«أنا زوالي وانت زوالية» تهز مدرجات الهواء الطلق أسدل مساء أول أمس الستار على فعاليات ليالي الأغنية السراوية بعد أربعة أيام من العروض الشيقة التي أحتضنها مسرح الهواء الطلق بقسنطينة، حيث توالت على الركح فرق فنية مختصة في الأغنية السراوية أبهرت الجمهور الذي تجاوب مع المطربين الذين قدموا شتى الألوان والإيقاعات السطايفية والقسنطينية. سهرة الإختتام استهلها الفنان الشاب رياض من قسنطينة حيث أبدع في تأدية العديد من الأغاني فجال بالجمهور في فضاء الأغنية السطايفية العصرية بتأديته “يابابور” تحت تصفيقات الجمهور الساهر، فكانت البداية قوية تركت انطباعا في المدرجات بأن الشاب رياض له مميزات تضعه في الصف الأول بين نجوم الأغنية الشبابية فقد تعرف عليه الجمهور من خلال أغنية “سيدي راشد الولي” وكانت عقارب الساعة تقترب إلى الحادية عشر والمدرجات مازالت مليئة بالعائلات التي أستحسنت الأجواء التي طبعت السهرة الأخيرة مع وجود مطربين من قسنطينة رياض وفرات وفرقة جاءت من طامزة (خنشلة) حاملة معها التراث الشاوي بالقصبة والبندير. صعود فرقة “نجوم الليل” إلى المنصة بالتهاليل حيث استعاد مع وصلاتها الجمهور الذواق للأغنية التراثية مقاطع من عيسى الجرموني، بقار حدة، وزليخة، وكانت أغنية “الهوى مدرار” التي استهل بها المطرب الطاهر اليعقوبي بمثابة استخبار للأجواء في المدرجات ولكن الجمهور أجاب بحس وذوق رفيع وهي مقدمة لدخول قوي كما تجاوبت معه المدرجات وتوالت الأغاني “أسمحي لي يا لميما” “أهل الجبال”. ونأتي الى المحطة الأخيرة مع الشاب فرات الذي استقبله الجمهور بحماسة كبيرة حيث بدأ بمقطع للأغنية الشهيرة “أنا زوالي وأنت زوالية” ثم “نونة” و”واين تكون الخبزة أي تم دراي” لقد تفنن فرات كعادته في استقطاب الجمهور واستدراجه للدخول في السهرة على إيقاعات الآلات العصرية التي تتلاءم مع الأغاني السراوية، وفي كل مرة كان هذا الجمهور يطالب فرات بالمزيد وهو ما أخر الحفلة الى منتصف الليل حيث لم يستطع المنظمون إيقاف الحفل إلا بعد موافقة الجمهور الذي ثمل بأغاني الشاب فرات إبن قسنطينة المعروف بأغانيه الشبابية ذات اللون السطايفي. يذكر أن التنظيم استحق العلامة الكاملة وهذا ما شجع العائلات القسنطينية على التوافد كل ليلة إلى مسرح الهواء الطلق الذي تحول إلى وجهة للباحثين عن التسلية والترفيه خاصة في هذه الأيام من فصل الصيف، حيث تفتقر مدينة قسنطينة الى مرافق تخفف على العائلات من وطأة الحرارة، فيلجأون إلى الحفلات والسهرات الفنية التي سيتواصل نشاطها لغاية شهر رمضان خاصة على ركح مسرح الهواء الطلق الذي ينتظر أن يحتضن فعالية أخرى الأيام القادمة هي “ليالي سيرتا” التي ستتواصل إلى غاية 26 جويلية القادم، وبعدها يبدأ برنامج رمضان.