دعا المشاركون في ندوة الشروق حول مخاطر الألعاب الإلكترونية والانترنت على الأطفال إلى إعادة النظر في المناهج التربوية المعتمدة في المدارس، والتي أدارت ظهرها للتكنولوجيا وغرقت في أساليب التلقين والحفظ والإملاء دون أن تعلم المتمدرسين أساليب التفكير والتحكم في التكنولوجيات الحديثة. وانتقد ضيوف الشروق استقلال الأولياء من تربية أبنائهم، حيث احتضنت الانترنت الأطفال أكثر من الأسرة ما تسبب انتشار مظاهر الانحراف والانتحار، وكشف المختصون عن أهم العلامات التي تساعد الأولياء في اكتشاف غرق أبنائهم في مخاطر الانترنت. محذرين من شبكات إجرامية تتعامل مع الأطفال من خلال ألعاب إلكترونية قادرة على تدمير الطفل وهم داخل غرفته.
أكد استهداف الجرائم الإلكترونية ل95 طفلا سنة 2017.. عميد الشرطة سعيد بشير: سنفضح مروّجي "الحوت الأزرق" قريبا للرأي العام أكد سعيد بشير، رئيس المصلحة المركزية لمحاربة الجرائم المرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن التحقيقات الأمنية فيما يخص الأشخاص الذين يروّجون للعبة "الحوت الأزرق"، وما شابهها من التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تشكل خطرا على الأطفال والمراهقين جارية، وقال إن نتائج هذه التحقيقات سيطلع عليها الرأي العام قريبا، مضيفا أن السلطات الأمنية في الجزائر تدرك جيدا محتويات الكثير من برامج المعلوماتية والتي حسبه، لا تتناسب مع أنظمة بلدان عربية وإسلامية مثل بلادنا. وأوضح أن لعبة "الحوت الأزرق"، هي امتداد للجانب السلبي المتعلق بتطوّر تكنولوجيا الإعلام والاتصال، مع الإشارة، حسبه، أن شبكة الأنترنت تفتقر لمنظمة أو هيئة عالمية تراقب محتوياتها قبل بثها، مؤكدا دخول أمن محاربة الجريمة في حرب شرسة ضد الجرائم الإلكترونية، خاصة المتعلقة بالجهات المصرفية وهذا بعد دخول قانون المالية 2018 حيز التنفيذ. وكشف سعيد بشير، رئيس المصلحة المركزية لمحاربة الجرائم المرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني، عن تسجيل خلال 2017، 54 قاصرا متورطا في جرائم إلكترونية تتعلق في الغالب بالقرصنة، والنصب والاحتيال والسب والشتم، فيما راح في نفس الفترة 95 طفلا قاصرا، ضحية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال بينهم من تم استدراجهم عن طريق "الفايسبوك". وكانت مصالح الأمن، خلال 2014 سجلت 246 قضية للجريمة الإلكترونية، وتوقع السيد سعيد بشير، انخفاضا في مثل هذه القضايا خلال سنة 2018، وذلك بفضل الوعي من طرف الجهات المعنية وأولياء الأطفال، حيث قال إنه خلال 2015 سجلت مصالحه 1055متورط قاصر في الجريمة الإلكترونية وتراجع العدد خلال 2016 إلى 104 متورط قاصر. وكانت السنة الأولى قد سجلت 1500ضحية من القصر للأنترنت، بينما بلغ عددهم خلال السنة الموالية أي 2016، 138 ضحية دون ال18سنة. وأوضح، سعيد بشير، رئيس المصلحة المركزية لمحاربة الجرائم المرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن المادة 02 من قانون 04 المقرر في 2004، أعطت تعريفا شاملا للجرائم المتعلقة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى كل الأفعال التي تساهم في الجريمة عن طريق المنظومة المعلوماتية، وأن لعبة "الحوت الأزرق" ليست جديدة بالنسبة للشرطة، ولكن الشيء الخطير والذي بات يلفت الانتباه حسبه، هو الدعوات التي تجعل من المعلوماتية، وسيلة للعنف والتحريض لحد وصل بالطفل المساس بجسمه. وقال إن القصر أصبحوا فاعلين أيضا في الجريمة الإلكترونية، مذكرا أنه خلال سنة 2000، وضعت إستراتيجية لمحاربة الجريمة الإلكترونية، حيث تم تكوين محققين مختصين في المعلوماتية على أعلى مستوى، وأن المصلحة المركزية ل48 ولاية لديها محققين في الجريمة الإلكترونية. أكد سعيد بشير، خلال ندوة الشروق حول "مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال"، أن مصالح الأمن الوطني، أعطت أهمية للجانب التوعوي فيما يخص الجريمة الإلكترونية ومخاطر المعلوماتية في شقها السلبي على الأطفال والمراهقين، حيث سخّرت كل المجهودات لتنظيم حملات وبطريقة مستمرة عبر المدارس، كما نظمت لقاءات ومحاضرات في الجامعات بالتنسيق مع ممثلين من الشرطة، لعرض جوانب عدة للأنترنت. ودعا سعيد بشير، رئيس المصلحة المركزية لمحاربة الجرائم المرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني، إلى ترسيخ ثقافة التبليغ في الجزائر والتي يراها وسيلة مهمة في حماية أبنائنا، مشيرا أن الموقع الإلكتروني للأمن الوطني مفتوح أمام المواطنين ويمكنهم التبليغ عن قضايا تتعلق بالجريمة الإلكترونية. وقال إن هناك مجهودات كبيرة لمواكبة المعلوماتية والتصدي للجريمة الإلكترونية، حيث أن المديرية العام للأمن الوطني أبرمت اتفاقية مع الجامعات ومركز البحث "سيريست"، لتطوير القدرات المتعلقة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال.
هذه هي تصرّفات الأطفال ضحايا الاستعمال السيئ للأنترنت تقوم مصالح الأمن الوطني، بحملات توعوية، توزع من خلالها إرشادات للأولياء والأطفال حول استعمال الأنترنت، وقد أدت حالات الانتحار التي طالت عدد من المراهقين جراء "الحوت الأزرق"، إلى تحرك أفراد الشرطة وبالتنسيق مع بعض الجمعيات للتقليل من تأثير اللعبة وسط المراهقين. ومن الإرشادات التي قدمتها مصالح الأمن في إطار نقاشات أو عن طريق مطويات، نصائح وإشارات تدل على تعرض الطفل للجانب السلبي من تكنولوجيا الإعلام والاتصال، وهي علامات أو سلوكات تعكس ذلك وهي: الاضطراب النفسي أثناء وبعد استخدام الأنترنت، وقضاء الطفل وقتا طويلا في تصفح المواقع الإلكترونية، الابتعاد عن الأصدقاء والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية. تجنب الطفل التجمّعات مع زملائه ضمن أو خارج المدرسة، تهاونه في أداء واجباته المدرسية وتأخره على الدراسة مع تدني النقاط المدرسية، والتصرّف بعدوانية في المنزل وعصبية حين يحرم من استعمال الأنترنت. ودليل آخر يكشف عن استعمال الطفل للجانب السلبي في المعلوماتية، هو إطفائه لجهاز الكومبيوتر حين مباغتته من طرف أحد أفراد عائلته.
خبير المعلوماتية الدكتور عثمان عبد اللوش علموا أبناءكم السباحة في الإنترنت قبل أن يلتهمهم الحوت أوضح الخبير في المعلوماتية الدكتور عثمان عبد اللوش، أن التكنولوجيا تتعلق بالبرمجيات والرياضيات، فثورة الخواريزميات التي انطلقت في عام 2010 وهي المراحل المنطقية لحل أي مسألة، مازالت الجزائر بعيدة عنها، وهو ما يجعل المدرسة الجزائرية بعيدة كل البعد عن عالم الرقمية والرقمنة، فبالرغم من مسعى رئيس الجمهورية لتعميم استخدامها من خلال مشروع أسرتيك بإدخال حاسوب لكل عائلة، لكن المشروع تم إخماده في السنوات الأولى من انطلاقه لتظل المدرسة الجزائرية بعيدة عن هذا العالم ولا تستعمل هذه التقنيات الحديثة. وألقى المتحدث اللوم على المؤسسات التعليمية، فالتطوّر الحاصل لدى الأطفال في هذا المجال لم يتم متابعته وتأطيره، ضاربا مثلا بما حدث في تسريبات شهادة البكالوريا واتخاذ الجهات المسؤولة القرار بتوقيف "الفايسبوك" خطأ كبير، فهذا لا يمكن تصنيفه كحل بل ينبغي إيجاد حلول أخرى. وشدّد المتحدث على أهمية البرامج التعليمية والتربوية المقدمة للأطفال، ففي الدول المتقدمة يتعلمون في المدارس، الكتابة، القراءة والحساب ومؤخرا أضيفت لهم مادة التشفير فيصبح المستخدم يتحكم في الآلة وليس العكس. وعاد الدكتور للسنوات الأولى من إدخال أجهزة الكومبيوتر للمؤسسات والإدارات، فوقف الموظفون عاجزين أمامه، لكنهم بفضل التعلم تمكنوا من تسييره والتحكم فيه، لذا صار من الضروري إدخال التشفير في المناهج الدراسية وتعليم الأطفال أساسياته حتى يكون بوسعهم التحكم في هذه الأجهزة في سنّ مبكرة. وركز الخبير على أهمية تدريس الرياضيات والتي تعاني الجزائر من أزمة كبيرة، فهم يركزون على حفظ القوانين فقط في حين وضعت بعض الدول مثل سنغافورة برنامجا تم اقتباسه في بعض الدول كفرنسا وأمريكا. وفصل الخبير في مراحل البرنامج التي تنطلق من حالة واقعية يتم وضعها في قالب بعدها يتوجه لمرحلة الصور والتجريد، فالمرور من المرحلة الأولى إلى الثالثة يتطلب وقتا معينا وأخذ وعطاء، وهو ما يساهم في زيادة ذكاء التلميذ ودفعه للتفكير وهو أفضل من تركه لساعات أمام جهاز التلفزيون فيصبح غبيا. ويرى المختص ضرورة منح الطفل كل شيء قبل 06 سنوات وتعليمهم طرق وأساليب الإبحار في الشبكة العنكبوتية، فالطفل عندما يدرك أنها آلة وليست خارقة للعادة يصبح بإمكانه التحكم بها. وكشف الدكتور عبد اللوش إن الذكاء الاصطناعي المعتمد على الآلة لا يستطيع التفوّق على البيولوجي، معتبرا قرار المنع الذي اتخذته بعض العائلات ليس حلا ويستحيل توقيف هذه اللعبة ومنعها، حيث تتحكم فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا من خلال مضاد الفيروسات.
رئيس جمعية حماية الأحداث بالعاصمة للشروق: مقاهي إنترنت غير مرخصة تحوّلت إلى أوكار فساد للقصر دق رئيس جمعية حماية الأحداث من الانحراف في المجتمع لولاية الجزائر السيد علي لعبادي، ناقوس الخطر حول ظاهرة انحراف القصر بسبب إهمال الأولياء، وقال إن الجمعية استقبلت منذ جانفي الفارط إلى غاية نهاية نوفمبر الماضي، 195 قاصر تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات إلى 17سنة، بينهم فتيات حوامل ومتزوجات في السر، وهذا على مستوى العاصمة، وقال إن لعبة الحوت الأزرق والتي راح ضحيتها الأطفال، أكبر دليل على عدم وجود متابعة لا في المدرسة ولا داخل البيت العائلي، ودعا السلطات المعنية بالتصدي لمقاهي الأنترنت التي تعمل بدون رخصة، حيث قال إنه وقف على مقهى أنترنت في الجهة الغربية للعاصمة، يعمل في سرية تامة وبدون أي رقابة، وهذا ما يؤكد حسبه، وجود محلات "سيبر كافي"، أشبه بأوكار فساد يدخلها القصر ويبقون فيها لساعات طويلة، أين يحترفون الجريمة ويدخلون إليها خُفية مقابل كلمات مفتاحية على غرار "إفتح ياسمسم" واقترح السيد علي لعبادي، ندوة وطنية حول لعبة "الحوت الأزرق" مع مشاركة الأئمة، وأيام دراسية حول ثقافة التبليغ في الجزائر، وقال إن الوعي بهذه الأخيرة، ساعد مصالح الأمن في حل بعض القضايا والقبض على المتسببين فيها، آخرها في العاصمة تخليص فتاة من مختطفيها. وقال رئيس جمعية حماية الأحداث من الانحراف في المجتمع لولاية الجزائر السيد علي لعبادي، إن خرجات الجمعية في الغالب مع خلية الإصغاء للأمن الوطني وعدم السماح لأعضائها بدخول المؤسسات التربوية عرقل العمل، خاصة فيما يخص لعبة "الحوت الأزرق"، حيث كان من المفروض التقرب من تلاميذ المتوسطات والثانويات والاستماع إليهم لإخراجهم من العزلة ومعرفة أسباب انقيادهم وراء مثل هذه الألعاب مع تقديم النصائح لهم، وطالب علي لعبادي بترخيص من وزارة التربية، مشيرا في السياق ذاته إلى ظاهرة تجمع وليات التلاميذ أمام المؤسسات التربوية، مما خلق نوعا من الفوضى والرعب وسط نفوس أبنائهن جراء بعض القضايا الحساسة التي يتم التهويل لها. وقال إن تجمع أولياء التلاميذ وخاصة النساء أمام المؤسسات التربوية منذ الثامنة صباحا، تصرف غريب تسبب في عدة مشاكل ولا بد أن تتكاثف كل الجهات المعنية لمحاربة هذه الظاهرة.
ممثل قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية عيلول أنيس الإنترنت احتضنت الأطفال أكثر من الأولياء والمدرسة وصف ممثل قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية عيلول أنيس عبد الإله، لعبة الحوت الأزرق بالقديمة فهي ليست جديدة وهناك الكثير من الألعاب المماثلة التي تقتل الأشخاص في الكثير من دول العالم، فلم يعد المنع كافيا بل من الضروري منح الطفل التكنولوجيا مع وضع نظام خاص لمراقبة الجهاز، مردفا بأن واضعي هذه الألعاب هم مختصون في الجريمة يعرفون نفسية الطفل، لذا يغذون روحه ويحيطونه بالاهتمام من خلال ربط علاقة اهتمام معه لا يجدها في المنزل، المؤسسة التعليمية ومحيطه، فتلبية تلك الرغبات هي التي تجعل الطفل ينصاع وراء هذه اللعبة وينفذ أوامره حتى ولو تعلق الأمر بإيذاء نفسه. وحمل ممثل قدماء الكشافة الفراغ الروحي وقلة النشاطات التي تشغل الطفل المسؤولية أيضا، فقدماء الكشافة تعمل حاليا على تأطير مابين 20 و25 ألف منخرط، تبدأ أعمارهم من 6 سنوات وحتى70 سنة، يقومون بأنشطة مختلفة، فلو قامت مختلف أطراف المجتمع بحملة وعمل مستمر في التوعية وتنبيه الطفل حتى لا يؤذي نفسه ويساهم بإيجابية في المجتمع من خلال حب الاستكشاف والسعي لتجريبها، فالكشافة على حد قوله تقوم بالأنشطة التوعوية لمحاربة هذه الجرائم وغيرها، مرجحا التخلي عن الاهتمام بها بعد توقف الوفيات وتراجع الإقبال عليها، لكن حتما ستظهر ألعاب غيرها لذا لابد من إنشاء لجان للعمل الميداني في المدارس والمساجد والجمعيات لمواكبة العصر فهناك الآلاف من الألعاب الالكترونية تجهز حاليا. ودعا أنيس لاستثمار المواهب الخارقة في مجال الإعلام الآلي التي تتوافر عليها الجزائر وتجنيدها في مثل هذه المواعيد، مع فتح أبواب المدارس والمؤسسات التعليمية عن طريق اتفاقيات ترخص لهم استغلالها خارج مواقيت الدراسة في إطار تكميلي.. أدبي.. ديني.
رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بنزينة: أولياء يقبلون على تعلم "الفايسبوك" و"الحوت الأزرق" لحماية أطفالهم صرّح رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة أنهم كمنظمة تكلموا مرارا وتكرارا وعلى مدارس سنتين بصوت عال عن مخاطر الألعاب الالكترونية، انطلاقا من لعبة استحضار الجنّ تشارلي ولعبة مريم وغيرها من الألعاب الالكترونية بما فيها الإباحية، من دون أن يجدوا آذانا صاغية، سواء بالنسبة لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، ولا من قبل وزارة التربية والتعليم الوطنية. وأكد بن زينة أنّ منع الأولاد من استعمال الهواتف النقالة والحواسيب الالكترونية ليس حلا جيدا ولا يمكن أن يكون كذلك، فالتلاميذ بإمكانهم استعمالها في أي مكان آخر وليس في المنزل فقط، خاصة ونحن كما يقول المسؤول في عصر التكنولوجيا، وأضاف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أن هناك بعض الرسوم المتحركة التي تعرض في التلفاز مثل "توم وجيري، المحقق كونان" وغيرها من الرسوم التي تعلم العداوة والحقد والكراهية والجريمة للتلاميذ منذ الصغر، وأفاد المتحدث أنّ قرار الوزيرة بوقف استعمال الأنترنت كان منذ سنة فقط، رغم أن الدولة صرفت الملايير لأجل توفير الأنترنت وأجهزة الكمبيوتر في المدارس والمؤسسات التربوية، ليضيف أنه حتى عند استعماله طوال السنوات الفارطة، لم يكن يستغل بالطريقة الصحيحة، إذ أن دروس الأنترنت التي كانت تُقدّْم للتلاميذ تتعلق ببرامج Mecrosoft Word،Microsoft Excel وغيرها من البرامج البسيطة التي لا تحتاج إلى حصص دراسة لتعلمها، وكان من الأجدر حسب بن زينة، أنّ تقدم حصص تدريس عن مخاطر التكنولوجيا وأضرارها. وشدّد بن زينة أن قضية بُعبع الحوت الأزرق في منتهى الخطورة، وهي قضية أمن قومي حسبه، وطالب في سياق ذي صلة بن زينة بضرورة وضع خطة ومنهجية محكمة ومتكاملة بكل ثقافتها ودينها لمعالجتها، مع تثمين المناهج التربوية التي تعتبر حسب بن زينة ناقصة وفارغة من جميع القيم الأخلاقية والثقافية والاجتماعية وحتى الدينية.
خبير المعلوماتية يوسف بوشريم: الألعاب التي أوصلت أبنائنا إلى الانتحار قادرة على تخريب البلد أكد الخبير في التكنولوجيا والمعلوماتية يوسف بوشريم أن لعبة الحوت الأزرق وغيرها من الألعاب الخطيرة، ليست مجرد لعب إلكترونية، فقبل ذلك هي عبارة عن مغناطيس سلبي يجرّ الطفل بسيكولوجيا إلى شيء ما، إذ أنها تمرّ على 50 مرحلة إلى أن يصل الطفل إلى ذروة الكراهية، وهي آخر مرحلة قبل أن ينفذ عملية الانتحار مباشرة، واستطاع مخترعها الذي درس علم النفس أن يصل إلى مبتغاه، خاصة بالنسبة للأطفال، وأضاف أن الألعاب التي أوصلت أبنائنا إلى الانتحار قادرة على تخريب البلد. وأفاد بوشريم أنّ مسؤولية التوعية تقع على عاتق الجميع انطلاقا من الأولياء إلى المدرسة إلى خبراء الالكترونيات ووزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والجمعيات وغيرها، ليضيف في سياق ذي صلة أنّ الجهات الأمنية أيضا لها دور كبير في حماية الأطفال من مخاطر التكنولوجيا، بفضل تعاونهم الدولي الذي يمكنهم من التزوّد بمعلومات حول المشاكل والجرائم والمخاطر التي تغزو الأنترنت كموقع الأنترنت المظلم أو الشبكة المظلمة "درك نات" وهي شبكة خاصة يتم فيها الاتصال فقط بين النظراء الموثوقين، وتتم تسميتهم أحيانا أصدقاء، وذلك عبر ميثاق اتصالات ومنافذ غير قياسية، وموقع النات العميق "ديب نات" الذي يضم ملايين المواقع والخدمات التي لا يتم أرشفتها في محركات البحث، والتي يصعب العثور عليها بالطرق العادية، وتعتبر هذه المواقع الوهمية حسب بوشريم، عالم لا يخضع لأي رقابة وذلك لتعذر السلطات من تعقبه وتعقب مستعمليه، لهذا فهو يستخدم كسوق سوداء ومكان لتبادل كل المعلومات الممنوعة والتي يعاقب عليها القانون. وأفاد المتحدث أنّ قضية الحوت الأزرق تتعلق بعدة مشاكل على رأسها الاستعمال السيء للتكنولوجيا، نقص النشاطات الثقافية والاجتماعية، التي تستلزم وتتطلب خلق ألعاب تكنولوجية جيدة وتطبيقات تحفيزية للأطفال، وشدّد في هذا الشأن على أنّ محاربة التكنولوجيا لا يكون إلا بالتكنولوجيا، ليضيف أنه كما دفعت التكنولوجيا بالبراءة إلى الموت فهي قادرة أن تدفع بهم إلى أعلى المراتب، كما تحدث عن مشكلة التدريس والمناهج التي تستعمل حاليا، والتي قال بشأنها إنها مناهج سنوات السبعينيات، وأيضا مشكلة غياب تعاون بين الأولياء والتلاميذ ومختلف الفاعلين، بالإضافة إلى معضلة غياب الذهنيات الثقافية ذات الكفاءة العالية، مع غياب التوعية، ويعتبر هذا الأمر حسب بوشريم من أكبر مشاكل المجتمع، التي تمس المدرسة والأطفال بصفة عامة. وقدم الخبير بوشريم، عدة توصيات من أهمها ضرورة استغلال الأدوات اللازمة في التكنولوجيا والكفاءات الجيدة مع مراعاة جانب التوجيه وتحديد المسؤوليات والمهام حسب كفاءة وقدرات الأشخاص.
تحقيقات الدرك والشرطة أثبتت أن 90 بالمائة من حالات الانتحار لم تكن بسبب هذه اللعبة "موضة" ترويجية للحوت الأزرق.. أبناء يدخلون آباءهم في حالات طوارئ! رسم شكل السمكة على سواعد تلاميذ ومراهقين لا يعرفون أصلا استعمال الإنترنت كشفت التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن خلال الحملات التحسيسية التي باشرتها منذ أسبوعين في المؤسسات التربوية بخصوص خطر التردد على المواقع الخطيرة عبر شبكات الانترنيت، عن قيام عدد من الأطفال برسم شكل السمكة على سواعدهم، وإدخال أوليائهم في حالة طوارئ، ليتبن أن هؤلاء من خلال إخضاعهم من طرف فرق مكافحة الجريمة الإلكترونية للمتابعة عبر أجهزة الكمبيوتر، لا يعرفون أصلا كيفية الإبحار في المواقع الإلكترونية، وإنما يتعلق الأمر ب"موضة" ترويجية بين الأطفال والمراهقين. وكشفت مصادر أمنية مكلفة بالتحقيق في قضايا الانتحار ومحاولة الانتحار بسبب لعبة "بلو وول" أي الحوت الأزرق عبر العديد من الولايات، أن 90 بالمائة لم تكن بسبب هذه اللعبة، بل تعود إلى أسباب أخرى سيتم الكشف عنها قريبا. وفي هذا السياق، تحصلت "الشروق" حصريا على التحقيقات الأولية التي قامت بها مصالح الدرك والشرطة بخصوص حالات الانتحار ومحاولات الانتحار، التي كان المتهم الأول لعبة الحوت الأزرق، وفي هذا الإطار كشفت التحقيقات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني بخصوص انتحار تلميذين يدرسان بثانوية معالة بدائرة سيدي عيش بولاية بجاية، حسب مصادر "الشروق"، أنه لا علاقة للعبة "الحوت الأزرق" بانتحار التلميذين، وأن فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية التابعة للمجموعة الإقيليمة للدرك الوطني أثبتت أن السبب يعود لعلاقة غرامية وقد اكتشفوا الدليل من خلال الرسائل المتبادلة بين الطرفين عبر "المانسجر" بالفايسبوك. كما كشفت التحقيقات الأولية لمصالح الدرك الوطني لبلدية مفتاح أقصى شرق ولاية البليدة مساء الجمعة، أن انتحار المراهقة "خولة"، التي لا يتعدى عمرها 14 سنة والتي عثر عليها جثة هامدة بمنزلها الكائن بحي الأراشبي بعد أن وضعت حدا لحياتها شنقا لا علاقة له بلعبة الحوت الأزرق، لأن التلميذة لا تتقن أصلا استعمال الأنترنيت. وفي سياق ذي صلة، كشفت تحقيقات أجرتها فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية التابعة للأمن الوطني بولاية سطيف بخصوص انتحار أحد الأطفال أن هذا الأخير قد حاول الانتحار مرتين، الأولى كانت عن طريق الشنق، وأن عمه هو من أنقذه من الموت، يعني أن الطفل كان مهووسا بفكرة الانتحار. وإلى ذلك، كشفت التحقيقات التي قامت بها مصالح الشرطة منذ بداية العملية التحسيسية التي باشرتها بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية للمؤسسات التربوية، عن حالات عديدة لتلاميذ قاموا بتشريح جلد أيديهم ورسم أشكال السمكة عليها، وبعد الإبلاغ عنهم من طرف مسؤولي المدارس أو الأولياء وإخضاعهم للمتابعة من طرف فرق مكافحة الجرائم الإلكترونية، تبين أنهم لا يعرفون بتاتا كيفية استعمال الانترنيت أو الإبحار في المواقع الإلكترونية مهما كان نوعها، بل أن التحقيقات أكدت أن "الحوت الأزرق" أصبح "موضة" رائجة بين التلاميذ والمراهقين. وأحسن مثال على ذلك يقول مصدرنا، أن الحالات التي تم اكتشافها نهاية الأسبوع بمتوسطة بوجليل بولاية بجاية، عقب اكتشاف وشم الحوت الأزرق على سواعد تسعة مراهقين، وكذا الحالات المسجلة في ولاية المسيلة، الوادي، البويرة، مجرد تقليد بعد أن أصبحت موضة بين الأطفال والمراهقين.
المختصة في علم النفس دراحي مونية هكذا تدمر الألعاب الإلكترونية الجهاز العصبي والنفسي للأطفال حللت المختصة في علم النفس الدكتورة دراحي مونية، الجانب النفسي المختفي خلف لعبة الحوت الأزرق وخطر الموت الذي تحمله اللعبة، لاحتواء التحدي على منظر البحر والحوت الأزرق والذي طبعا يتميز كحيوان بالانتحار الجماعي، أما البحر فهو رمز للاوعي الإنسان وما يخفيه بداخله. إلى جانب تضمن اللعبة 50 مهمة لابد أن يقوم بها الطفل أو المراهق مع طقوس غريبة نوعا ما، مثل الموسيقى والقيام برسم الحوت على اليد بشيء حاد والقيام على الساعة الرابعة وعشرين دقيقة صباحا وعدم التكلم مع الأشخاص ليوم كامل. وكشفت الدكتورة دراحي أن الفئة المستهدفة هي الأطفال والمراهقين من 12 إلي 16 سنة، فالطفل في طور النمو والتطور ولم تكتمل شخصيته بعد، وهو الشخص المناسب الذي يحب اللعب وينجذب إلي كل ما هو ممتع ويحمل نوعا من التشويق، ففي هذه السن يطغى عليه جانب اللاوعي أكثر من الجانب الواعي ويصدق كل شيء ويحب خوض التجارب والتحديات الخاصة بالربح وهذا طبعا للشعور بالقيمة واثبات الذات. والفئة الثانية هي فئة المراهقين والتي تتميز كما هو معروف بأنها مرحلة نوعا ما غير مستقرة وصعبة جدا، يتصارع فيها الجانب الاجتماعي الخارجي والجانب الذاتي الداخلي المكون من التطورات البيولوجية الجسمية والتطورات النفسية، كما أن المراهق يعيش الفترة بشكل حساس جدا والسبب يعود إلى انفجار المشاكل الخاصة بالطفولة من جديد لإعادة إصلاحها، ويهرب عادة من الواقع المعاش إلى محاولة التجريب والتعرف على الأشياء الجديدة والغامضة بدافع الفضول والتحدي كذلك لإثبات بأنه أصبح رجلا أو أصبحت امرأة. ووصفت الدكتورة دراحي اللعبة بالخطيرة، فهي تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي والجانب الكيميائي من خلال استخدام الموسيقى والتي تبعث على الإحساس بالحزن وقتل الإحساس سواء باللذة وحتى بالألم وفقدان الرغبة في كل شي، وهو ما يشبه إلى حد كبير ظاهرة الإدمان الرقمي لاعتمادها نفس الأسلوب، ضف إلى ذلك الاستيقاظ باكرا والذي يدعم عامل الإرهاق والتعب العصبي وكأن الشخص في حالة انهيار عصبي تام يبعث على سلوكيات غريبة كالانفعال بشدة وبصورة مستمرة. أما عدم التكلم مع أحد يجعل الشخص في حالة عزلة وتحضيره إلي الانطواء والابتعاد عن الواقع اليومي. فاختيار المدة والتي هي 50 يوما هي مدة كافية لبرمجة الشخص وجعله في حالة نفسية محطمة ومكتئبة وخاصة مع الفئات الهشة والضعيفة والتي يسهل التحكم فيها وتسييرها بطريقة جد سهلة.