الحوار داخل العائلة ينقذ الأطفال من الألعاب الإلكترونية أكد الأخصائي النفساني العيادي و الاجتماعي رشيد بلخير بأن الأطفال المصابين بهشاشة أو اضطرابات نفسية أو عقلية ، يتأثرون بسهولة و أكثر عرضة لأخطار الألعاب الإلكترونية، على غرار لعبة الحوت الأزرق التي تؤدي بهم إلى التهلكة ، داعيا الأولياء إلى تحسيس و توعية أبنائهم بمخاطر الإنترنت وخلق جو من الحوار داخل البيت والتقرب منهم والإصغاء لهم وعدم تركهم بمفردهم، لتجنب دخول هؤلاء الأطفال إلى العالم الافتراضي، وبالتالي تفادي المساوئ والأضرار التي قد يتعرضون لها بسبب هذه التكنولوجيا. وقال الأخصائي بلخير ، خلال ملتقى نظمته الجمعية الاجتماعية «المرأة الناشطة» على مستوى دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو نهاية الأسبوع ، حول مخاطر الآفات الاجتماعية و إدمان الأطفال على الإنترنت، أن تشجيع الطفل على ممارسة هوايات ونشاطات، مثل الرياضة والموسيقى والرسم والمسرح وغيرها، من شأنها أن تملأ وقت فراغه، بدلا من أن يقضيه أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز. و أضاف أن جلوس الطفل لساعات طويلة جدا أمام جهاز الإعلام الآلي أو التلفاز أو اللوحات الإلكترونية، يؤثر عليه من الناحية المعرفية و يؤثر سلبا على تحصيله الدراسي ، ويصبح أقل تركيزا و أقل ذكاء، لأنه لن يستغل وقته في أمور طبيعية وملموسة في الحياة الواقعية، بغض النظر عن التوحد الوظيفي، لأن الطفل يعيش في عالم افتراضي ويقطع علاقاته بالمحيط الاجتماعي، كما أن الجلوس طويلا أمام جهاز الإعلام الآلي، له تأثيرات سلبية على جسد الطفل، مثل السمنة وزيادة الوزن بسبب قلة الحركة، وأضرار أخرى على مستوى العمود الفقري، فضلا عن تضرر البصر بسبب الإشعاعات المنبعثة من تلك الأجهزة. و تابع النفساني بأن البرامج الموجودة في الإنترنت أو التلفاز، هي عادة برامج تدعو إلى العنف و الاعتداء، وذكر السيد بلخير لعبة الحوت الأزرق التي ظهرت مؤخرا في بلادنا، والتي أودت بحياة العديد من الأطفال في عمر الزهور، بسبب التحديات التي تحملها و الامتثال لها، مضيفا بأن هذه اللعبة تحاول في البداية أن تكسب ثقة الطفل وتقدم له تحديات يطبقها تدريجيا، إلى أن يصل إلى التحدي الأكثر خطورة وهو الانتحار، مضيفا أن الطفل إذا أراد أن يبتعد عن هده اللعبة ويتوقف عن ممارستها، فإنها ستهدده بمعلوماته الشخصية والعائلية التي دونها فيها، ويستمر في اللعبة إلى أن يصل إلى التحدي الأخير وهو الانتحار. وأضاف الأخصائي رشيد بلخير، بأن دور الأولياء مهم جدا، لتفادي خطر هذه الوسائل، بالتقرب من أبنائهم و خلق جو من الحوار الأسري وغيرها، حتى لا يقعون ضحايا ألعاب تضر بشخصيتهم و حتى حياتهم، مشيرا إلى أن دخول وسائل التكنولوجيا الحديثة إلى بيوت الجزائريين، كسر العلاقات والنسيج الاجتماعي والتلاحم الأسري المهم جدا، لضمان الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية السليمة للفرد والمجتمع، وهذا يمثل بحد ذاته، خطرا كبيرا على الفرد والأسرة وعلى المجتمع.