تبسة تودع المجاهد الوردي قتّال توفي يوم أمس المجاهد البطل الوردي قتال بن محمد المدعو «عراسة»، بعد حياة مليئة بالنضال والجهاد، نقش فيها بأحرف من ذهب تاريخ مشوار حافل بالبطولات والأمجاد، لقد كان الفقيد أحد أبطال ملحمة» الجرف» الشهيرة، التي جرت وقائعها في شهر سبتمبر من عام 1955، والتي لقن فيها المجاهدون الاستعمار الفرنسي درسا قاسيا في البطولة والإقدام، ولد الفقيد بتاريخ أول جويلية سنة 1925 بدوار قنتيس بدائرة العقلة بولاية تبسة، و كان أبوه مربيا للماشية، تعلم القرآن الكريم بمسقط رأسه، ثم شد الرحال إلى تونس، أين زاول تعليمه بها على يد عدد من المشايخ، ثم عاد إلى أرض الوطن، ليلتحق بمعهد الإمام عبد الحميد بن باديس بقسنطينة إلى أن تحصل على الشهادة الأهلية . في سنة 1954 التحق بصفوف جيش التحرير الوطني رفقة القائد فرحي ساعي وعمر البوقصي تحت لواء «عباس لغرور» و «شيحاني بشير» و « شريط لزهر»، وظل يجاهد بالرشاش والكلمة ومن نصر إلى نصر، مرورا بمعارك ضارية مع قوات الاستعمار الفرنسي في كل من ، آرقو ، وأم ريحان، وجبل أم الكماكم، وبني صالح، وجبل زريف وغيرها من المواقع، التي أبلى فيها البلاء الحسن، التي تشهد على شجاعته ورباطة جأشه، ثم انتقل رفقة صديق النضال المرحوم المجاهد « عمر البوقصي» إلى تونس ثم إلى مصر لاستكمال نضاله هناك، أين التقى بالقادة السياسيين للثورة الجزائرية، مواصلا جهاده حتى الاستقلال، ليشغل بعد ذلك عدة مناصب في الدولة، عرف عن الفقيد أنه كان ورعا، تقيا ، ميالا إلى الهدوء والحكمة، كريما، حليما مع أصحابه، شجاعا لا يهاب قول الحق مهما كان الوضع ،كما عرف عنه أنه كان يحسن القتال ضد العدو، ورصاصته لا تخطئ عن الهدف. ع.نصيب