ثمان قيم لاستعادة الأمة مكانتها الحضارية كشف الدكتور محمد هندو الحائز على الجائزة الدولية الأولى مناصفة مع الدكتور سلمان نصر مؤخرا، وكلاهما أستاذ بجامعة الأمير بقسنطينة، بكتاب حول القيم الحضارية وأثرها في بناء الأمم وانحطاطها وذلك على هامش الملتقى الدولي حول القيم وآثارها في النهوض الحضاري وبناء الأمم، بدعم وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة، كشف في هذا الحوار عن أهمية القيم في نهوض المجتمعات، والسبيل لتجسير الهوة بيننا وبين الآخر المتقدم حضاريا. إعداد: د .عبد الرحمان خلفة بداية كيف فكرت بالمشاركة؟ وما دوافع الكتابة في الموضوع وأغراضه؟ هذا الموضوع كنت مهتما به قبل الإعلان عن المسابقة، وذلك لما كنت أحضر الدكتوراه بالأردن، حيث وقفت على الاختلاف بين الأردنوالجزائر في المجال العلمي، حيث هؤلاء أكثر استثمارا فيه ويجعلونه موردا من موارد الدخل إلى جانب الطب والسياحة، وقد بدأ اهتمامي منذ 2012 على شكل مقالات، أما دوافع الكتابة في موضوع القيم فهي كثيرة منها قرع أجراس التنبيه إلى اختلال وضع القيم في الأمة بشكل عام، وفي بلادنا بشكل خاص، فإنّ الإِلْف حجاب، والناس إذا اعتادوا الشيء كَلُّوا عن إبصار عيبه.. والمشاركة في صرف الاهتمام إلى قضايا الأمة المركزية، كقضية القيم، وتوجيه الجهود إلى الإشكالات الحضارية العظمى، بدل تبديد الطاقات في جزئيات مغرقة في التفصيل، وشغل العقول بصراعات لا طائل تحتها. ومحاولة الإسهام في تشخيص الأسباب، وقراءة المعطيات والمقدّمات التي أوصلتنا إلى هذه النتائج، ومحاولة تحسّس وتلمّس سبل الخروج من المأزق، مع تعزيز الإيمان واليقين بأنّ الحلول ممكنة، وأنّ مسؤولية تجسيدها ملقاة على الجميع، لكن مع تحديد رُتَب القدْرِ والقدرة. ومن أغراض البحث تكوين شريحة قرّاء ومتعلّمين ذوي ثقافة أصيلة، ومستوى فكري مرموق، وتعزيز هذه الشريحة وتوسيع دوائرها، حتى لا تكون القسمة ثنائية: علماء ودهماء. وتنشيط ركود معلوم لحركة التأليف والنشر في بلادنا، ولا يخفى ما للكتاب من أثر في صناعة الرأي وتوجيه الثقافة. من من العلماء والمفكرين اعتمدت عليهم؟ نعم أنوّه بفضل السابقين ممّن رجعت إليهم في هذا البحث، فأفكاره تنضح بها كتب المهمومين بنهضة الأمة، الحاملين لمشروع الإصلاح: الأستاذ مالك بن نبي، والعلامة الطاهر بن عاشور، والشيخ محمد الغزالي، والأساتذة والمفكّرين: طه عبد الرحمن، وعبد المجيد النجار، وعبد الكريم بكار ... وغيرهم كثير. ما هي أهم القيم التي استخلصتها في بحثك؟ في مجملها ثمان قيم، هي قيمة الإيمان، مقابل منطق المادة الزاحفة من الغرب، وقيمة والعلم العلاقة الطردية بين تفعيل هذه القيمة وتطور الأمم، وقيمة الأخلاق، وفي المنظور الإسلامي تعد قيمة أساسية وقد قارنت بينها وبين قيمة الأخلاق عند الغرب، وقيمة العمل؛ حيث أزمة تجسيد العلم والقيم في السلوكات ومظاهر الاختلال، وقيمة العدل؛ لأن العدل أساس الحكم والمجتمع والأسرة، وقيمة الحرية، وهي قيمة عليا بأنواعها؛ حرية الفكر وحرية التعبير وحرية المرأة والحرية السياسية وقيمة الإحسان ومظاهره، وقيمة الوقت. وهذه القيم فيها خلل ظاهر قي المجتمع الجزائري والأمة العربية والإسلامية ولا يمكن أن تجد الأمة طريقها للنهوض إلا باستعادة القيم لمكانتها الحقيقية. ما النتائج التي توصلت إليها والوصيات التي قدمتها؟ توصلت إلى نتائج كثيرة، منها؛ إنّ منظومة القيم التي جاءت بها شريعة الإسلام منظومة متسقة تماما مع الفطرة التكوينية للإنسان، ومتسقة مع مقتضيات العقل، وأثبتت تاريخيا عندما وجدت طريقها للتجسيد أنّها قادرة على بناء الحضارة، بينما بعض القيم التي نستوردها اليوم من الغرب؛ ليست قيما موضوعية متجردة، بل هي قيم القوي المتغلّب، يفرضها على الضعيف المغلوب، لا بحجة العقل وقوة المنطق، بل بمنطق القوة والغلبة، فأول خطوة نستردّ بها قيمنا الأصيلة هي التحرّر من تبعية المغلوب للغالب، والتخلص من القابلية للغزو والاستعمار الفكري والثقافي. والمسؤول عمّا وصل إليه عالمنا العربي -بشكل عام- من الاختلال الفادح والخطير جدّا لمنظومة القيم؛ ليس طرفًا واحدًا، بل هي مسؤولية مشتركة، ومتوزّعة على الجميع بدون استثناء: الأفراد، الأسرة، المؤسّسات التربوية والتعليمية، المؤسّسات الدينية، مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، السلطة ومؤسساتها، فبتحمّل هذه المسؤوليات وتكاملها؛ يبدأ الطريق نحو التقويم. ومع ذلك فالسلطان ظلّ الله في الأرض، بصلاحه تنصلح كثيرٌ من الأمور، وبفساده تفسد، والله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. وهذا الوضع لا يمكن علاجه بين عشية وضحاها، وشفاؤه لا يكون بضربةٍ بعصا سحرية، والعمل على تعديله طويل المدى يستغرق أجيالاً كما استغرق الانحطاط أجيالاً، ومع ذلك؛ فالمأزق ذو مخرج، والسبيل إلى الحلّ سالكةٌ بلا شكّ، والخطة إليه بيّنة واضحة، تؤتي أكلها بالعمل الدؤوب والحثيث بلا ريب، ولكن مفتاح ذلك، هو: الإرادة الحضارية السياسية، والإرادة الحضارية الاجتماعية، وتزاوجهما، فإذا عُدمت إحدى الإرادتين، أو انفصلت عن الأخرى؛ حصل الركود، أو الصّراع العنيف، وكلاهما لا يخرج بشيء. كيف نفعل القيم عمليا، ومن هي الجهات المنوط بها هذا الدور؟ نحن نؤمن بمراكمة الجهود هنا وهناك، وتفعيل الإرادة الاجتماعية فيبدأ من التوعية بدور الأسرة في غرس القيم الصحيحة في الناشئة، بل لا بدّ من العمل على تهيئة الشباب والشابات، وتكوينهم في مراكز مخصوصة لأداء دور الأبوة والأمومة والتربية الأسرية. والمؤسّسات التربوية والتعليمية هي شريكة الأسرة في هذه المهمة، والقيم يغرسها المعلِّم والأستاذ بهندامه، وتصرفه الأخلاقي، وسلوكه العاطفي الذكي الذي يحبّب التلميذ في المدرسة، ويجعله يشعر أنه في محضن دافئ، كما يغرسها بمعلوماته، وحجته، ومنطقه العقلي السليم، وأسلوبه التفاعلي، ومع ذلك لو خُصّت مادةٌ مفردةٌ -نسمّيها مادة القيم- بالتدريس في جميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي؛ لأشعر ذلك بخطورة الموضوع وأهميته، ولأسهم كثيرا في ترسيخ القيم. وعلماء الشريعة في الأمة، والدعاة، والمصلحون، وأرباب الفكر الإسلامي الأصيل والمتزن؛ جبهةٌ أساسيةٌ من جبهات النضال من أجل القيم. وهذه الجبهة مدعوّة لتفعيل أساليبها الأصيلة: المدارس القرآنية، والمحاضن التربوية، والخطب والدروس والمواعظ والمحاضرات المسجدية، وغير المسجدية، ثمّ هي مدعوّة للمراجعة والتصحيح، مراجعة أسباب ازورار الناس عن التأثر والاستجابة، وتصحيح ما دخل على الخطاب من أعطاب، ثم هي مدعوة لتجديد الأفكار والوسائل، التي تمكنها من الوصول إلى المجتمع، والانفتاح على مختلف فئاته وألوانه الثقافية، لتقنعه بمنظومة القيم، وضرورتها الحضارية. كما نعدّ العمل الجمعوي النشيط والفعال من أبرز محفزات الإرادة الاجتماعية نحو استعادة الوعي بمنظومة القيم، ودورها الحضاري، فلو تخصصت جمعيات ثقافية وطنية في باب واحد هو باب القيم، وحصرت نشاطها الثقافي فيه؛ لجاء منها خيرٌ كبير، وأحسب أنّ أول جمعية دينية جزائرية بعد الاستقلال، أسست للنضال الفكري والثقافي كان اسمها جمعية القيم. ولا ننسى الإعلام، وهو السلطة الرابعة يلعب دورا بارزا في إفساد منظومة القيم أو إصلاحها، خاصة في ظل الغزو الفضائي والالكتروني الرهيب للمجتمعات المسلمة، بينما الإعلام الإسلامي لحدّ الآن أسلوبه تقليدي جدا في الغالب، تسمع ذات الموعظة التي ألقيت في المسجد في قناة فضائية، بينما جمهور الإعلام غير جمهور المسجد، فأين السينما، وأين المسرح، وأين الحصص التفاعلية، وأين تغطية الأنشطة الثقافية المختلفة، وأين الاتصال المباشر بالمجتمع، وأين الإعلام الالكتروني، وغير ذلك من الأساليب العصرية، والتكريم والعناية المعنوية والمادية المفرطة بالكفاءات العلمية، حتى يتمنّى كلّ فرد في المجتمع أن يكون عالما، وحتى لا يفكّر العالم في الهجرة إلى الخارج، بل يتمّ استعادة العقول والكفاءات المهاجرة، وتبويئها مكانتها اللائقة بها في تأطير وقيادة النهضة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وإسناد المسؤوليات إلى أربابها من الكفاءات العلمية، وإصلاح المناهج والمؤسسات التعليمية، وعلى رأسها الجامعة، واستلهام التجارب العالمية الناجحة، بدل التبعية العمياء لدولة استعمارية معينة. وتوطيد الصلة بين مخرجات التعليم، وبين تطوير الحياة في مختلف المجالات. وتشجيع حركة التأليف والنشر، وتوجيهها نحو العناية ببث المفاهيم الصحيحة، ومجابهة الأفكار الضالة والدخيلة على القيم الإسلامية الأصيلة. ع/خ من آداب عيادة المريض إن عيادة المريض أدب جم من آداب الإسلام التي دعا إليها وجعلها من حقوق الأخوة بين المؤمنين؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ : قِيلَ : مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعه)، رواه «مسلم» لكن هذا الأدب لم يشرع لمجرد العادة؛ بل له مقاصد جمة؛ أوردها علماء الأخلاق وفقهاء الإسلام، أبرزها؛ بث الأمل في نفس المريض واستنهاض مشاعر التفاؤل في نفسه؛ حتى يتجاوز مرضه ويشفى من علته ويعود لسائر حاله سالما غانما؛ وإشعاره بمعية الجماعة المؤمنة ومشاركتها مشاعره وأملها في شفائه، لأن المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما جاء في الأثر؛ لذلك يحرص المسلم على تحقيق هذا المقصد وتفعيله في نفس المريض؛ فيكثر من الدعاء للمريض سرا وعلنا، ولا يحدثه في عيادته في البيت أو المستشفى إلا عن الشفاء والتفاؤل، ودوام الابتسامة والانبساط له؛ متحاشيا عبارات التيئيس والقنوط، بعيدا عن الضجر والقلق والتشاؤم، مهما بلغت خطورة المرض الذي ألم بأخيه المسلم، فلا يحدثه إلا بخير ولا يقدم له من الهدايا إلا ما يبعث في نقسه البهجة والطمأنينة، بموازاة ذلك على المسلم حث المريض على الصبر والثبات وتعاطي العلاج مهما كان مرا؛ وأن المرض تكفير لخطايا الإنسان وزلاته. والمريض أيضا له أن يجعل من محطة المرض فترة للمراجعة والاعتبار؛ في لحظات الخلوة وانكسار النفس وهوانها، حيث لا قوة ولا سلطة ولا جاه ولا غطرسة، بل الحياة في أصفى تجلياتها. ع/خ فتاوى هل يجوز دفع الزكاة في إطار تبرعات المساجد؟ لا يجوز دفع الزكاة لبناء المساجد لأن المسجد ليس من مصارف الزكاة المحددة في أية التوبة و لأن ما يعطى للمساجد هو وقف و حبس و ليس زكاة شخص يملك رصيدا من العملة الصعبة بالأورو وحال عليها الحول وبلغت النصاب هل يخرجها من نفس جنسها بالأورو ام يخرجها بما قيمتها بالدينار؟ يخرجها بعملة البلد الذي يعيش فيه فإذا كان يعيش في الجزائر فالأفضل له والأنفع للفقير أن يخرجها بقيمتها بالدينار شخص تواصل مع آخر ليعطه قيمة من زكاة ماله فطلب منه أن يحولها له على شكل شحن لمكالمات هاتفية؟ الزكاة تعطي للفقراء والمساكين لسد حاجاتهم ودفع مسكنتهم و علي المزكي أن يملك الفقير عين المال وله بعد ذلك التصرف فيه والمكالمات الهاتفية من الخدمات التي يمكن للفقير تغطيتها بالزكاة هل يمكن استبدال زيت جيد بزيت أقل جودة مع زيادة الكمية، أم أن ذلك ربا؟ الزيت من مصلحات القوت لذا يجري فيه الربا فلا يجوز بيعه أو مبادلته ببعضه متفاضلا و لا مؤجلا هل يخصم الزيت المدفوع أجرا للمعصرة من نصاب الزيتون؟ زيت الزيتون تجب فيه الزكاة متى بلغ الحب النصاب و يخرج المزكي من زيته بعد العصر قليلا كان أم كثيرا، ونصاب الزيتون يكون في الحب لا في الزيت و إنما يدفع المزكي الزيت؛ وبعد إخراجه الزكاة يودي أجرة المعصرة. أ.د. عبد القادر جدي أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وزارة الشؤون الدينية تصدر الدليل الوطني لخطب الجمعة أصدرت وزارة الشؤون الدينية دليلا وطنيا لخطب الجمعة ليكون معينا للخطباء وزادا على اختيار وانتقاء وتقديم الخطب في إطار رفع مستوى الخطاب المسجدي الذي يعاني في الكثير من المساجد من التدني. الدليل الذي صدر بمقدمة لوزير الشؤون الدينية تضمن 52 موضوعا ضمن محاور اجتماعية ووطنية ووعظية وأسرية وأخلاقية، وقد نشر في موقع الوزارة الالكتروني ليكون في متناول كل خطيب، وهذا الدليل لا يعني العودة لتوجيه الإمام بل لمرافقته فقط.