدان تمتلك قدرات كبيرة في المجال الفضائي، موضحا بأن فرنسا من الدول التي تحوز على برنامج طموح، كما أن أول قمر اصطناعي خاص بها أطلق من الجزائر، بالإضافة إلى الصين التي تتميز بقدرات هائلة في مجال الفضاء، ما دفع بالجزائر إلى اللجوء إليها من أجل إطلاق القمر الأخير. لكن ميموني أكد بأن الرهان في الجزائر اليوم ليس في إنجاز منصات إطلاق، لأنها ليست في حاجة إليها كما أن تكاليفها باهظة جدا.
و اعتبر ميموني بأن وكالة الفضاء الجزائرية وضعت في البداية برنامجا طموحا لتكوين الكفاءات، وليس لإنجاز منصات إطلاق الصواريخ والأقمار صناعية التي تتطلب إمكانيات ضخمة لا تمتلكها إلا قلة من الدول، على غرار إيران وإسرائيل، مضيفا بأن الوكالة تعاملت مع الجامعة في مجال الماستر والدكتوراه في وقت سابق، وتم تكوين طلبة في التطبيقات العلمية الخاصة بالفضاء، الذي يرتبط التكوين القاعدي فيه بتخصص علوم الأرض في الجامعة الجزائرية، لكنه لا يمس تكنولوجيا الفضاء.
وقال الأستاذ إن وكالة الفضاء الجزائرية لا تصرح بالكثير من المعلومات حول البرامج التي تقوم بها، في حين تنشر الشركات التي تتعامل معها في تصنيع الأقمار والتجهيزات الخاصة المعلومات لزبائنها، مشيرا إلى أن التحكم في القمر الأخير وتسييره سيكون من الجزائر ويمكن أن تتدخل الصين في حال وقوع مشاكل تقنية أو للصيانة في إطار الاتفاقيات المبرمة بينهما، لكن اختيار الصين متعلق بحسابات سياسية.
و خلال تطرقه إلى تجارب دول عربية أخرى، ذكر ميموني بأن برنامج دولة الإمارات مثلا، يعتمد على الإمكانيات المادية الجيدة التي تتمتع بها وعلى الاتفاقيات مع شركات الدول الأجنبية فضلا عن أن المهندسين أجانب، كما أن برنامجها المعنون بالذهاب إلى المريخ «دعائي»، في حين تبقى نسبة الإدماج ضعيفة جدا. واعتبر نفس المصدر بأن مصر متقدمة جدا في مجال البحث العلمي مقارنة بالبلدان العربية، في حين تعتبر الجزائر رائدة في البرنامج الفضائي على المستويين العربي والمغاربي، لكنها، ضيّعت، كما قال، فرصة إرسال رائد فضاء خلال السبعينيات والثمانينيات.
المنظومة التربوية «محنطة» ولا تستغل المادة العلمية
ووصف محدثنا المنظومة التربوية ب»المحنطة» و»الجامدة»، خصوصا في الواجبات والبحوث التي تتمحور دائما حول مواضيع مستهلكة ومكررة، دون أن يقوم الأساتذة بإشراف حقيقي على التلاميذ الذين يحصلون عليها من مقاهي الأنترنت، ليظلوا محرومين من الاستغلال الحقيقي لما توفره الأنترنت من مادة علمية أصلية ومتنوعة مثل خرائط «غوغل إيرث» وتطبيقات علمية يمكنها قياس صفاء السماء والحقل المغناطيسي، كما أن هذه التقنيات قادرة على تطوير المادة العلمية المقدمة في المؤسسات التربوية.
وأضاف البروفيسور ميموني بأن القمر الاصطناعي الجزائري «ألكوم سات 1» لا يلعب دورا في حماية المعلومات الشخصية للمستخدمين من التعرض للقرصنة على شبكة الأنترنيت أو سرقتها، ولا يمكن ضمان هذا الأمر إلا من خلال منع الأشخاص من استعمال التطبيقات وهذا غير معقول، بحسبه، فالمشكلة تتمثل في ضعف التحكم بالتطبيقات من طرف المستخدمين وضغطهم على زر قبول وصولها إلى البيانات الشخصية كالصور وأرقام الهواتف الأخرى، أما بالنسبة لخدمة تحديد المواقع «جي بي أس»، فأفاد البروفيسور بأنها تقنية إستراتيجية، إذ تسعى الكثير من الدول اليوم إلى تصميم النظام الخاص بها، حتى لا تقع ضحية للتعتيم في حالات الاضطرابات، منتقدا عدم تحيين القوانين مع التقدم العلمي باستمرار منع أجهزة «جي بي أس» في الجزائر رغم أنها متوفرة في الهواتف الذكية والسيارات.
س.ح
أستاذ الهيدروجيولوجيا بلعيشة فؤاد
الجامعيون محرومون من المعلومات التي تجمعها أقمار الجزائر
أفاد الأستاذ بلعيشة فؤاد من جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، بأن الباحثين الجامعيين لا يتمكنون من الوصول إلى المعلومات التي تجمعها الأقمار الصناعية الجزائرية، مضيفا بأنه يجب تخفيف الإجراءات القانونية للسماح لهم بالقيام بالتصوير الجوي.
وقال الأستاذ بلعيشة فؤاد المختص في الهيدروجيولوجيا بكلية العلوم الطبيعية والحياة بجامعة قسنطينة 1، خلال مشاركته في ندوة النصر، بأن الأقمار الصناعية الأولى التي أطلقت تهدف إلى مراقبة الأرض والجو ولتستغل في تهيئة المدن، مشيرا إلى أن الجزائر ليست منطقة كوارث طبيعية كبيرة، بينما تبقى الزلازل خطرا من المستحيل التنبؤ به. وأضاف محدثنا بأنه يمكن استعمال تقنيات الأقمار الصناعية في الوقاية من المشاكل الطبيعية التي من الممكن تسجيلها على غرار التلوث، لأن الجزائر تقع على الواجهة الجنوبية للبحر الأبيض التوسط، بالإضافة إلى الظواهر البشرية على غرار الهجرة غير الشرعية. ومن أجل استغلال الأقمار الصناعية على أحسن وجه، يرى محدثنا بأنه ينبغي وضع سياسة شاملة تعتمد على معطيات تُجمع خلال فترة طويلة، وتملك الجزائر منها اليوم رصيدا معتبرا جمعته الأقمار التي تم إطلاقها من قبل.
وذكر نفس المصدر بأن تسيير الكوارث يتطلب تدخل عدة عناصر، فضلا عن أن التطبيقات العلمية للأقمار تشمل عدة مجالات من بينها الجيولوجيا، خاصة في مجال تسيير الموارد المائية، واستعمال الأقمار في التنقيب عن المياه، مضيفا أنه يمكن استغلال صور الأقمار الصناعية للبحث عن المياه والمعادن، لأنها تقوم بحساب انعكاس الطاقة على سطح الأرض ومن خلال برامج كمبيوتر معينة يمكن التعرف على نوعية المعدن الموجود في المكان، فهو نوع من التشخيص من الفضاء.
وأضاف الأستاذ بلعيشة بأن مجموعة من الباحثين تقوم في الوقت الحالي بالعمل على موقع «غار جبيلات» باستعمال تقنية الاستشعار عن بعد، لكنه تأسف لأن العمل يتم إنجازه بالاعتماد على المعطيات والصور التي جمعها قمر أجنبي يسمى «لاند سات» وليس على الأقمار الجزائرية.
وتساءل محدثنا عن سبب حرمان الجامعيين من الحصول على صور الأقمار الصناعية من الوكالة الجزائرية للفضاء، فضلا عن أنه يُفرض عليهم الحصول على رخصة من المجلس العلمي من أجل استغلال صور متوفرة على الانترنت لإدراجها في مقالات علمية، وهو ما اعتبره محدثنا عدم تناسق بين واقع الجزائر والواقع العلمي في بقية بلدان العالم.
ونبه الأستاذ بلعيشة بأن الخرائط تكلف الجامعيين أحيانا 6 ملايين سنتيم، في حين تضع الوكالة الجزائرية للفضاء تسعيرة خاصة، موضحا بأن حجم الصور التي توفرها مناسبة للبحث العلمي، بحيث دعاها إلى مساعدة الباحثين وتسهيل وصولهم إلى المعطيات العلمية التي توفرها الأقمار الجزائرية.
س.ح
أستاذ الجيولوجيا التركيبية بوفاعة كمال
الباحثون معزولون عن وكالة الفضاء الجزائرية
يرى بوفاعة كمال الأستاذ في الجيولوجيا التركيبية بكلية علوم الأرض و التهيئة العمرانية بجامعة قسنطينة 1، و المختص في تطبيقات الاستشعار عن بعد، أن الأساتذة الجامعيين في المجالات المتعلقة بعلوم الفضاء، أو الدراسات التحليلية للمعطيات المنبثقة عن الأقمار الاصطناعية، يعيشون عزلة تامة عن الوكالة الفضائية الجزائرية «أزال»، و لا يعرفون سوى القليل جدا عن البرنامج الفضائي الجزائري الذي يتابعونه كغيرهم عبر الأنترنت.
وأضاف ضيف ندوة النصر أنه وزملاءه الجامعيون يضطرون إلى أخذ الصور التي يحتاجونها في دراساتهم و بحوثهم، من مواقع عالمية على الأنترنت توفر صورا قديمة إلى حد ما، و نفس الأمر بالنسبة للطلبة، ما اعتبره أمرا مؤسفا، مؤكدا بأنه لم يقف على أي تعاون أو اتصال بين الجامعة و الوكالة الفضائية الجزائرية، كما أن محاولات الحصول على صور فضائية بمقابل مادي، تبوء، بحسبه، بالفشل، حيث ذكر في هذا الشأن تجربة شخصية، عندما حاول شراء صورة من الوكالة لفائدة طالبة يشرف على رسالة الدكتوراه الخاصة بها، لكنه لم يتلق، كما قال، أي رد.
ويوضح الأستاذ بوفاعة أن الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها الجزائر، مخصصة لما يسمى بالاستشعار عن بعد، أي اكتشاف طبيعة أرض معينة أو ما تحتويه من معادن، من خلال تحليل صورة فضائية، و من أجل ذلك، لا بد أن تكون لدى الباحث أو المختص قاعدة معطيات على الأرض مرتبطة بالصور الفضائية التي توفرها الأقمار الصناعية، و ذلك حتى يتمكن من المقارنة بين الصورة و حقيقتها، أي لا بد، يتابع المتحدث، من زيارات ميدانية سابقة، للتمكن من تحليل ظاهرة ما و كيفية تطورها، انطلاقا من صور أخذت من الفضاء.
و هنا يؤكد بوفاعة بأنه إذا لم تتوفر قاعدة معطيات، فإنه لا يمكن الاستفادة من الصورة الفضائية الملتقطة من القمر الاصطناعي، فمن أجل متابعة مشروع معين كالبحث عن الماء، لابد من معطيات خاصة غير متاحة لدى الباحثين بالجامعات الجزائرية و قال إنها محتكرة من جهات معينة، كما انتقد الأستاذ الجامعي عدم وجود اتفاقيات أو مشروع تعاون بين وزارة التعليم العالي و وكالة الفضاء الجزائرية، حيث أكد بأن الأساتذة و الطلبة يلجأون إلى «سواتل» أجنبية في الوقت الذي تملك الجزائر أقمارا اصطناعية، كما أن الجامعات لا توفر البرمجيات الضرورية للبحث، فيضطر الباحثون و الطلبة إلى تحميلها عبر الأنترنت و قد تكون في أحيان كثيرة قديمة و تجاوزها الزمن أو خاطئة، في حين وصلت بلدان أخرى إلى مراحل متقدمة، ففي فرنسا مثلا، يضيف الأستاذ، توفر وزارة التربية للتلاميذ صورا عبر الأقمار الاصطناعية و برامج مجانية من أجل تشجيعهم على البحث و التعلم.
و يقول الدكتور بوفاعة إنه يمكن الاستفادة من صور الأقمار الاصطناعية في العديد من المجالات، على غرار الفلاحة، إذ تستطيع مراقبة الأراضي المزروعة عن بعد، ما سيكون ذا جدوى اقتصادية هامة من خلال توفير تكاليف مادية كبيرة، و هو نفس ما يمكن تطبيقه على قطاعات اقتصادية أخرى، كالتنقيب عن الثروات الطبيعية التي يرتبط وجودها، حسب بوفاعة، بأشكال تضاريسية و تراكيب جيولوجية معينة، يمكن تحديدها عن طريق صور الأقمار الاصطناعية أو المسح الجوي، أي بالاستشعار عن بعد، ما يتيح الحصول على معلومات حول ما يوجد تحت سطح معين دون ملامسته أو التنقل إليه، و بالتالي اكتشاف البترول أو المعادن مثلا، عن بعد.
ع.م
كرونولوجيا أهم تطورات برنامج الفضاء الجزائري
16 جانفي 2002 استحداث الوكالة الفضائية الجزائرية بموجب مرسوم رئاسي
28 نوفمبر 2006 مصادقة الحكومة على البرنامج الفضائي الوطني 2006/ 2020
28 نوفمبر 2002 إطلاق القمر الاصطناعي Alsat-1 لمراقبة الأرض و الاستشعار عن بعد من روسيا
12 جويلية 2010 إطلاق القمر الاصطناعي Alsat-2A لمراقبة الأرض من الهند
5 ديسمبر 2013 توقيع اتفاقية تعاون بين الوكالتين الفضائيتين الجزائرية و الصينية، والتي تلتها وسبقتها اتفاقيات مع دول أخرى.
26 سبتمبر 2016 إطلاق القمرين الاصطناعيين Alsat-2B و Alsat-1B لمراقبة الأرض و الاستشعار عن بعد و Alsat-1N المخصص للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي، انطلاقا من الهند.
11 ديسمبر 2017 إطلاق Alcomsat-1 أول قمر اصطناعي جزائري في مجال الاتصالات وذلك انطلاقا من الصين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.