قررت بلدية قسنطينة البحث عن بدائل أخرى لتحويل الباعة الفوضويين المتواجدين بشارع فرنسا وسط المدينة فيما لم يشهد سوقان جواريان تم فتحهما منذ أيام بسيدي امسيد و السيلوك أي إقبال. البلدية، حسب مصدر مطلع، تراجعت عن فكرة استخدام ساحة طاطاش كموقع لتحويل التجارة الفوضوية التي اكتسحت المدينة وأغلقت شارع فرنسا مسببة ازدحاما غير مسبوق و إزعاجا كبيرا للتجار والسكان، حيث يجري تدارس حلول أخرى منها استغلال حضيرة شارع رحماني عاشور، فيما باشرت مصالح التجارة عملية الإحصاء التي تكون متبوعة بتحقيقات أمنية، وقد أظهرت تجربة الأسواق الجوارية التي تم إقرارها في آخر دورة للمجلس البلدي عدم جدواها رغم ما رافقها من جدل، حيث اعترف مصدر مسؤول أن فتح سوقين بالسيلوك وسيدي امسيد لم يستهو ممارسي التجارة الموازية وظل السوقان شاغران رغم مرور أيام على فتحهما، وهو نفس ما حدث بجبل الوحش قبل غلق السوق إثر احتجاج تلاميذ الثانوية المجاورة. وقد يكون العزوف دافعا لتغيير البلدية لطريقة تعاطيها مع التجارة الفوضوية ودفع المسؤولين نحو طرح آخر غير طريقة خلق أسواق نهارية و أسبوعية التي كانت محل إنتقاذ حتى من طرف المنتخبين أنفسهم، وما البداية إلا مؤشر على أن الشباب لا يقبلون بديلا عن وسط المدينة خاصة إذا كان هذا البديل فضاءات غير منظمة تسير عن طريق المكس ومفتوحة للجميع. البلدية تواجه إشكالية بوجهين من جهة الفوضى المتفشية وصعوبة إخلاء الشوارع ،ومن جهة أخرى نجد التجار الذين يهددون بالتصعيد في حال عدم إزالة التجارة غير المرخصة التي تحاصر نشاطهم، إضافة إلى صعوبة التعاطي مع وضع يوصف بالإستثانئي، لأن قسنطينة وإن كانت معروفة بكونها مدينة تجارية و بامتياز لم يسبق وأن شهدت هكذا مظاهر، حيث يشهد عدد المتوافدين على وسط المدينة تزايدا كبيرا إلى درجة تحول أهم الشوارع الرئيسية إلى منطقة مغلقة يسيطر عليها مائات الشباب الذين يعرضون كل السلع بما في ذلك الدواجن والمأكولات، وهي نقطة تحولت إلى بؤرة لمناوشات يومية بين باعة قال تجار أنهم يستعلمون أسلحة بيضاء، إضافة إلى تفشي السرقات. ن/ك