وفاة المجاهد سماعل الهادي المدعو "الهادف" توفي، ليلة أول أمس، أحد رجال الرعيل الأول للثورة الجزائرية المباركة في ولاية تبسة، المجاهد «الهادي سماعل» المدعو " الهادف "، و ذلك بمسقط رأسه بمدينة الشريعة. المرحوم التحق بجبال الكفاح في بداية الثورة، و بالضبط في شهر مارس 1955، و استطاع أن يشارك تقريبا في جميع المعارك الكبرى التي كانت تدور رحاها في الولاية الأولى، فهو من القلة القليلة الباقية التي شهدت معارك جبال أم الكماكم، و الجرف، و الجديدة، و الدكان، و بوجلال، و وفوة، و جبل سندس، و جبل غيفوف، و سن الداب، و فوريس، و زريف، و الززار، و المالحة، و الماء الأبيض، و الجبل الأبيض، و السيار، و الزاوية، و غيرها من المعارك الطاحنة التي أبلى فيها البلاء الحسن، و أذاق فيها العدو مرارة الخسارة، في مسيرة جهادية طويلة، و حافلة بالبطولة و الشجاعة و الكلمة الصادحة حتى نهاية الثورة و بزوغ فجر الاستقلال، حيث أظهر قدرة عجيبة على مواجهة العدو بشجاعة نادرة قل نظيرها، خلد التاريخ بطولاتها، و بشهادة الفرنسيين أنفسهم، كما شارك المرحوم في قوافل السلاح التي كانت تجوب بين مارث في ليبيا، و تونس، و الولاية الأولى التاريخية، و نقلها إلى بقية ولايات الوطن لتسليح المجاهدين، و تعرض المجاهد الهادف لعدة إصابات، و فقد إحدى رجليه في معركة من المعارك، لقد توفي عمي الهادي سماعل بعد عمر طويل قضاه في خدمة الوطن، فهو المجاهد الكبير و الرجل الفذ الذي كان يعشق الجزائر عشقا كبيرا، لم يكن يخشى في قول كلمة الحق أحدا، و ظل ثابتا على مواقفه، ها هو اليوم يودعنا و يحمل معه الكثير من الأسرار، و ربما كنوزا من المعلومات التاريخية التي أهملناها.