أطلقت الجزائر أمس على الساعة 53ر4 بالتوقيت المحلي بنجاح قمرها الاصطناعي الثاني ألسات 2 من منصة الإطلاق سريها ريكوتا بمقاطعة شيناي بالهند والموجه لرصد ومراقبة الأرض، في انتظار إطلاق قمر صناعي موجه للبث الفضائي التلفزيوني الذي من شانه ان يوسع من حجم القنوات التلفزيونية في الجزائر. وأوضح بيان للوكالة الفضائية الجزائرية أن ألسات 2 الذي يتميز بقدرة تصوير عالية الدقة (2.5 م) هو ثاني قمر اصطناعي تطلقه الجزائر لرصد ومراقبة الأرض بعد ألسات 1 الذي أطلق بتاريخ 28 نوفمبر ,2002 مشيرة أن هذه الخطوة تدخل في إطار تفعيل البرنامج الفضائي الوطني آفاق 2020 الذي صادقت عليه الحكومة في شهر نوفمبر .2006 وباشرت الجزائر منذ عام 2000 برنامجا لتطوير الأبحاث الفضائية وإرسال أقمار صناعية لمراقبة الأرض واستشعار الزلازل والكوارث الكبرى، والهدف منه اتخاذ اكبر تدابير ممكنة من شانها مواجهة هذه الظواهر الطبيعية ،خاصة بعدما شهدته الجزائر من أضرار ناتجة عن زلازل و فيضانات ،وقد مكن هذا البرنامج عام 2008 من تجنيب مدينة غرداية كارثة كبرى عندما تم تحذير سكان وادي ميزاب من هطول الأمطار الطوفانية التي مست المنطقة من خلال النشرات الجوية التي تم بثها عبر الإذاعة المحلية بالتعاون مع مصالح الأرصاد الجوية التي هي في حاجة يومية إلى الصور التي توفرها الأقمار الاصطناعية للتعرف على حالة الطقس وتقلباته. وبإطلاق الجزائر لثاني أقمارها الصناعية الموجهة لأهداف علمية ، فان التحدي القادم سيكون متعلقا بمجال الإعلام قصد تطوير هذه المنظومة ، سواء تعلق الأمر بتوسيع الربط بشبكة الانترنيت عن طريق الساتل ، أو إطلاق قمر صناعي موجه للبث الإذاعي والتلفزيوني ، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الجزائر لتوسيع شبكتها الإعلامية في هذا المجال التي تقول عنه وزارة الاتصال أنها تسعى إلى رقمنة جميع هياكل قطاع السمعي البصري، وكذا إطلاق محطة تلفزيونية محلية في كل ولاية ، إضافة إلى القنوات الموضوعاتية كقناة الشباب والمعرفة والقناة البرلمانية والقناة الإذاعية الاقتصادية وقناة الرياضة ، والتي تبقى إلى اليوم مجرد وعود لم تجسد ميدانيا بالرغم من الطلب الملح للجماهير عليها . وتم إطلاق القمر الجزائري السات 2 من طرف وكالة أبحاث الفضاء الهندية من خلال صاروخ يحمل خمسة أقمار صناعية ،وفي هذا الشأن قال رئيس الوكالة الهندية كيه رادهاكريشنان ''يسعدني للغاية أن أعلن أن الصاروخ قام برحلة ممتازة.. وصلت الأقمار الصناعية الخمسة إلى مداراتها المحددة كل دقةس. وتتمثل هذه الأقمار في القمر الهندي للاستشعار عن بعد ''كارتوسات2 بي'' الذي يزن 694 كيلوجراما،أما الأقمار غير الهندية التي شملتها المهمة فكانت ''ألسات2 '' الجزائري للاستشعار عن بعد وقمرين ''نانو'' من كندا وسويسرا، كما أطلق قمر صناعي صغير يقل وزنه عن كيلو جرام واحد من تصنيع طلبة الهندسة الهنود. وجاء إطلاق الصاروخ اليوم بعد ثلاثة شهور تقريبا من مرور وكالة أبحاث الفضاء الهندية بأزمة كبيرة في 15 أفريل الماضي عندما أصيبت مركبة إطلاق الأقمار الصناعية المتزامنة مع الأرض ''دي ,''3 التي استخدمت محركا مصمما ومصنعا في الهند للمرة الأولى، بخلل وسقطت في خليج البنغال.